: آخر تحديث

بودكاست بثينة والدراما الخليجية!

4
4
4

حمد الحمد

قبل أن نبدأ، ما هو البودكاست؟، هو كلمة مُشتقة من كلمتي إذاعة وآي بود، وهي برامج إذاعية تلفزيونية، والبودكاست في الحقيقة إعلام حر لا يتبع جهة حكومية أو جهة خاصة، إنما أفراد يؤسسون لهم «بودكاست» بأسماء وعناوين ويجرون مقابلات بحرية، ووفق موقع خليج أونلاين فإن أول من أسس بودكاست في الخليج هو الدكتور الكويتي محمد قاسم، وذلك عام 2009 م، وفي العام ذاته، تبعه السعوديان مشهور الدبيان وجميل عبدالأحد، لكن السعودية حتى منتصف عام 2023 م هي المتصدرة لهذا الإعلام، ففيها أكثر من خمسة ملايين مستمع، لكن البودكاست في بقية الدول العربية ما زال ضعيفاً.

ولكن ما علاقة موضوعنا بالدراما الخليجية والأغلب هي كويتية، الموضوع له علاقة، حيث يقول الفنان الإماراتي سعيد سالم، منتقداً الدراما الكويتية: «الدراما الكويتية لا تمثل البيت الكويتي المُحافظ وأهل الفن والذوق»، لكنني أرى أن كلام الفنان قد جانبه الصواب، فمتى كانت الدراما الكويتية تمثل الكويت، والدراما المصرية تمثل أهل مصر، والدراما والسينما الأميركية تمثل الشعب الأميركي، الحقيقة أن الدراما هي أعمال تجارية ترفيهية تشويقية فكرية اجتهادية، قد تمثل ملامح من أي بلد، ولكن هي مشاريع تجارية تبتغي الربح في المقام الأول.

نعود لموضوع البودكاست، وهنا أتحدث عن بودكاست جميل وقيّم يحمل عنوان «بثينة بودكاست»، وصاحبته هي بثينة عبدالله، سيدة كويتية فاضلة وهي محاورة وصانعة محتوى، تجري مُقابلات مع شخصيات كويتية من نساء ورجال ويتابع الحلقات الآلاف، تحدثت الأستاذة في إحدى الحلقات عن الدراما الخليجية على العموم والصور المغلوطة التي تقدمها لمجتمعات عربية أخرى، وننقل ما قالته بالحرف الواحد على لسانها وهو كالتالي بين مزدوجين:

«كثير من المجتمعات العربية يحكم علينا من خلال مسلسلاتنا، ومن بعض الوجوه الإعلامية البارزة، وكانوا يعتقدون أن هذه هي المجتمعات الخليجية، وأنا كنت أُصر وأُكرر أن هؤلاء لا يمثلوننا وهذه المسلسلات لا تعكس بيتي، ولا بيت إخواني وصديقاتي وأهلي، ومن خلال البود كاست قدمنا وعرفنا الناس الذين كان لديهم شك أو تساؤل عن المجتمع الخليجي ما هي أفكاره وقيمه، نحن بكل بساطة عبر البودكاست قربنا قيمنا، واكتشفنا أن القيم نفسها التي نملكها موجودة عند أهل المغرب العربي ومصر والشام وغيرهم، ونحن أوضحنا وجهة نظرنا فالكثير من الإخوان في العالم العربي الذين يكتبون لي يقولون: نحن لم نكن نعتقد أن هناك سيدات خليجيات بهذا الطرح، أو بهذا الفكر، وأن كل الأمهات (مجنن)، وأنا قدمت سيدات كنماذج خليجية وتجاربهن الحياتية بالتربية، تدرون ماذا أنجزنا من خلال هذا البودكاست؟، نحن كمجتمع خليجي عرفنا المجمعات العربية علينا، لأن الكثيرين كانوا يحكمون علينا من مسلسلاتنا»!

كلام جميل من الأستاذة بثينة، لكن أعترف رغم أهمية هذا الإعلام الحر إلا أنني للأسف لا أتابعه لسبب هو أن ليس لديّ وقت للجلوس لساعات والمُشاهدة، وإنما أهتم بما يصلني من مقاطع مُختصرة عبر (الانستغرام) فقط.

وشكراً لبودكاست بثينة، ولمن يقدم صوراً جميلة وقيمة لمجتمعات أخرى عن أهلنا في الخليج.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد