: آخر تحديث

لو تعلم شيرين

20
19
17

لو تعلم شيرين عبد الوهاب كم يحب جيل الشباب صوتها، والاستماع إلى أغانيها التي يحفظونها عن ظهر غيب، لما سمحت لأي ظروف صعبة تمرّ بها أن تتقاذفها، فترفعها مرة، وتهبط بها مرات إلى القاع، حيث الضياع، والاستسلام للسلبيات والهموم. لو تعلم شيرين فعلياً، حجم موهبتها، وأن الله منحها كنزاً ثميناً، لعرفت كيف تجيد استغلال موهبتها، وصوتها المميز لترتقي بنفسها وفنها إلى حيث يليق بالموهبة أن تكون.

ليست شيرين أول فنانة، ولن تكون آخر فنانة تجرفها المشاكل العائلية، وتخدعها تلاعبات المقربين منها بمشاعرها، وليست الوحيدة التي يستغلها المستفيدون من فنها وعملها، باعتبارها «الدجاجة التي تبيض ذهباً»، لكن سقطات شيرين تتوالى سريعاً، ولأنها حساسة، ومندفعة خلف عواطفها، ومتهورة أحياناً في قراراتها، وكلماتها، وآرائها، تقع سريعاً، ودائماً، في أفخاخ ينصبها الآخرون، وتدفع الثمن من صحتها، وعملها.

الغريب أنك تجد نسبة كبيرة، من الشباب والفتيات، يستمتعون بصوت شيرين، ويردّدون أغانيها، رغم غيابها المتكرّر، ولا يقتصر الأمر على من عرف، وواكب ظهور شيرين في البدايات، واستطاع تقييم صوتها، وموهبتها، فأحبّ أغانيها، وتعلّق بها، لذلك يغفر لها زلات لسانها، وكثرة انسياقها خلف عواطفها، وظروفها.. بل هناك جيل عرف شيرين في السنوات القليلة الماضية، فحفظ أغانيها، وأعلنها واحدة من نجومه المفضلين، ولا يعنيه ما يقال عن سلوكها، وتصرفاتها أحياناً على المسرح، ولا تستوقفه مشاكلها العائلية، وكل ما يقال عنها، سراً وعلانية، وقصصها مع طليقها حسام حبيب، وما يقال عن استغلال شقيقها لها، وتدخّل حماها (سابقاً) في الموضوع، ليدلي بدلوه لبعض الصحف، أو للباحثين عن أي خبر من هنا، وهناك، والمصطادين في الماء العكِر، وما أكثرهم.

لا يشغل جيل الشباب باله بما تقوله وتفعله شيرين بعيداً عن الغناء، كل ما يعنيه أنه يحب أغانيها فيسمعها في أي وقت، وأي مكان؛ ويعنيه أن صوتها فريد من نوعه، ويستمتع بكل ما تقدمه، حتى الأغاني الرومانسية الهادئة.. عموماً كل أغنيات شيرين غير صاخبة، تلامس واقع حياة يعيشه كثير من الشباب، وبعفويتها وتلقائيتها تصل إلى القلوب من جهة، وتتسبب لنفسها بأزمة من جهة ثانية. لو تعلم شيرين أن نعمة الصوت المميز تكفيها كي تحلّق بفنها عالياً، ولا تدع أي فرصة لأي أحد ليقودها إلى طرق يكثر فيها الالتواء وتكثر فيها المشاكل فيتراجع العمل، وتتراجع صاحبته، ربما لأصبحت اليوم في مكانة مختلفة في عالم الفن، ولاستطاعت تحقيق الكثير بقوة صوتها، ولخاف منها كل المستغلين، سواء كان حبيباً، أو شقيقاً.

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد