حسين شبكشي
لم أعرف أحداً عرف عبدالله رضوان ولم يكن يحبه. هناك أشخاص وضع لهم الله سبحانه وتعالى القبول في قلوب الناس. رجال عرفوا بالخير والمودة والتراحم واللطف وحسن السيرة. هكذا كانت سمعة وسيرة وعشرة عبدالله رضوان. رحل عن دنيانا رجل الأعمال والوجيه الاجتماعي المعروف عبدالله رضوان بعد صراع مؤلم وشديد مع مرض عنيف لم يمهله طويلاً لينتقل إلى رحمة الله بعد حياة مليئة بمحطات التميز والنجاح. تواترت أخبار وفاته بسرعة شديدة في عصر التواصل الاجتماعي وتلاحقت معها رسائل التعازي التي تبين مناقب الراحل ومكانته في قلوب محبيه.
توفي الراحل في مدينة هيوستن بالولايات المتحدة الأمريكية والتي كانت محطة علاجه الأخيرة وانتقل جثمانه منها إلى المدينة المنورة مسقط رأسه ليدفن فيها. كان محباً للمدينة المنورة وأهلها وشارك في الكثير من أعمال الخير ومبادرات الإحسان فيها. أياديه البيضاء التي عملت كثيراً في الخفاء لستر أصحاب الحاجة هي خير شاهد على ذلك الصيت الطيب.
كان صديقاً وفياً وذا خلق كريم ومعشر لطيف وقلب رهيف، شديد الحساسية، بشوشا لا تفارقه ابتسامته الهادئة أبداً.
سيغيب عن المناسبات العامة والمجالس الاجتماعية وجها أحبه الناس وترقبوا حضوره بشغف. رجل أعمال ناجح خاض تجارب فيها الكثير جداً من التحديات والمصاعب وفي كل مرة كان يخرج منها مفاجئاً لمن راهن على نهاية مشواره المهني.
سيترك عبدالله رضوان بعد رحيله إرثاً طيباً وجميلاً من السمعة العطرة والمحبة الصادقة في قلوب من عرفه وهذا رأس المال الباقي في عالم مؤقت.
مما زرعه عبدالله رضوان في صغره بره المعروف عنه لوالديه وحرصه الشديد على كسب ونيل رضاهما مع عمله الدؤوب في مجال المقاولات الشرس، لتتحول شركته مع الوقت إلى إحدى كبرى الشركات في مجالها في السعودية.
عمل الراحل على الاهتمام والتواصل المستمر لاحتياجات كبار السن في دوائره ومعارفه لمعرفة طلباتهم ومحاولة إنجازها بشكل مستور وخفي. هذا غيض من فيض في سيرة رجل طيب رحل عن دنيانا. رحم الله عبدالله رضوان رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه راجعون.