: آخر تحديث

الزعماء وكرة القدم

21
21
19

خرج رئيس الوزراء البريطاني الجديد كير ستارمر من اجتماع حلف شمال الأطلسي «الناتو» الأخير، حتى يتابع مباراة منتخب بلاده في بطولة كأس أوروبا، وربّما تعمدّ ستارمر أن ينشر على حسابه في «إكس» فيديو له وهو يشاهد هاري كين يسجل هدف التعادل لإنجلترا في مرمى هولندا، بنصف نهائي بطولة «يورو 2024»، معلقاً على ذلك بالقول: «اخترت اللحظة المناسبة لمغادرة اجتماع الناتو وتفقد نتيجة منتخب إنجلترا».

تصرّف ستارمر يعيد إلى الأذهان علاقة رجال السياسة بكرة القدم، حيث يحرص الكثيرون منهم على حضور المبارات النهائية في الدوريات الدولية أو القارية التي تصل إليها فرق بلدانهم. يتصل جانب من الأمر بالدعم المعنوي الذي يتعين على أي زعيم إظهاره تجاه الفريق الوطني لبلاده، وهو يسعى للتأهل بالفوز في كأس الدوري المعني، ولكن في حالات كثيرة ينمّ هذا عن ولع لبعض الزعماء باللعبة نفسها، التي مارسها بعضهم وهم شبّان.

تابعت وسائل الإعلام الحرص الذي أبداه الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون، على ضرورة موافقة فريق «ريال مدريد» على السماح لنجم المنتخب الوطني الفرنسي، كيليان مبامبي، باللعب مع فريق بلاده في الألعاب الأولمبية المقررة في باريس، بعد أن انتقل مبامبي للفريق الإسباني، وقد أثار إلحاح ماكرون امتعاظ رئيس «ريال مدريد» فلورنتينو بيريز، الذي قال: «لن نتحرك.. الموقف واضح والاتحاد الفرنسي يعلم ذلك. الحل الأفضل لريال مدريد ألا يذهب أحد للأولمبياد عقب انتهاء اليورو»، خاصة وأن مسابقة كرة القدم في الألعاب الأولمبية ليست مدرجة في روزنامة الاتحاد الدولي (فيفا)، ما يعفي الأندية من إلزام السماح للاعبيها بالإنضمام إلى فرق بلدانهم إثناءها.

قائمة بأبرز الزعماء ولعاً بكرة القدم ضمّت المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل، التي بلغ تعلقها بهذه الرياضة، حدّ أن أطلقت عليها إحدى الصحف لقب «مشجعة ألمانيا الاتحادية»، على غرار لقب «مستشارة ألمانيا الاتحادية»، كما ضمّت القائمة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ديفيد كاميرون، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي تشير سيرته إلى انه كان لاعباً للكرة في عدة أندية تركية لسنوات.

ما من قارة ارتبطت شعوبها بلعبة كرة القدم، كما هي أمريكا اللاتينية، حتى أنها، حسب الكاتب الأرغوياني الشهير إدوارد غاليانو، غدت عنواناً للهوية الوطنية لبلدان القارة، فحين أطاحت الانقلابات والديكتاتوريات والحروب الأهلية بأي أمل بالانتماء للبلد، منحت كرة القدم الناس انتماءاً بديلاً: الانتماء للمنتخب.

من أشهر رؤساء بلدان القارة الذين أظهروا ولعاً بكرة القدم الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، والرئيس البوليفي السابق إيفو موراليس، ومعروفة أيضاً علاقة الصداقة والود التي جمعت بين الراحلين: أسطورة كرة القدم الأرجنتيني مارادونا والرئيس الكوبي السابق فيدل كاسترو.

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.