يقال ان العرب قديما اذا دخلوا حرباً امتطوا ذكور الخيل لجلدها وصبرها ويتفادون الإناث منها، خوفا من ان تكون شبقة وتحن الى صوت الذكور. واذا اغاروا على غيرهم فإنهم يعكسون الأمر ويمتطون الاناث، لأنها لا تصهل وبالتالي توفر لهم عامل المباغتة كما يمكنها التبول وهي تركض عكس الذكور التي تحبس بولها اثناء الركض وهذا يدخل ضمن تكتيكات الحروب!!
وإن تحتم على احدهم امتطاء فرس في الحرب كانوا يخيطون مهابلها حتى لا تلقح بخيول غير خيولهم!!
قد يبدو المشهد قاسيا نوعا ما لكنهم كانوا يحافظون على سلالة خيلهم نقية وفوق هذا انها عزة وأنفة وشموخ «الرجل العربي»، الذي يغار حتى على فرسه وهي من البهائم.
وقالوا أيضا ان الكثير من أعداء العرب استغلوا هذا الشموخ والأنفة والغيرة على العرض لدى العرب، فكانوا يشيعون بينهم، قبل غزوهم، أنهم قادمون، بقضهم وقضيضهم، وسيغتصبون نساءهم، ومن هنا جاءت مقولة، «الأرض ولا العرض»، أي أن من الأفضل والأسلم التخلي عن الأرض، وتركها، ومحاولة العودة لها مستقبلا واستعادتها، بدلا من خسارة العرض وماء الوجه، وعزة النفس، التي إن ذهبت فلن تعود.
المشكلة هنا أنهم تناسوا أن الأرض عندما تضيع.. تضيع معها أمور كثيرة أخرى، منها العرض وعرض العرض!!
***
ويقال أيضا ان إسرائيل، في كل صراعاتها ومعاركها السابقة مع حماس، والفلسطينيين، بشكل عام، كانت تتجنب، قدر ما تستطيع أن تلحق الأذى بالمدنيين. لكن تغير هذا الإجراء بعد هجوم السابع من أكتوبر، حيث سمحت القيادة الإسرائيلية لجنرالاتها بإزالة أية حدود أو تحفظات، وبالتالي تورطت في شن واحدة من أعنف الحروب الجوية التي عرفتها البشرية حتى الآن. فقد تبين من تحقيق أجرته صحيفة نيويورك تايمز أن إسرائيل غيرت قواعد الاشتباك الخاصة بها، بحيث يتمكن الجيش من تعريض ما يصل إلى 20 شخصًا للخطر في كل غارة جوية ضد مقاتلي حماس. سمح هذا التحول لها باستهداف حتى المسلحين العاديين عندما كانوا في المنزل مع أهاليهم وأقاربهم وجيرانهم، بدلاً من استهدافهم فقط، عندما يكونون بمفردهم في الخارج. كما تم في مناسبات قليلة، الموافقة على الضربات على قادة حماس على الرغم من أن كل ضربة كان من شأنها أن تعرض حياة أكثر من 100 شخص، غير مقاتل، لخطر الموت، وهو ما يتجاوز عتبة غير عادية لأي جيش غربي معاصر. وهذا أيضا ما اتبعته وقامت به إسرائيل في حربها القصيرة، مؤخرا، على «حزب الله» اللبناني واستهداف قياداته، حيث كانت لا تتردد في نسف وتفجير مبان ضخمة كاملة بهدف التخلص وقتل أحد قادة الحزب. وإن كانت أحيانا تعطي سكان مبنى مستهدف بضع دقائق للخروج منه، قبل تدميره بالكامل.
أحمد الصراف