لماذا تخفق السياسة الأمريكية تقليدياً في رهاناتها على أي حلفاء محليين في دول حول العالم؟
راهنت واشنطن على فيتنام الجنوبية، وانتصر رجال الثوار الفيتناميين الشماليين، وكونوا أهم مفاصل الدولة الحديثة.
راهنت واشنطن على قوى شيعية معتدلة في العراق، عقب الغزو الأمريكي لها، ولكن كانت الغلبة والسطوة والتأثير للشيعة من حلفاء وأنصار إيران.
راهنت واشنطن على قوى علمانية وطنية معتدلة في أفغانستان، ولكن كان الفوز النهائي والسيطرة والتمكين لجماعة طالبان، مع هروب ولجوء كل رجال النخبة السياسية التي راهنت عليها الإدارة الأمريكية.
واليوم، تراهن واشنطن على فوز الجيش الأوكراني في حربه ضد روسيا، وعلى الرئيس زيلنسكي، وقدمت هي وكل حلف «الناتو» ودول أوروبا، مساعدات تزيد على 170 مليار دولار، وكانت نتائج العمليات العسكرية في مسرح العمليات لصالح الجيش الروسي، مع تراجع الجيش الأوكراني، الذي تعود خسائره إلى ضعف في القيادة، وفساد مخجل في صفقات السلاح الجديدة، التي قيل إنه أعيد بيع بعض منها لطرف ثالث!
الإجابة عن سؤال: لماذا كل هذه الرهانات الخاطئة؟، تقول إن أزمة صانع القرار الأمريكي أنه يخلط ما بين «رغباته وأمنياته» من ناحية، والحقائق التي توضح مدى صحة أو كفاءة أو قوة هؤلاء الذين يتم الرهان عليهم.
خلط الأمنيات بالحقائق المفضلة، تشبه حينما يقوم أحدنا بتشجيع فريقه المفضل بحماس شديد، ولديه ثقة لا نهائية، لا تستند إلى أي عناصر حقيقية، بأنه – بلا شك – سوف يفوز.
أن تتمنى الفوز لفريقك المفضل، لا يعني بالضرورة أنه الأفضل والأصلح للفوز الحقيقي والنهائي.
تلك الأزمة التي تعاني منها الإدارة الأمريكية، هي تعبير صادم ومؤلم لإخفاق دولة عشنا نتعامل معها لسنوات طويلة، على أنها الأعظم في هذا العصر!