: آخر تحديث

الذكاء بلا مشاعر

5
6
4

النقاش حول الذكاء الاصطناعي مستمر، وأنا خارجه. ليس لأن لا شأن لي به، بل لأن لا شأن له بأمثالي. لا أستطيع أن أقدم له شيئاً ولا هو أيضاً. لكنني سوف أستمر في متابعة تطوراته بالواسطة. ومن دون أحكام مسبقة وفذلكات واعتراضات بالية.

تساءلت مع ملايين آخرين، ما هو موقف «الأستاذ ذكاء» في أحداث غزة التي ضج بها العالم أجمع: هل لديه مشاعر؟ هل لديه حلول؟ هل يعنيه الأمر؟ طلبت من زميلتنا في «النهار العربي» غوى أن تساعدني في طرح ثلاثة أسئلة لأعرف كيف ينظر إلى الأمر. وما هو الفارق بينه وبيني، في النظر إلى أحداث في هذا الحجم. هل يصر على «حياده» وهو يشهد 20 ألف قتيل ومليوني معذب، و10 آلاف طفل في أكفان تبحث عن مكان لها في المدافن الجديدة؟ هل حدث أنه قال لنفسه ذات يوم: انتهى الأمر. لم أعد قادراً على مشاهدة هذا التلفزيون من الآن وإلى أن نسمع أن نتنياهو قد ذهب؟

هل سوف يظل هذا الفارق بين «الأستاذ ذكاء» وبيننا: الحياد حيال الجرائم والمآسي؟ ماذا يخطط لمستقبله؟ أن يكون أكثر تقدماً منا في كل شيء، إلا الإحساس بالحب والحنو والشباب وتقدم الشيخوخة؟

هل يستطيع الأستاذ، المشار إليه أعلاه، أن يخبرنا ما هو المقال الذي سوف يكتبه عند ولادة حفيده الأول؟ هل له أفضليات في الفن والأدب؟ لمن الأولوية عنده، ولماذا: طه حسين، توفيق الحكيم، عباس محمود العقاد؟ ولأي من أعمالهم: «الأيام»، «يوميات نائب في الأرياف»، «العبقريات»؟

هل سوف يذهب إلى تغطية الحرب في كوريا أو في أوكرانيا؟ هل سوف يبدي يوماً تأثراً وهو يقرأ نشرة الأخبار؟ وإذا طُلب منه إعطاء اسم مفضل لمولود جديد، هل سيقدم اسماً واحداً أم عشرة خيارات، كما هي عادته في لعبة الحياد والتنصل؟

كلها أسئلة ساذجة يطرحها البسطاء، أما هو فقد أصبح يعيش ويعمل في المستقبل. ونادراً ما يتطلع إلى الوراء. هو لا يعنيه «الأرشيف» إلا إذا كان تأكيداً للمستقبل. وقد قرأت له قصيدة في الإنجليزية صافية وشفافة وممتعة.

في الحلقة التالية أجوبة الأستاذ على أسئلتي.

إلى اللقاء...


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد