: آخر تحديث

سلمان الفرج والرحيل المر

9
6
10

هل أحزننا خروج ونهاية سلمان الفرج من الهلال بهذه الطريقة؟ والإجابة هي بالفعل نعم كنا نتمنى أن يكون خروجه بطريقة أفضل ولا يعني ذلك أن الهلال تعامل بفوقية وقلة خاتمة مع سلمان في إنهاء التعاقد معه، حيث أصدر النادي بياناً وضّح فيه انتهاء العلاقة بشفافية تامة متمنياً للاعب الخلوق التوفيق في أيامه القادمة وأنا على قناعة تامة مهما حاول بعض الإعلام المناوئ للهلال تصوير هذا الحدث بأنه حالة من الجحود من قبل النادي فهذا غير صحيح وسلمان الفرج أكبر من أن تنطوي عليه مثل هذه التعليقات التي تحاول أن تجر منظومة الهلال إلى حالة الفشل والتناحر التي تعيشها أنديتهم لسنوات ويغيظهم نجاح منظومة الهلال مع لاعبيه سواء المحليين أو الأجانب، وكم شاهدنا حضور بعض اللاعبين الأجانب مروا على الهلال منذ عقود لا يزالون يدعون لمباريات النادي وخاصة في مباريات واحتفالات تتويجية في بطولات محلية وقارية.

ولن استغرب أن القائد الهلالي سلمان الفرج سوف يكون ابناً للهلال وسوف تستمر علاقته مع الهلال في قادم السنوات سواء في الإدارة أو الأجهزة الفنية كما الكثير من لاعبيه السابقين، فسلمان ابن صنع اسمه في الهلال والهلال هو عشقه الأول وهناك جماهير لا تتخيل رحيل الكابتن الفرج عن النادي ولكن كما نردّد دائماً أن منظومة الكرة والرياضة تتطور وبسرعة عندنا وبشكل احترافي والأندية مطالبة بالتكيّف مع هذه الظروف الرياضية الجديدة وعليها التضحية وتغيير فكرها الإداري في هذا السياق، فالهلال مقبل على استحقاقات قارية وعالمية ومحلية ومحتاج إلى أدوات فنية من لاعبين وأطقم فنية تحقق تطلعاته في هذه المسابقات ومصلحة النادي تأتي في المرتبة الأولى ويبدو أن الارتباط العاطفي البعيد عن الواقعية في طريقه للتغير، فمدرب الهلال جيسوس شاهدناه العام الماضي لا يحتاج إلى سلمان الفرج في الكثير من المباريات أو أنه يلعبه لدقائق في بعضها.

وقد يرى المدرب أن طريقة لعب سلمان لا تخدم طريقته في الملعب ومدرب مثل جيسوس يركّز على منظومة الفريق كاملة ولا يهتم بالأسماء وتاريخها، نعم، نحن كجماهير رياضية عشنا وعرفنا سلمان الفرج منذ أكثر عقدين من الزمن وتدرجه في الفئات السنية بالنادي ووصوله لكابتن الفريق والمنتخب وتحقيقه لـ 21 بطولة مع الهلال قريبة لبطولات بعض الأندية التي تدعي أنها منافسة للهلال، هذا السجل والبطولات للنجم سلمان الفرج لن تنساها جماهير الهلال خاصة والجماهير السعودية عامة وبعض جماهير الزعيم وبشكل عاطفي تعيش صدمة الخروج والمغادرة بهذا الشكل لسلمان الفرج من الهلال، ولكن هذا هو واقع التغيرات الجارية في الأندية السعودية.

وأنا متأكد أن عشق وعلاقة سلمان الفرج مع ناديه الهلال لن تتأثر ولن يطويها النسيان كما يتمني البعض، كثير من لاعبي الهلال تطورت علاقتهم بالنادي وأصبحوا فاعلين في منظوماته الإدارية والفنية المختلفة، بل إن أحدهم وصل لرئاسة النادي وهو النجم الأبرز في تاريخ النادي والكرة السعودية الكابتن سامي الجابر.

فعلى جماهير الهلال الوفية للاعبيها أن تتذكر فقط ما مر فيه بعض نجوم أنديتنا الأخرى من نهايات مؤسفة مع أنديتهم وليس كما يحاولون أن يصوروه الآن مع مغادرة الفرج للهلال بطريقة احترافية ترضي اللاعب وتحفظ حقوقه وتعطيه أحقية اللعب في أحد الأندية الجماهيرية التي سوف تتسابق للتعاقد معه في الموسم القادم، لا شك عندي أن الهلال برجاله لن يترك سلمان الفرج بعد مغادرته وسوف يكون الراعي والمنظم لاعتزاله في قادم السنوات وهو نجم وابن بار للهلال يستحق أكثر من ذلك.

البعض هاجم سلمان الفرج وأنه من سعى لمغادرة الهلال سعياً للمال كما فعل لاعبون آخرون وفي رأيي أن هذا حق يسعي له أي لاعب في العالم وخاصة عند قرب نهاية مسيرته الرياضية رغم أن عدم ضمان سلمان الفرج أن يكون لاعباً أساسياً في الفريق الهلالي الموسم الماضي وعدم قناعة المدرب أنه لا يخدم طريقته وقد يكون فعالية سلمان الفرج في بعض المباريات لدقائق فيها وتأثيره نفسي وحماسي وبتقليص عدد اللاعبين في قائمة كل فريق من 30 إلى 25 لاعباً وزيادة عدد اللاعبين الأجانب من ثمانية إلى عشرة لاعبين.

هذه القرارات الجديدة تهدف إلى زيادة حدة المنافسة والارتقاء بمستوى الدوري السعودي وجذب نجوم أجانب جدد في الدوري السعودي، وكلنا يتذكر أن أندية ورؤساء أندية ومنهم رئيس الهلال وإدارة النصر كانوا معارضين لتقليص هذه القائمة لمعرفتهم أنهم سوف يضطرون لقرارات لا يرغبون فيها وهي التخلّص من بعض اللاعبين تنفيذاً للشكل الجديد في الدوري هل سيكون هناك ضحايا نعم ولكن الإدارات الذكية هي التي تتعاطي مع هذه التغيرات لما يخدمه أنديتها بعيداً عن العواطف.

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد