بسبب نفوذ الإخوان فقد نجحوا في الاستحوذ على عدد من أهم المناصب الجامعية، كما كسروا اللوائح لتوريث تلك مناصبهم لجماعتهم، وكل ذلك خدمة لأهداف حزب الإخوان! فعقليتهم استحواذية منغلقة، تشبه عقلية الغيتو ghetto لشعورهم بأن هناك من يستهدفهم، ويعرقل خططهم للسيطرة على كل مرافق الجامعة ومناصبها.
وقال الأستاذ الوهيب انه يؤمن بالديموقراطية، لكنها ليست أرقاما تخرجها الصناديق، بل قيم ومبادئ وأدوات ممارسة، وضرورة نقلها للطالب، ليكون مواطنا صالحا، ولكن ما كان يحدث كان العكس، بعد أن أصبح هناك فرز قبلي وطائفي بغيض جدا، وأصبح الطالب لا ينظر لنفسه على أنه مواطن بل فرد من قبيلة أو طائفة.
كما أرجع الوهيب سبب تشرذم التيار المدني والليبرالي للتكتيكات التي مارستها القوى المضادة لهم، فتم تهميشهم، أو كسب بعضهم لصفوفهم، وخلق الإحباط في قلوب البقية، لذا لم يخسر مناصرو الإخوان أية انتخابات طلابية لكونهم يسيطرون منذ سنوات على الهيئة التنفيذية التي تتولى إدارة كل الأمور، بما فيها الإشراف على العملية الانتخابية الطلابية، وكان من السهل عليهم تزويرها، وجعلوا دخول الاتحاد صعبا برفع الرسم من 5 دنانير إلى 35، ولم يعقدوا أية جمعية عمومية من 2018 الى 2022 ولم يقدموا أية تقارير مالية وإدارية، مما أثار الشبهات، ماليا ومعنويا وأخلاقيا. وكل ذلك ساهم في غموض المشهد داخل الجامعة.
بعد سيطرة إخوانية زادت على 45 عاما، انعكس الأمر على مخرجات انتخابات مجلس الأمة وغيرها من المجالس، وبالذات الجمعيات التعاونية والخيرية، وهذه الأخيرة هي غالبا الممول للإخوان، ويبقيهم أحياء. فاتحاد الطلبة كان بمنزلة المصنع الذي يُنتج ويُفرّخ كل هذه الكوادر التي سيطرت لسنوات طويلة على الجمعيات الخيرية. لذلك كان ضروريا استئصال الجهة التي كانت تبث سمومها في جسد الوطن، بكل مكوناته.
وطالب الأستاذ الوهيب بتشديد الرقابة على الجمعيات الخيرية، لأن بعضها ورط الدولة في قضايا عابرة للحدود ومنها شبهات تمويل الإرهاب، مع استدعاء بعض قيادات هذه الجمعيات، ومعظمهم نواب سابقون، للتحقيق معهم، وهذا الأمر ما لم يكن متاحا التفكير فيه قبل حل المجلس.
أحمد الصراف