مع دخول تقنيات الاتصالات الحديثة، في مختلف تفاصيل حياتنا، باتت هناك متطلبات متزايدة للإنجاز وإتمام الأعمال، ومع أن هذه التقنيات أسهمت بشكل واضح في تسهيل تلك الأعمال والتيسير واختصار الكثير من الوقت، إلا أنها أسهمت من دون شك في نقل مكاتبنا لتكون معنا طوال اليوم، وفي اللحظة نفسها ألغت ساعات العمل المحددة. عندما يصل إيميل لعلبة الوارد، إشارة في جهازك المحمول الصغير تنبهك، ولا يوجد لك أي عذر في عدم معالجة ما جاء في الإيميل، فالتوقيع متاح والمعلومات قريبة منك، ويمكن طلبها بضغطة زر، وهكذا تجد أنك في خضم إنهاء العمل وأنت على الفراش تستعد للنوم، ولو افترضنا أجلته حتى صباح الغد، قد تجد مهام عمل أخرى ما زالت في الانتظار؛ لذا تمنح هذه المهمة الطارئة من وقتك، وتعتقد أنك بهذه الطريقة، تسهل الإجراءات والمهام على نفسك، والحقيقة أن مثل هذه الوضعية، تجعلك على اتصال بشكل دائم بمهام العمل ومتطلباته وشؤونه.
ساعات عملنا لم تتغير، والذي تغير، هو طبيعية العمل نفسه؛ حيث بات أكثر سرعة، ولا يوجد أي مبرر، للتأجيل أو التباطؤ، خاصة وأن تكنولوجيا الاتصالات تخدمك، وفي اللحظة نفسها، تزايدت الأعمال، والمبرر، أن الأجهزة، وخدمة الإنترنت ونحوها من المعدات والتجهيزات، تسهم في خدمتك كموظف، وتسهل مهام عملك، وما كان الموظف ينجزه قبل عقد من الزمن، يفترض بالموظف حالياً أن ينجز ضعفه وأكثر.
يقول مارك بيتيت، مدرب أعمال لرواد الأعمال الطموحين: «قد يكون تحقيق التوازن بين العمل والحياة أمراً صعباً حقاً، يقول المزيد والمزيد، من الناس إن إدارة حياتهم الشخصية والمهنية أصبحت أكثر صعوبة»
الحقيقة أن مع كل التسهيلات في بيئات العمل، إلا أن الأعمال تزايدت وتيرتها، وطريقة العمل نفسه تغيرت تماماً، وبالفعل يجد كثير من الموظفين، أنهم بحاجة إلى قضاء بعض الوقت على أجهزة هواتفهم النقالة، لإتمام بعض الأعمال، وتجهيزها، والبعض تجده يحمل معه جهازاً لوحياً، حتى يؤدي وينهي أي مهمة عمل عالقة، في لحظتها، ومثل هذه الآلية متعبة، ومرهقة، ونتائجها السلبية تظهر بعد سنوات عدة، وتتضح من حالات وعوارض نفسية، مثل القلق والتوتر، والكآبة، لأن هذه الطريقة، تلغي تماماً شعورك بالوقت الخاص. خذ المبادرة ونظم مهام العمل، واستغل التقنيات لتساعدك، ووسط كل هذا، لا تنسَ حاجتك النفسية، إلى الراحة الذهنية والجسدية.