: آخر تحديث

عيّدي يا بلادي

19
18
21
مواضيع ذات صلة

في يوم السبت والأحد، السادس عشر والسابع عشر من ديسمبر، نحتفل بعيدنا الوطني الأكبر إحياءً لذكرى قيام الدولة البحرينية الحديثة في عهد المؤسس أحمد الفاتح، كدولة عربية مسلمة عام 1783، وذكرى تولي صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه مقاليد الحكم. فلا غرابة إن كانت كل علامات الفرح هذه تبدو مرتسمة ظاهرة على وجوه البحرينيين؛ فهذان اليومان تاريخيان يشكلان ذروة احتفالات أهل البحرين التي تبدأ عادة مع يوم المرأة البحرينية في الأول من ديسمبر على هذه الأرض الطيبة أرض الحضارات والثقافات والتسامح والتعايش بين الثقافات والأديان. فرح هذه الأعياد وما يصاحبها من مهرجانات تبعث على حالة من الأمل والاستبشار ونحن نودع عاما ونستقبل عامًا وليدًا جديدًا نرى فيه آمالاً جديدة ستتحقق لبحريننا الجميلة، وإنجازات عديدة ستكتمل وترى النور لتصبح مصدر اعتزاز جديد لكل بحريني ولكل وافد اختار مملكتنا الحبيبة وطنًا ثانيًا ولكل زائر، ثالثا، جاء يستكشف عظمة هذا الشعب ورقي أخلاقه في الضيافة.

 عيِّدي يا بلادي، هذا ما تلهج به ألسنتنا في هذه الفترة من كل عام. وها نحن نقطع أكثر من نصف قرن نسجل فيها النجاحات إثر النجاحات، وها هي أربعة وعشرون عامًا تمضي ونحن ممسكون براية العهد والولاء خلف قائد مسيرة العطاء والتنمية مطمئنين على ما يشيعه عهد جلالته المعظم من أمل على مستقبل البلاد والأجيال القادمة. أربعة وعشرون عامًا مكللة بالنجاحات في كثير من مضامير البناء والتنمية. في عهد جلالته المعظم يعترينا الفخر بكثير من الإنجازات المتحققة وأخرى في عهدة الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء برسم التحقيق.

 وعلى عادتنا السنوية ونحن نستقبل الأعياد فثمة سؤال لا بد من طرحه في هذه المناسبة وهو: ماذا يعني للمواطن أن يكون السادس عشر والسابع عشر من ديسمبر هما ذروة احتفالات المملكة بالأعياد الوطنية؟ مما لا شك فيه أن الإجابة التي تشفي غليل المواطن هي تلك التي خلاصتها أن يتعدل وضع المواطن المعيش ويتحسن وضعه الاقتصادي. بلا شك أن هذا السؤال يعني الشيء الكثير، يعني استذكار من ضحوا من أجل الوطن، ويعني الفرح ونسج مزيد من الأمل بأن تكون هذه المناسبة الوطنية فرصة للبرلمان ولأصحاب القرار السياسي لمزيد من التعاون لزيادة المكتسبات للمواطنين، وأن يأخذوا على محمل الجد المتغيرات الاقتصادية التي باتت ترهق المواطنين، فمثلما يتم التفكير في إبعاد البلاد عن الصدمات الاقتصادية بمزيد من المشاريع الاستثمارية وزيادة الإنتاج من خلال البحث في باطن الأرض عن البترول والغاز وترشيد الاستهلاك، فإنه من الواجب أن يتم تدارس حال المستوى المعيشي الذي وصل إليه المواطنون ومضاعفة العمل لبلوغ مستويات من المعيشة أفضل، وأعتقد جازمًا أن هذا الأمر ليس بعزيز على حكومتنا الموقرة.

 المواطنون ممتلئون تفاؤلاً ولا ينتظرون سوى شيء يفرحهم، ينتظرون من نواب الشعب، بتعاونهم مع الحكومة الموقرة الذي دعا إليه صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة خلال لقائه برئيس مجلس النواب السيد أحمد المسلم ورئيس مجلس الشورى السيد علي الصالح يوم الاثنين الماضي، موقفًا صارمًا يحمي حقوقهم ويكرسها وزيادة في أجور موظفي الدولة واستمرارية دفع المكافأة السنوية للمتقاعدين تخفيفًا من سطوة الغلاء الذي بات تأثيره خطيرًا وواضحًا في تآكل الطبقة المتوسطة واصطفاف قسم كبير من أفرادها في عداد الطبقة الفقيرة، ونحن نعلم أن وجود طبقة متوسطة متوازنة وقوية رافعة من رافعات الاستهلاك والتنمية في كل المجتمعات التي تريد أن تنأى بنفسها عن الأزمات والهزات الاقتصادية، فبهذه الطبقة يرتفع نسق الادخار وتتضاعف أرقام الإنتاج ومن ثم الاستهلاك ويتيسر خلق الثروة.

 إن الحكومة تعمل، بلا شك، من دون كلل على تحسين خدماتها المقدمة إلى المواطنين وهذه حقيقة لا ينكرها إلا جاحد، لكن ذلك لا يجب أن يمنعنا من المطالبة بزيادة التحسين وجعله هدفًا دائمًا في كل سياساتها وخططها وإجراءاتها على الدوام. فخدمات الإسكان لدينا متطورة جدا ولكن المواطن يطمح إلى تفعيل عنصر السرعة في تقديمها لمواكبة المتغيرات الديمغرافية. ولدينا تعليم مشهود له بالعراقة والقدم، ولكن المواطنين يتمنون العمل على تجويد التعليم أكثر فأكثر وعلى تطوير مناهجه ووسائط تنفيذها وعلى تحسين مخرجاته لتستفيد منه فئات مختلف فئات المجتمع، ولدينا خدمات صحية تليق بسمعة تاريخ الصحة في البحرين الممتد لعقود من الزمن طويلة، ولكننا مع ذلك نطمع في تطويرها حتى لا يُضطر بحريني واحد للسفر خارج البحرين للتداوي أو لإجراء عملية جراحية.

 سقف أمنياتنا مع قيادة بلادنا الرشيدة لا حدود له. ففي عهد الملك المعظم انفتحت جميع مسارات التنمية الشاملة ولم يتبق إلا حصد النتائج. كل عام الوطن بألف خير، كل عام أعياد البحرين أزهى وأبهى، ودام عزك ودامت أعيادك بحريننا الجميلة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد