علي الزوهري
إيماناً بدورها الثقافي والأدبي والتاريخي، وشمسها المشرقة التي باتت تنير مشارق الأرض ومغاربها، ومتمسكة بدورها الثقافي الاستراتيجي، وبدعم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، افتتح سموه قبل عدة أيام المعهد الثقافي العربي في إيطاليا، لتشرق شمس الشارقة في أوروبا وترسل رسائل التواصل والحوار الإنساني والثقافي وتشارك في حضارتها العربية بمد جسور التعاون إلى الحضارات الغربية.
هناك في إيطاليا بلد الأدب والثقافة والتنوع والعراقة، حطت شارقة الثقافة رحالها لتفتح صفحات متجددة من حلمها الثقافي الكبير، هذا الامتزاج العربي والغربي يؤكد أهمية تعزيز التواصل الشامل مع مختلف الشعوب، لما تمتلكه الشارقة من مساحة ثقافية وأدبية وتاريخية تهدف من خلالها إلى تسليط الضوء عليها للمستشرق الغربي، وتقوم بخدمة الثقافة المحلية والعربية والإسلامية.
لطالما كانت أرض العرب عاصمة للمعرفة والإبداع والعلم والثقافة والتي تصدرت للغرب في يوم من الأيام التاريخية الماضية، في وقت كانت أوروبا تعيش في ظلام الجهل وانعدام الأمن، وها هي الشارقة تضع اليوم بصماتها في قلب روما، حاملة معها لغتها العربية وهويتها الإسلامية، التي كانت في يوم من الأيام محطة أنظار الغرب المستشرق والمصباح المنير للظلام الدامس الذي كانت تعيشه أوروبا، ومصدر إلهام للثقافة والأدب اللذين سافرا إلى الغرب من خلال اللغة العربية وترجمتها لعدة لغات.
إن نظرة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي في تصحيح المغالطات التاريخية تبدأ من اللغة التي تعتبر القاسم المشترك للثقافة والتراث وهوية البشر، فلطالما كانت اللغة عنصراً أساسياً لتبادل الحوار وتشارك الآداب والثقافات بين الشعوب مع العالم أجمع.
ليس من السهل السعي وراء أهداف سامية وإنسانية، وأن تكون منارة المعرفة والعلم والنور المضيء في عالم يسوده الكثير من الحروب.. ستبقى الشارقة وسلطانها النور والأمل للتاريخ المعاصر، وستكتب هذه الإسهامات بحروف من ذهب، وسيكتب التاريخ «هناك كان سلطان القاسمي».