: آخر تحديث

مخرجو السينما المصرية

34
39
31
مواضيع ذات صلة

يعتبر توغو مزراحي أحد أوائل المصريين الذين امتهنوا الإخراج السينمائي واشتغل أيضا في المونتاج وكتابة قصة وسيناريو وحوار بعض أفلامه، فترك في تاريخ السينما المصرية بصمات خالدة. كما أنه ثاني أهم الشخصيات المصرية من الطائفة اليهودية في تاريخ السينما المصرية من بعد الممثل والمخرج والكاتب «وداد عرفي» لجهة التأثير. إلى ذلك هو من أوائل الذين أسسوا شركة للإنتاج السينمائي، وأول من فكر مع المخرج أحمد بدرخان في إنشاء نقابة للسينمائيين في مصر، وصاحب فضل في اكتشاف الكثير من المواهب التي شكلت فيما بعد أيقونات السينما المصرية، وفي مقدمتهم الفنانة الكبيرة ليلى مراد.

ولد توغو مزراحي بالإسكندرية في 2 يونيو 1901 إبنا لأحد أغنى عائلات الطائفة اليهودية في الإسكندرية من تلك المنحدرة من أصول إيطالية، حيث كان والده وأعمامه من المشتغلين في تجارة القطن المصري، كما عمل والده مديرًا عامًا للشركة الجمركية للمستودعات التجارية. وبسبب خلفية عائلته التجارية وحرصها على أن يعمل ابنها في مهنة الأسرة، اضطر أن يعمل وهو في سن السابعة عشرة لدى والده في وظيفة محاسب، لكنه في الوقت نفسه واصل دراسته إلى أن نال دبلوم التجارة.

رغب والده أن يسلحه بمزيد من العلوم التجارية الحديثة كي يكون عونا له في تجارة الأقطان، فأرسله للدراسة في إيطاليا، لكنه انتقل من الأخيرة إلى فرنسا التي نال منها شهادة الدكتوراه. وفي أثناء وجوده في باريس دخل «ستوديو غومون» الذي كان وقتذاك من أهم استوديوهات صناعة الأفلام، ورأى ما يجري فيه فتولد لديه من تلك اللحظة الشغف بالعمل السينمائي إلى درجة أنه عكف على دراسة جميع مراحل صناعة الأفلام من تصوير وإخراج ومونتاج، بل قام أيضًا بأدوار ثانوية في بعض الأفلام الفرنسية وشارك في البعض الآخر ككومبارس كي يتعلم، ناهيك عن قيامه بشراء معدات تصوير حديثة استخدمها في تصوير عدد من الأفلام القصيرة عن مدينتي باريس وروما.

بعد ذلك، قرر أن يعود إلى مصر لينقل لها خبرته الفنية، فأسس في الإسكندرية شركة لإنتاج الأفلام تحت إسم «أستوديو توغو»، وراح ينتج سلسلة من الأفلام الروائية الطويلة، بدأها في عام 1930 بانتاج وكتابة قصة فيلمه الأول «الكوكايين» الذي عرف أيضا باسم «الهاوية»، وكان فيلمًا طويلًا صامتًا يطرح مشكلة المخدرات، لعب فيه بنفسه دور البطولة، علمًا بأنه لم يتجرأ بوضع اسمه الحقيقي في أفيشات وتترات الفيلم خوفًا من ردود فعل عائلته التي أرادته تاجرًا وليس «مشخصاتيًا»، فاستخدم اسم «أحمد المشرقي».

في عام 1932 انتج توغو فيلما آخر من تأليفه، هو «خمسة آلاف وواحد/‏ 5001»، الذي تطرق إلى حياة اليهود واندماجهم في المجتمع المصري، وقام ببطولته أحد الممثلين الذين اكتشفهم بنفسه وهو الممثل اليهودي الهزلي شالوم، الذي أصبحت شخصيته محورية في الأفلام التي انتجها وأخرجها توغو لاحقا مثل:«شالوم الترجمان» عام 1935، وفيلمي «العز بهدلة» و«شالوم الرياضي» عام 1937، وكلها من قصة وسيناريو وحوار توغو نفسه.

مثل توغو 4 أفلام: البحار/‏35، الدكتور فرحات/‏35، أولاد مصر/‏33، الكوكايين/‏30. وأنتج 5 أفلام. وقام بمونتاج 12 فيلما. وكتب قصة 28 فيلما، وأخرج 32 فيلما لعل أهمها: ملكة الجمال/‏46 (بطولة ليلى فوزي وكارم محمود)، سلامة/‏45 (بطولة ام كلثوم ويحيى شاهين)، تحيا الستات/‏44 (بطولة أنور وجدي وليلى فوزي ومحمد أمين)، كدب في كدب/‏44 (بطولة أنور وجدي وببا عزالدين)، ليلى في الظلام/‏44 (بطولة ليلى مراد وحسين صدقي)، نور الدين والبحارة الثلاثة/‏44 (بطولة علي الكسار وليلى فوزي)، الطريق المستقيم/‏43 (بطولة يوسف وهبي وفاطمة رشدي)، علي بابا والأربعين حرامي/‏42 (بطولة ليلى فوزي وعلي الكسار)، ليلى/‏42 (بطولة ليلى مراد وحسين صدقي)، الفرسان الثلاثة/‏41 (بطولة فؤاد الجزايرلي وإحسان الجزايرلي وعقيلة راتب)، ألف ليلة وليلة/‏41 (بطولة علي الكسار وعقيلة راتب)، ليلى بنت الريف/‏41 (بطولة ليلى مراد ويوسف وهبي)، ليلى بنت مدارس/‏41 (بطولة ليلى مراد ويوسف وهبي)، الباشمقاول/‏40 (بطولة فوزي وإحسان جزايرلي)، قلب امرأة/‏40 (بطولة سليمان نجيب وأمينة رزق)، سلفني 3 جنيه/‏39 (بطولة علي الكسار وبهيجة المهدي)، في ليلة ممطرة/‏39 (بطولة محمود المليجي وليلى مراد)، التلغراف/‏38 (بطولة رياض القصبجي وبهيجة المهدي)، أنا طبعي كده/‏38 (بطولة فؤاد شفيق وزوزو شكيب)، عثمان وعلي/‏38 (بطولة علي الكسار وبهيجة المهدي)، الساعة 7/‏37 (بطولة علي الكسار وبهيجة المهدي)، 100 ألف جنيه/‏36 (بطولة علي الكسار وزوزو لبيب)، خفير الدرك/‏36 (بطولة علي الكسار وزوزو لبيب وبهيجة المهدي)، البحار/‏35 (بطولة فوزي وإحسان الجزايرلي).

وعلى الرغم من أنه أسدى خدمة كبيرة للسينما المصرية وترك إرثًا فنيًا كبيرًا وأعمالًا خالدة إلى يومنا الحالي، وعلى الرغم من حبه لمصر ورفضه فكرة الهجرة الهجرة إلى إسرائيل، فإن اتهامات كثيرة طالته بالتعاطف مع الحركة الصهيونية. ومع حملة التأجيج ضد يهود مصر بُعيد انتهاء الحرب العربية - الإسرائيلية سنة 1948، قرر توغو مغادرة مصر نهائيا، فسافر إلى إيطاليا سنة 1949. وهناك تابع مسيرته الفنية ونجح في العديد من الأعمال إلى أن توقف سنة 1965 بعد إصابته بالمرض. وظل الرجل مقيما في إيطاليا، بعيدا عن مصر التي أحبها، يتابع أخبارها من خلال مجلتي المصور والكواكب التي كان مشتركا فيهما، حتى تاريخ وفاته في الخامس من يونيو سنة 1986.

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد