: آخر تحديث

انتخابات السنغال تبرز مركزية الاستقرار في دفع مسيرة التقدم بغرب أفريقيا

37
27
27

شكل هذا الأسبوع علامة فارقة ومحورية في المشهد السياسي في غرب القارة السمراء، فبعد فوز باسيرو ديوماي فاي بالانتخابات الرئاسية، تفتح السنغال فصلاً جديداً في تاريخها الديمقراطي وتقدم نموذجاً أفريقياً نادراً.

وفي هذه المناسبة تتقدم مجموعة موانئ دبي العالمية «دي بي ورلد» بالتهنئة إلى الرئيس المنتخب باسيرو ديوماي فاي على حملته الناجحة ورؤيته الثاقبة التي دفعت به إلى سدة الحكم، وتتطلع قدماً إلى طاقة التحديث التي سيستحضرها فاي لتنشيط اقتصاد البلاد وإنعاش الحياة السياسة، كونه أحد أصغر رؤساء القارة الأفريقية سناً. إن انتخاب فاي لا يرمز إلى قيادة جديدة فحسب، بل يمثل أيضاً شهادة على مرونة واستقرار المؤسسات الديمقراطية في السنغال منذ الاستقلال عام 1960.

ونجح النموذج الذي قدمته السنغال في أن يلعب دوراً جوهرياً لتعزيز النمو الاقتصادي، لنشهد نمو ناتجها المحلي الإجمالي بشكل ثابت بما يزيد على 6 % سنوياً، مع مؤشرات بأن يتجاوز 9 % هذا العام.

كما لعبت التجارة عنصراً أساسياً في تاريخ مسيرة النمو الاقتصادي ومستقبلها، حيث تمثل 80 % اليوم من الناتج المحلي الإجمالي للسنغال، وذلك بفضل موقع البلاد الذي عزز دورها كمركز تجاري حيوي لجيرانها من الدول التي لا تملك إطلالة ساحلية، فضلاً عن كونها حلقة وصل حيوية مع الأمريكيتين وأوروبا ومنطقة الشرق الأوسط.

ومع ظهور نتائج الانتخابات، سُررت بسماع كلمة الرئيس المنتخب فاي التي أعلن في مرة أخرى عن رغبته في أن السنغال ستظل البلد الصديق والحليف الآمن والموثوق به لأي شريك سينخرط معنا في تعاون شريف ومحترم ومثمر للطرفين. وكانت هذه الروح، واستقرار السنغال على وجه التحديد، ما جذب مجموعة موانئ دبي العالمية لخدمة السنغال.

ونحن نسير بخطى ثابتة على مسار لدعم السنغال لتحقيق أهدافها من خلال تعزيز التجارة والاقتصاد، فمنذ أن بدأنا عملياتنا في ميناء داكار في عام 2008، استثمرنا ما يقرب من 300 مليون دولار أمريكي (182.5 مليار فرنك أفريقي)، لتحويل الميناء إلى أفضل محطة أداءً في منطقة غرب أفريقيا وتصدرها قوائم محطات الحاويات في القارة. شهدنا ارتفاع الإنتاجية من 265,000 حاوية نمطية تمت مناولتها في عام 2008 إلى 800,000 حاوية نمطية العام الماضي.

وبناءً على ذلك تطور حجم التجارة ومدى النمو الاقتصادي، كما وُلّدت فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، إضافة إلى تحسين إمكانات الوصول إلى السلع بالنسبة للسنغال والمناطق المجاورة.

آمالنا بالنسبة للسنغال لم تتوقف عند عاصمة البلاد، فقد خصصنا أكثر من مليار دولار أمريكي على مرحلتين لإنشاء ميناء عالمي رئيسي جديد للمياه العميقة في ميناء ندايان، على بُعد نحو 70 كيلومتراً جنوب داكار. وباعتباره أكبر استثمار أجنبي مباشر في البلاد، سيساعد الميناء على أن تصبح السنغال مركزاً حيوياً للنشاط الاقتصادي للمنطقة بأكملها.

وستشمل المرحلة الأولى محطة حاويات جديدة برصيف بطول 840 متراً، وقناة بحرية جديدة بطول 5 كيلومترات مصممة للتعامل مع سفينتين، طول كل منهما 366 متراً في الوقت ذاته، وقادرة على خدمة أكبر سفن الحاويات في العالم. أما المرحلة الثانية فستشمل إنشاء رصيف حاويات إضافي بطول 410 أمتار وإجراء المزيد من التجريف للقناة البحرية؛ ما يجعله أكبر ميناء متعدد الوظائف في غرب أفريقيا.

إضافة إلى ذلك، تتضمن خططنا تطوير منطقة اقتصادية، تجمع بين الموقع الاستراتيجي والبنية التحتية والخدمات عالمية المستوى، لإنشاء مركز بحري ولوجستي متكامل، من شأنه أن يجذب الشركات حول العالم لتأسيس وجودها في السنغال، وهو النموذج نفسه الذي حوّل جبل علي في دبي إلى بوابة لآلاف الشركات تخدم سوقاً يضم أكثر من 3.5 مليارات شخص في أفريقيا وآسيا وأوروبا والشرق الأوسط.

إن حجر الأساس لتحقيق النمو المستدام في السنغال يتمثل في تأسيس شراكات قوية وطويلة الأجل. وأرى أن التعاون الرصين والمستمر في مجال التجارة والبنية التحتية يجب أن يلعب دوراً رئيسياً في توليد الفرص والوظائف وتحقيق الازدهار في البلاد.

إن التزامنا بالنمو الاقتصادي في السنغال دفعنا إلى العمل بشكل شامل مع أصحاب المصلحة في القطاعين العام والخاص، بما في ذلك الحكومة و«بريتيش إنترناشونال إنفيستمنت»، مؤسسة تمويل التنمية في المملكة المتحدة، للمساعدة في تحويل رؤية السنغال إلى واقع ملموس. وأثق أن السنغال، تحت قيادة الرئيس المنتخب فاي، ستواصل تعزيز الشراكات الإيجابية والمثمرة التي ستمكن البلاد من لعب دور رئيسي في حركة التجارة الدولية والإقليمية. وأتطلع قدماً إلى الفصل التالي من قصة نجاح السنغال ومجموعة موانئ دبي العالمية.

*رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية «دي بي ورلد»


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد