: آخر تحديث

مسلسل الشباب المفضل

28
25
24

من المسلسلات التي نجحت في اختراق قوائم الأكثر مشاهدة في العالم العربي، وقبل انطلاق الموسم الدرامي الرمضاني، مسلسل «مدرسة الروابي»، بجزئه الثاني، معيداً إحياء نجاح جزئه الأول الذي عرض قبل نحو ثلاثة أعوام، دراما أردنية فاجأتنا بتناولها قصص فتيات مراهقات بشكل واقعي، استطاع أن يلفت أنظار، الشباب والفتيات، من مختلف الأعمار، فصار مسلسلهم المفضل رغم اقتصاره على حلقات لا تتجاوز الست؛ ومع عودته حديثاً بجزء ثان، وبأحداث وشخصيات جديدة مع محافظته على عدد الحلقات نفسه، عرف كيف يسترد محبة جمهوره، وينهي حلقاته الست بصدمة جديدة، كما فعل في جزئه الأول.

لم تبتعد مؤلفة ومخرجة العمل، تيما الشوملي، وقد شاركتها في الكتابة شيرين كمال، مع الكاتبة والمنتجة المنفذة إسلام الشوملي، لم تبتعد عن البنيان الأساسي للعمل، حيث يقدم المسلسل حكايات مجموعة فتيات من مدرسة الروابي للبنات، لكل منهن ظروفها العائلية، وشخصيتها، وأفكارها، ومشاكلها.. ففي الجزأين شاهدنا الفتاة الجميلة اللافتة لأنظار الجميع بسبب جمالها، وذكائها، وشخصيتها، وثقتها الزائدة بنفسها، في الجزء الأول كانت ليان، وفي الجزء الثاني هي تسنيم (سارة يوسف)، الفتاة الهادئة التي تشعر بأنها «غير مرئية»، ولا يهتم بأمرها أحد، ثم تتحدّى التنمّر، وتتحدّى «شلّة البنات» المتنمّرات والمغرورات، مثل مريم في الموسم الأول، وسارة (تارا عبود) في الموسم الثاني، ونوف المتمردة على كل شيء الرافضة للرضوخ لأوامر الشلّة، نوف في الموسم السابق، ونادين (تارا عطاالله) في الجزء الجديد، وشمس (تاليا الأنصاري) التي تعزل نفسها عن الجميع، رانيا (جوانا عريضة) زعيمة التنمّر والصديقة الأقرب لليان تقابلها هبة (كيرا يغنم) بنفس اللؤم والأحقاد، وفرح تعتبر شخصية إضافية وتؤديها رنيم هيثم، كما ظهرت الكاتبة والمخرجة تيما الشوملي بدور المديرة الجديدة للمدرسة. اختلفت القصص في تفاصيلها عن الجزء الأول، لكن الروح بقيت واحدة، والهدف واحداً، عرض مجموعة قضايا تواجهها بعض المراهقات، وأتت النهاية في الموسمين مأساوية، لتشكل صدمة تلو الأخرى، بهدف دق ناقوس الخطر وتحذير الأهالي، والمدرّسين، والتربويين، من كل معاناة قد يتعرض لها الأبناء والبنات، ولا تؤخذ على محمل الجد، أو تتم معالجتها بشكل خاطئ فتكون عواقبها قاتلة، ومدمّرة.

رسائل المسلسل أهم من تفاصيله التي تجنح أحياناً إلى بعض الإطالة، ومعايشته لواقع الفتيات بجرأة وصدق ميزة لا تتوفر في مسلسلات كثيرة، وللمزيد من المصداقية، استعانت المخرجة برائدة الأعمال اللبنانية في مجال الموضة والمؤثرة على السوشيال، ميديا كارن وازن، لتظهر باعتبارها المثل الأعلى للفتيات في المسلسل، كما تناولت هوس الفتيات بـ«المثالية» في الشكل، وكثرة أعداد المتابعين والمعجبين، وتأثيرهما السلبي. ومن أكثر المشاهد تأثيراً، ظهور بطلات الموسم الأول لإحياء ذكرى ليان، وطبعاً النهاية الحزينة والضحية الجديدة، وما عانته من إهمال.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.