: آخر تحديث

بند عاجل لإنقاذ لبنان: القرار 1701 وفق القراءة الأممية

12
12
11

علي حمادة

على مدى 12 شهراً منذ الثامن من تشرين الأول (أكتوبر) باءت بالفشل كل المحاولات الداخلية في لبنان والخارجية التي قامت بها دول صديقة لحمل "حزب الله" على تجنب فخ التورط في حرب مع إسرائيل من شأنها أن تؤذي لبنان أكثر من إسرائيل. وعلى مدى 12 شهراً لم تنصت قيادة الحزب المذكور لصوت العقل والحكمة، وتذرعت بدعم قضية فلسطين من جهة، وبامتلاك الحزب أسلحة وقدرات عسكرية ما يؤهله لفرض توازن رعب مع إسرائيل، من جهة أخرى.

وعلى مدى 12 شهراً جرى تخوين كل من دعا الى وقف الحرب العبثية التي بادر اليها "حزب الله" من دون الالتفات الى رأي الشركاء في الحكم، وفي الوطن. وما هو أكثر قساوة أن كل من نصح الحزب المذكور بعدم الانجرار وتجنب الانزلاق نحو حرب قد تدمر لبنان من أقصاه الى أقصاه وصف بـ"التافه"، وبأنه يكرر الخطاب الإسرائيلي كما نُعت على سبيل المثال البطريرك الماروني وآخرون.

في كل الأحوال صمم "حزب الله" على المضي في حرب أكد لمن كانوا يراجعونه من القيادات الكبيرة في لبنان أنه يحسبها بميزان "الجوهرجي" كما يقال، وأنه يتحسب لكل الاحتمالات، وأن الهدف الضغط على تل أبيب وليس خوض حرب معها. أكثر من ذلك كان الجواب لكل سائل أو قلق من الذين راجعوا قيادة "حزب الله" أن موازين القوى تغيرت وأن السلاح الاستراتيجي للحزب كفيل بمنع تمدد الحرب وتوسعها وبلوغها عتبة الحرب الواسعة أو الشاملة.

في هذه الأثناء جرى توجيه مجموعة كبيرة من الصحافيين والمعلقين والمحللين المرتبطين بـ"حزب الله" ليحملوا خطاب تهدئة الشارع والرأي العام بالجزم بأن لا حرب وأن إسرائيل سوف ترشق بمئات آلاف الصواريخ من لبنان وسائر الساحات الواقعة في قبضة النفوذ الإيراني. ومن يراجع أرشيف خطابات قادة "حزب الله" و"وجهاء" محور الممانعة في لبنان يكتشف حجم الضخ الإعلامي الذي أريد منه التسويق لقوة الحزب ومنعته وقدرته على ردع إسرائيل عن توسيع الحرب. في النهاية وبعد ما حصل ابتداء من 30 تموز (يوليو) من اغتيال القائد العسكري لـ"حزب الله" فؤاد شكر ولغاية اغتيال الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ثبت أن ثمة بوناً شاسعاً بين الحقيقة والوهم. ولا حاجة لنا للخوض في الموضوع فالنتيجة واضحة ويعاني منها المواطن اللبناني أياً يكن انتماؤه.

الحقيقة تقال إن لبنان الرسمي تماهى مع موقف "حزب الله" مع أن معظم رموزه المستسلمين ما كانوا مقتنعين بحرب "حزب الله" الخاصة. لكن أصبح لبنان بإزاء واقع خطير يستدعي أن تتغير مقاربة المستوى الرسمي في لبنان من أجل إنقاذ البلاد من التدمير المحتوم. الكرة اليوم هي في ملعب شخصيتين مركزيتين: رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي. الأول هو شريك "حزب الله" وغطاؤه الرسمي وواجهته الدولية. والثاني هو ممثل المكون المعادل للمكون الشيعي بالثقل الديموغرافي، والمتفوق بالوزن العربي والدولي. وثمة ورقة على الطاولة معروضة منذ شهور طويلة كان الحزب يواظب على رفضها سلفاً من دون مناقشة. الآن ساعة الحقيقة. والبند الوحيد على جدول اعمال الدولة اللبنانية يجب أن يفرض على "حزب الله" إعلان وقف اطلاق النار الفوري وإعلان الالتزام الفوري ومن دون نقاش بالقرار 1701 وفق القراءة الدولية وليس القراءة الملتوية التي فرضها الحزب المذكور. بمعنى آخر، إخلاء منطقة عمليات قوات الطوارئ الدولية "اليونيفيل" تماماً والخروج منها توازياً مع دخول الجيش اللبناني و"اليونيفيل" بصلاحيات كاملة لضبط الوضع.

التنفيذ يجب أن يكون الآن، فالبلاد على مشارف حرب واسعة في ظل اختلال موازين القوى بشكل فاضح. أما البنود الإنقاذية الأخرى فتأتي في ما بعد. المهم تجنيب لبنان الحرب.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.