مَن المجتمع الدولي؟ هل هو حكومات الدول أم شعوبها؟ هل هو الإعلام الرسمي أم الإعلام الشعبي؟ هل هو المنظمات الدولية أم الرأي العام الشعبي؟ هل هو الأمم المتحدة، أم المنظمات المالية والاقتصادية أم المنظمات الإنسانية؟ هل المجتمع الدولي اتحاد دولي يملك سلطة القرار والتنفيذ؟ مم يتكون هذا الاتحاد ومن يقوده؟ ما الأهداف التي يتفق عليها المجتمع الدولي؟ هل يحققها أم يتدخل بالصراع والمصالح الخاصة والتنافس وازدواجية المعايير حتى يصبح هو المشكلة وليس الحل؟ هل جاء في الأخبار يوماً لأي سبب أن أمريكا ناشدت المجتمع الدولي؟
هل لدى المجتمع الدولي قوانين ملزمة؟ من الذي يضع هذه القوانين؟ من الذي ينفذها؟ المجتمع الدولي يزداد قناعة هذه الأيام بحل الدولتين لقضية فلسطين العادلة، من الذي سينفذ هذا الحل؟
العالم في أزماته يناشد المجتمع الدولي، ينتظر المجتمع الدولي، يندد بالمجتمع الدولي في حين أن أبرز أركان المجتمع الدولي قد يكون هو سبب تلك الأزمات!!
المجتمع الدولي يتعرض لاختبارات صعبة في مواقع مختلفة يوجد فيها الإنسان الباحث عن لقمة العيش والأمن والحرية والعدالة. يتعطل دور المجتمع الدولي الإنساني أحياناً بفعل فاعل يسمى (الفيتو) داخل مجلس يسمى مجلس الأمن يعجز عن تحقيق الأمن. ألا يتناقض (الفيتو) مع مبدأ العدالة؟ وهل يجوز أن يستخدم ضد قرارات إنسانية؟!
يكثر استخدام (المجتمع الدولي) خلال الأزمات، الكل يناشد المجتمع الدولي وينتظر مواقفه أو قراراته إن كان له قرارات! لماذا ينتظر المجتمع الدولي حدوث الأزمات؟ لماذا لا تكون له مواقف مسبقة لتعزيز السلام العالمي والأمن الغذائي والتعاون الدولي واستقلال الدول والحياة الكريمة للجميع؟ إليكم هذا الخبر العاجل، المجتمع الدولي يتفق على تخفيض الميزانيات العسكرية وتخصيص المبالغ المستقطعة للأعمال الإنسانية ونشر السلام ومحاربة الفقر والجهل والأمراض والمخدرات، ووقف الحروب الأهلية ودعم المشاريع التنموية للدول الفقيرة. تم التصويت على هذا الاتفاق ليتحول إلى قرار فكان له الفيتو بالمرصاد. فتأكد للجميع أن المجتمع الدولي يبحث عن الحرية!!