: آخر تحديث

مؤتمر «الناتو».. ورسالة روسيا

18
17
15
مواضيع ذات صلة

عُقد يومي 11 و12 يوليو الجاري المؤتمرُ السنوي لحلف شمال الأطلسي «الناتو»، حيث كانت أبرز القضايا المطروحة على طاولته قضية الحرب الروسية الأوكرانية، وتقديم الدعم لأوكرانيا ضد أي هجوم روسي محتمل. ومنذ نهاية الحرب الباردة وحتى انطلاق المؤتمر الأخير لـ«الناتو» لم يناقش الحلف قضية أكثر أهميةً وعمقاً من الدعم العسكري لأوكرانيا في مواجهة روسيا، لكن البيان الذي خرج بعد المؤتمر جاء مفاجئاً في ظاهره حيث تم نفي أي احتمالية لضم أوكرانيا للحلف حالياً، وتأجيل ذلك لحين توفر «الشروط المطلوبة»، بينما كان تصريح البيت الأبيض بأن ما يمكن تقديمه لأوكرانيا حالياً هو دعمها عسكرياً حتى تنتصر.

وجاء المؤتمر متزامناً مع تحركات وتصريحات من قبل بعض أعضاء الحلف، لعل أخطرها ما أدلى به وزير الخارجية الأميركي بلينكن حين قال إنه دون تقديم القنابل العنقودية لأوكرانيا فلن تستطيع الدفاع عن نفسها. وهي خطوة مثيرة للجدل وتتعارض مع الحظر الدولي لهذا النوع من السلاح بسبب الخطر الذي يشكله على حياة المدنيين.
وجاء ذلك التصريح بعد الخطوة التي أقدمت عليها مؤخراً دولتان مهمتان في الحلف، حيث قررت فرنسا تسليم صواريخ بعيدة المدى من طراز «سكالب» لأوكرانيا، بينما قدّمت لها ألمانيا حزمةً من المساعدات العسكرية.

وسبق أن أرسلت إليها الولايات المتحدة 31 دبابة من طراز أبرامز وعربات قتال مدرعة مثل سترايكر وبرادلي، بالإضافة إلى أنظمة صواريخ بعيدة المدى، مثل «هيمارس» التي كانت تضرب أهدافاً خلف الخطوط الأمامية لروسيا، وأنظمة دفاع جوي أخرى لإسقاط صواريخ كروز وللتصدي للمسيَّرة الروسية، كما قدمت المملكة المتحدة 14 دبابة تشالنجر2.

و«الناتو» تحالف عسكري أسسته 12 دولة من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وفرنسا عام 1949، ثم توسّع ليشمل اليوم 31 دولة، وهو يقوم على مبدأ اتفاق الدول الأعضاء على مساعدة بعضها البعض في حالة وقوع أي هجوم مسلح على إحداها. وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991، ضم الحلف دولا من أوروبا الشرقية التي كانت أعضاء في حلف «وارسو» المضاد لـ«الناتو».

وهو ما رأته روسيا تهديداً لأمنها فعارضت بشدة طلبَ أوكرانيا الانضمام للحلف خشيةَ اقتراب معسكراته من حدودها، وهو السبب الجوهري وراء الحرب الأوكرانية الحالية، خصوصاً بعد أن اقترب «الناتو» كثيراً من الأراضي الروسية في أبريل الماضي عندما انضمت لعضويته فنلندا التي تشترك حدوداً برية مع روسيا طولها 1340 كيلومتراً. وقد مثّل تصريح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الثلاثاء الماضي، رسالةً استباقيةً واضحةً لـ«الناتو» قبل بدء مؤتمره، رداً على احتمال انضمام السويد وأوكرانيا إلى الحلف.

وفي كلمته التي تزامنت مع اليوم الأول لقمة الحلف في فيلنيوس، والتي كان من المتوقع أن تبعث برسالة إيجابية إلى أوكرانيا بشأن آمالها المستقبلية في الانضمام للحلف، قال لافروف، إن روسيا ستحمي «مصالحها الأمنية المشروعة». وربما حققت هذه الرسالة مرادَها بشكل أو بآخر، مما جعل ضم أوكرانيا لحلف «الناتو» في الوقت الحالي على الأقل أمراً غير مطروح!
*كاتبة سعودية


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد