حسين الراوي
على أي أساس سُمي الأسد، ملك الغابة؟ هل فقط لأنه قوي وذو أنياب ومخالب وبُنية قوية ومفترس؟ وهل هذه الأوصاف المبنية على القوة فقط تتوّجه لأن يكون ملكاً على الغابة بجدارة؟ وهل القوة هي كل شيء في الحياة؟ أو ليس العقل أقوى من العضلات المفتولة؟ وهل خلت الغابة بعرضها وطولها من الحيوانات التي تستحق كُرسي عرش الغابة؟ أليس الذئب أذكى من الأسد؟ أليست الزرافة قامتها أطول من قامة الأسد؟ أليس الفيل أضخم من الأسد؟ أليس الفهد أسرع من الأسد؟ أليس القرد متسلقاً ممتازاً للأشجار على سائر أنواعه أفضل من الأسد؟ أليس الكنغر يقفز جيداً أحسن من قفز الأسد؟ أليست الطيور جميعها تستطيع أن تحلّق عالياً في سماء الغابة والأسد لا يستطيع ذلك؟ ليس منطقياً أبداً أن تكون شريعة الغابة، هي الشريعة الوحيدة التي آمنت بها ورضخت لها وارتضتها كل الحيوانات، أَم أن هناك الكثير من الحيوانات التي ترفض بشدة أن يُطلق على الأسد ملك الغابة، لكنها حبست رأيها لأنها جبانة، وخوفها أعطى الأسد هيبة الجلاد، أو أنها مثلاً من الأساس جهلة ولا تعرف التخطيط من أجل خلاصها؟