في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة خرجت على إثرها مماحكات سياسية لجماعة الإسلام السياسي كمؤامرة يقودها تنظيم الإخوان الإرهابي للتماهي مع السياسات والأجندة الخارجية الواضحة لخلق الفوضى في الأردن، والحرب في فلسطين هي الغطاء الذي حضر كمدخل لتجييش وتسييس الشارع على الحكومة الأردنية.
حيث يكشف التاريخ أن هؤلاء المحفزين لنار الفتنة هم من ساهموا بها قبل 54 عاماً، وتأتي أحداث (أيلول الأسود) العام 1970 كشاهد تاريخي على نشوب الحرب التي راح ضحيتها الآلاف وتسببت باغتيال رئيس الوزراء الأردني الأسبق وصفي التل، وتعتبر امتداد المؤامرة التي تسعى لإسقاط الأردن والانقضاض على شرعيته.
لا شك أن القضية الفلسطينية هي جوهر الصراع في الشرق الأوسط، وتعد القدس إحدى الركائز الأساسية المكونة للقضية الفلسطينية، وللصراع العربي الإسرائيلي، لا بل هي أساس القضية الفلسطينية، وفيها تتجلى أبعاد وطنية وقومية ودينية، وفي ظل السعي لإيجاد تسوية سلمية عادلة لهذا الصراع الممتد منذ عقود فقد تركز حولها الخطاب السياسي الأردني والعربي والإسلامي.
المملكة تدعم جميع الخطوات التي اتخذتها وستتخذها الأردن، خصوصاً تلك المتعلّقة بالحفاظ على أمنها وسيادة أراضيها أمام كل من يحاول اختطاف الدولة أو الضغط عليها أو التأثير على قراراتها، لأنها تدرك ما حدث في احتجاجات 2011 عبر استغلال تنظيمات وكيانات للتحديات الجيوسياسية والاقتصادية لزعزعة استقرار الأردن وجعله منطقة مليئة بالصراعات التي تدفعها أن تكون مثلما أصبحت عليه دولاً أخرى.
وفي إطار الوضع الراهن أجرى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، اتصالاً هاتفيًا، بالملك عبدالله الثاني ابن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية،
عبّر فيه عن دعم المملكة فيما تتخذه الحكومة الأردنية من إجراءات للحفاظ على أمن الأردن واستقراره، مشددًا سموه على وقوف المملكة مع الأردن الشقيق في هذه الظروف.