استمرار التظاهرات الشعبية في أهم العواصم الكبرى في العالم هو أمر لا يمكن تجاهل آثاره على الحكومات الغربية، وعلى مسيرة الحرب الوحشية في غزة.
أمس الأول «السبت الماضي» خرجت التظاهرات الشعبية تدعمها الشرعية الدولية بقرار مجلس الأمن الدولي الأخير بالمطالبة بالإيقاف الفوري لإطلاق النار.
يحدث هذا وهناك وفد إسرائيلي رفيع المستوى يحاول إقناع كبار خبراء وزارة الدفاع الأمريكية بخطة عمليات عسكرية جديدة لإنهاء الكتائب الباقية في جنوب رفح وما تبقى من كتائب القسام المقاتلة.
ولو عدنا إلى قياس الدعم المعنوي والإعلامي والسياسي وإسرائيل بعد 7 أكتوبر بساعات وقارناه بمؤشرات اليوم سوف نكتشف 3 أمور جوهرية:
1 ــــ التناقص الحاد في أي دعم لإسرائيل فيما يعرف بحقها في الدفاع الشرعي عن نفسها.
2 ــــ اتهام إسرائيل – لأول مرة – بتهمة الإبادة الجماعية كطرف جانٍ بعدما عانت إسرائيل منذ الهولوكوست وتعتبر نفسها ضحية، وتحاول دائماً الابتزاز العاطفي للعالم؛ لكونها ضحية محارق النازي الألماني.
3 ــــ إن وحشية الرد الإسرائيلي غير المتناسب وغير المتوازي مع ما حدث يوم 7 أكتوبر أصبح عبئاً على حلفائها، وأصبح يشكل إحراجاً عاطفياً وأخلاقياً، ويمثل ضغطاً سياسياً على الحكومات في واشنطن ولندن وباريس وبرلين.
أصوات المتظاهرين يوم السبت الماضي في لندن بالذات تطالب بتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الذي حظي بدعم 14 دولة من أعضاء المجلس وامتناع عضو واحد هو العضو الأمريكي.
هذه المطالبة تشكل ضغطاً على نتانياهو المعطل الأساسي لإيقاف إطلاق النار، والذي يربط إطالة أمد القتال بإطالة عمره السياسي المهدد بقوة.