: آخر تحديث

«بوك توك»

14
12
15
مواضيع ذات صلة

يذكرنا العنوان بالمنصة الإلكترونية واسعة الانتشار اليوم «تيك توك».
لا غرابة في ذلك فما ال«بوك توك» (Book Tok) إلا «هاشتاج» لفيديوهات تنشر على تلك المنصة، هدفها تسويق الكتب من قبل القراء أنفسهم، الذين يشاركون الآخرين كتبهم المفضلة، حتى إن عدد ما نشر على «الهاشتاج» المذكور الذي ظهر في عام 2020، فاق 84 مليار مرة، وحسب تقارير إعلامية فإنه أعطى دفعة قوية غير متوقعة للأدب، وأحدث ما يشبه القفزة في طبيعة محتوى ما ينشر على «توك توك» الذي يغلب على مستخدميه أنهم من الشباب، واشتهر بنشر مقاطع رقص وغناء وفيديوهات مضحكة، لكن الجديد أن التطبيق أصبح  إضافة إلى ذلك  منصة لترويج الكتب، ولفت الأنظار إلى المميز من العناوين فيها.

هناك حديث دائم، ويبدو أنه ينطلق من مبررات جدّية، عن انحسار مكانة الكتاب، خاصة الورقي منه، في عالم اليوم، أمام تقدّم واتساع تأثير وسائل التواصل الرقمية، مع أن مسألة انحسار قراءة الكتب تتفاوت بين مجتمع وآخر، وهناك من يجادل بالقول إنه ليس صحيحاً أن حيز القراءة يتضاءل إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن الأمية تتراجع في مجتمعات عانتها طويلاً، ولكن كون المسألة مطروحة للنقاش، فإن ذلك ينم عن إشكالية قائمة بالفعل.

ويجري حديث أيضاً عن أن تراجع مكانة الكتاب الورقي لا تعني تراجع مكانة القراءة؛ لأن نسبة عالية من الأجيال الجديدة ميّالة لقراءة الكتب رقمياً. وهناك من يقول إن التعلق بالكتاب الورقي هو محض ارتباط عاطفي، فيه الكثير من الحنين، لدى المخضرمين الذين نشأوا على هذه الكتب الورقية، بخلاف الأجيال الجديدة، الحرة من هذا الحنين.

ما نحن إزاءه مع «هاشتاج بوك توك» قد يندرج في هذا؛ أي توظيف الرقمي في نشر المعرفة، عبر الفيديوهات القصيرة التي لا تتجاوز مدتها ستين ثانية، يعرض خلالها صاحب الفيديو تلخيصاً مكثفاً لما قرأه، ناصحاً سواه بأن يقرأوا ما قرأ، ومؤكداً لهم أنه سيعجبهم.

على الرغم من نجاح هذه الوسيلة في الترويج للكتب، فإنها ليست خالية من وجاهة التحفظات التي تثار حولها، فهي لا تغني عن القراءة الرصينة للكتاب المعني، وهذه تتطلب وعياً وثقافة نقديين لا يتوفر عليهما  بالضرورة  كل من قرأ كتاباً وسجّل عنه فيديو قصيراً.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد