تحرص دولتنا عبر إطلاق برنامج (الجينوم) على وضع خريطة شاملة للبيانات الجينية الوراثية لمواطني الدولة لتسريع وتيرة الرعاية الصحية الوقائية والتشخيص الدقيق للأجيال الحالية والقادمة على أن يقوم البرنامج بدراسة الجينات عبر استخدام أحدث تقنيات تسلسل الحمض النووي والاستفادة من القوة التحليلية لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، إذ يقدم المختبر المرجعي الوطني مئتي نوع من الاختبارات الجينية وأبرز تطوراتها ودورها في الطب الشخصي ومدى أمانها وخصوصية بياناتها.
وشهد الطلب على استخدام تقنيات الجيل القادم لتسلسل الجينوم البشري نمواً لافتاً بين الأطباء في الإمارات باعتبارها أدوات تشخيصية لرصد الأمراض الوراثية، ويعزى ذلك لقدراتها الاستثنائية في رصد الأمراض كعلاج وإدارة حالات مثل مرض السرطان حيث بات الأطباء يطلبون اليوم التنميط الجيني الشامل للورم للحصول على مزيد من المعلومات حوله.
فالاختبارات شائعة للغاية خلال العامين الأخيرين حيث يقوم المختبر بأنواع مهمة بالنسبة للأمراض الجينية النادرة بخلاف السرطان، واكتسب تسلسل الجينوم السريري كاختبار شعبية كبيرة إذ تندرج مختلف هذه الاختبارات ضمن تقنيات الجيل المقبل لتسلسل الجينوم البشري فهي تستخدم لفهم التكوين الجيني للجسم البشري وأصبح في السنوات القليلة الماضية تقنية الجيل المقبل لتسلسل الجينوم متاحة على نطاق واسع وتمكنا من فهم التسلسل الجيني في جسم المريض بأكمله ليتمكن الأطباء من الخروج بنتائج تشخيصية أكثر دقة.
فدولتنا شهدت خلال السنوات القليلة الماضية نشاطاً متنامياً في مجال مشاريع بحوث الجينوم عبر علاقات التعاون بين الجامعات ومقدمي الرعاية الصحية والمُختبرات، فاستمرار البحوث والدراسات لتوسيع المعارف عن التركيب الجيني للأشخاص الذين يعيشون في دولة الإمارات يشكل نقطة انطلاق نحو عالم خالٍ من الأمراض والأوبئة التي تفتك بالبشرية.
وتهدف الفحوص اللازمة التي تجرى إلى إيجاد مجتمع إماراتي أكثر صحة وتعزيز الخطط العلاجية بمنظومة ذكية توفرمستوى متميزاً من العلاج والوقاية من الأمراض والاوبئة ومراقبتها والتنبؤ بها، فوضع خارطة الجينوم المرجعي عن طريق التسلسل الجيني الكامل بأحدث التقنيات وتوفير قاعدة بيانات وراثية للاستفادة منها في المجال الطبي والتشخيصي يسهم في وضع كوادر لمحاولة الحد من حدوثها وتقديم خدمة علاجية متميزة لهم.
وحققت المراحل السابقة من البرنامج نجاحاً كبيراً وسيقوم البرنامج بإثراء البيانات الصحية للأفراد وأسرهم من خلال إنتاج الجينات المرجعية المحدده للمواطنين ودفع الاكتشافات العلمية على نطاق واسع، إذ تساعد العلماء والأطباء في وضع خطة علاجية ووقائية للمجتمع بناء على نتائج التحليل الجيني للمواطنين.