تجربة احتراف اللاعبين السعوديين خارجياً وخاصة في القارة الاوروبية بسيطة وشحيحة جداً، ولا يذكر أن أحد اللاعبين السعوديين مثل فريقا أوروبيا قويا في أحد الدوريات هناك لفترة طويلة، كلها تجارب على استحياء، وكأنها تكريم من بعض أعضاء شرف أنديتنا لبعض نجوم فرقهم، وترتيب تجربة احتراف خاصة، وقلما نشاهدهم في مباريات فرقهم الاوروبية، بعضهم يرجع عدم التوجه للاعب السعودي للاحتراف الخارجي لأسباب اقتصادية وثقافية جاذبة له في المملكة، فاللاعب السعودي وخاصة في السنوات الأخيرة يحصل على عقود بالملايين من أندية محلية، وعقود تحفظ حقوقه إضافة الى مزايا مالية كبيرة بدون ضرائب، نعم لازالت عملية التسويق والاستفادة من النجوم خارج الملعب متواضعة جداً، احتراف اللاعب السعودي لا تقارن باحتراف اللاعب العربي والأفريقي مثلاً والذي تمثل الانتقال الى الأندية الاوروبية حلما يسعى له كل لاعب هناك، وشهدنا في بطولة كأس العالم في السنوات الأخيرة منافسة شرسة من منتخبات عربية وأفريقية بسبب احتراف أغلب لاعبيها في أوروبا، عندنا أغلب اللاعبين العرب والأفارقة المحترفين في دورينا قادمين من أندية اوربية.
أحد الحلول في اعتقادي للارتقاء بالكرة السعودية هو تشجيع والدفع بفكرة الاحتراف الخارجي للاعب السعودي ليس فقط الدوافع المادية رغم وجودها، ولكن لتغير الفكر الرياضي لدينا، فماذا يمنع من تسهيل احتراف لاعبينا هناك بدون تفريط في حقوقهم المالية، ومن ثم إعادة توقيع عقود معهم من قبل أندية سعودية، تخيل أن نشاهد بعض لاعبينا المحليين وهم يشتركون في مسابقات أوربية كبيرة، وما سوف يمثله ذلك من تشريف للرياضة السعودية وللوطن بأكمله.
أخبار اهتمام أندية أوربية كبيرة بالظفر بتوقيع عقد احتراف مع لاعب الهلال سعود عبدالحميد وظهيره الأيمن المتميز تصب في سياق فكرة احتراف اللاعب السعودي في الخارج الجديرة بالتشجيع والدفع للأمام من قبل وزارة الرياضة والاتحاد السعودي لكرة القدم، هناك تسابق من أندية استون فيلا ونتنغهام فورست الإنجليزيين ونادي تولوز الفرنسي، ودخول نادي روما الإيطالي على الخط في التعاقد مع اللاعب السعودي دلالة واضحة ان المواهب موجودة لدينا، ومع المشروع الرياضي السعودي الجديد نحتاج للتفكير خارج الصندوق في عملية الارتقاء بالرياضة لدينا، فما المانع أن نشاهد بعض لاعبينا المتميزين ينتقلون للدوريات القوية في العالم، ومن ثم يمثلون منتخبنا الوطني الذي يعاني اللاعب السعودي في اللعب وجود خانة له مع أنديتهم بسبب السماح لوجود لاعبين محترفين أجانب في أندية الدوري الممتاز يصل عددهم الي ثمانية لاعبين واثنين احتاطي، هذا الضغط على اللاعب المحلي في تمثيل ناديه داخلياً قد تمثل نافذة الاحتراف الخارجي فكرة ومخرجا لبعض اللاعبين السعوديين للعب حتى ولو في بعض الدوريات العربية والخليجية.
أتمنى أن يفكر نادي الهلال بعدم الوقوف وتشجيع فكرة لاعبه المتميز في الاحتراف خارجيا وفي أحد الدوريات الأوربية، فاللاعب متميز فنيا وعمره مناسب ويتمتع بفكر وأخلاق عالية تؤهله لخوض تجربة احتراف حقيقية تكون نقطة تحول لدى منظومتنا الرياضية في هذا السياق المهم، وقد يفكر الهلال واللاعب بشكل جاد في هذا الملف خاصة أن الهلال لديه مشاركة عالمية في العام القادم في بطولة أندية كأس العالم التي سوف تقام في أمريكا، بعد تلك المشاركة وهي السنة الأخيرة في عقده أن يعمل النادي بتحقيق رغبة اللاعب وتشجيعه في خوض تجربة احترافية جديدة في اوروبا.