أعلن وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان في 25 فبراير 2024، إضافة 15 تريليون قدم مكعبة قياسية من احتياطيات الغاز الصخري (غير التقليدي أو غير المصاحب) المؤكدة و2 مليار برميل من المكثفات في حقل الجافورة، وبذلك يرتفع تقدير كميات احتياطيات الغاز المؤكدة للحقل إلى 229 تريليون قدم مكعب، و75 مليار برميل من المكثفات، لتصل ذروة الإنتاج إلى 2 مليار قدم مكعب يوميًا بحلول 2030. وبهذا يعتبر الحقل جزءاً أساسياً من استراتيجية المملكة لتنويع صادراتها من الطاقة بعيداً عن النفط، حيث تخطط أرامكو لزيادة إنتاج الغاز بنسبة 50-60 % بحلول 2030 وإضافة 4 آلاف كيلومتر من خطوط الغاز. علماً أن رؤية 2030 تستهدف مضاعفة إنتاج الغاز الطبيعي، وزيادة مصانع البتروكيماويات التي تعتمد على التغذية من الغاز من أجل تلبية الاحتياجات المحلية من الطاقة وتعزيز نمو الاقتصاد المحلي. فعندما قررت السعودية المحافظة على طاقة النفط النتاجية عند 12 مليون برميل يوميا بدلاً من 13 مليون برميل يومًا في 30 يناير 2024، فإنها تتجه إلى تكثيف استثماراتها في رفع الطاقة الإنتاجية للغاز الى مستويات تتجاوز تلبية الطلب المحلي الى التصدير، وتستهدف استراتيجية الطاقة أنتاج 50 % من الكهرباء باستخدام الغاز بحلول 2030، مما يوفر ما يقارب من 700 ألف برميل يوميًا من النفط، يمكن بيعها في أسواق النفط العالمية أو استخدامها في الصناعات البتروكيماوية من أجل عائد افضل، كما ان إنتاج الغاز يوفر كميات كبيرة من سوائل الغاز الطبيعي والمكثفات، وإنتاج الهيدروجين الأزرق، والقيم لقطاعي التكرير والبتروكيميائيات.
ومن المتوقع أن تصل استثمارات أرامكو في تطوير حقل الجافورة إلى 110 مليارات دولارات، مما سيساهم في نمو الغاز غير التقليدي، وتوفير طاقة منخفضة التكلفة ومنخفضة الانبعاثات الكربونية، بالإضافة إلى توفير العديد من الوظائف المباشرة وغير المباشرة للاقتصاد المحلي. وفي ظل تسارع أنشطة الإنشاء والتصميم الأولية لمعمل الغاز في الجافورة، فمن المتوقع أن تبلغ طاقة معالجة الغاز الخام للمعمل 3.1 مليار قدم مكعب يوميًا عند اكتمال المشروع في عام 2027. وأن يبدأ الحقل في الإنتاج في عام 2025، وزيادة شحنات الغاز الطبيعي تدريجياً إلى معدل مستدام يبلغ 2 مليار قدم مكعب يوميًا بحلول عام 2030.
وبحسب النشرة الإحصائية للأوبك في 2023، نمت احتياطيات الغاز بنسبة 1.2 % الى 336.846 تريليون قدم مكعب في عام 2022 مقارنة بعام 2021، ولهذا نما إنتاج الغاز بنسبة 2 % الى 11.890 مليار قدم مكعب يوميًا خلال نفس الفترة. وستزيد احتياطيات غاز الجافورة الجديدة من إجمالي احتياطيات الغاز الى مستويات متقدمة، كما تتوقع أرامكو ان يصل انتاج الحقل من الغاز المسال والمكثفات الى 630 ألف برميل يوميًا وأكثر من 420 مليون قدم مكعب يوميًا من الإيثان في عام 2030. علماً أن المملكة لا تستورد الغاز ولا تصدره في الوقت الراهن، لكنها تتوقع أن تبدأ في تصدير الغاز الطبيعي بحلول عام 2030.
إنها ثورة النفط الصخري التي ستجعل السعودية من المؤثرين في رسم السياسيات العالمية في سوق الغاز كما هو الحال في سوق النفط، وبداية الانتقال من مرحلة سد الطلب المحلي على الغاز إلى مرحلة التصدير في عام 2030، والأفضل أن يكون عبر خطوط الأنابيب إلى الدول المجاورة، بدلاً من إقامة مرافئ الغاز الطبيعي المسال عالية التكلفة.