: آخر تحديث
منهم نساءً وأطفال وذوي إعاقة من المغرب وجنوب الصحراء

حرس الحدود المغاربة والاسبان يقضون ليلة بيضاء في مواجهة تدفق المهاجرين

4
3
3

إيلاف من الرباط: شهدت مدينة سبتة التي تحتلها إسبانيا شمال المغرب ليلة مضطربة إثر محاولة نحو 200 شخص العبور سباحة نحو سواحل سبتة، في موجة جديدة من محاولات الهجرة الجماعية التي تشهدها المنطقة. 

وتجندت قوات البحرية المغربية إلى جانب الحرس المدني الإسباني لإحباط هذه المحاولات، طيلة ليلة الأحد وصباح الإثنين، حيث عرفت المحاولات مشاركة نساء وأطفال وأشخاص من ذوي الإعاقة بسبب اتساع قاعدة المتأثرين بظاهرة الهجرة غير النظامية والبحث عن مستقبل أفضل.

وذكرت صحيفة "إل فارو دي سبتة" أن محاولات العبور استمرت على مدى ساعات الليل حتى الصباح، حيث سُجلت قرابة 200 محاولة، انتهت معظمها باعتراض المهاجرين أو وصولهم في حالة إنهاك إلى الشواطئ الإسبانية. 

وأوضحت أن الذين جرى إنقاذهم أو اعتراضهم في البحر بالقرب من رصيف "تاراخال" نُقلوا مباشرة إلى مراكز قريبة من أجل تحديد هويتهم.

وفي مواجهة لهذا التصعيد، أطلق المغرب تحقيقاً واسع النطاق يستهدف تفكيك الشبكات التي تقف وراء هذه المحاولات. 

وبحسب مصادر أمنية مغربية، تحدثت لـ "ايلاف"، فإن هذه الشبكات تعمل على توظف الهجرة السرية كوسيلة لـ "زعزعة استقرار" البلدين، عبر تشجيع الشباب على خوض مغامرات محفوفة بالمخاطر، كثيراً ما تنتهي بفواجع إنسانية.

وأضافت المصادر ذاتها أن هذه الشبكات باتت تعتمد أساليب أكثر تعقيداً، إذ يضطر المهاجرون إلى سلوك طرق أطول لتجنب السدود البحرية، ما يضاعف من الإرهاق والتعرض لانخفاض حاد في درجات الحرارة، الأمر الذي يزيد بشكل مباشر من احتمالات الوفاة.

في السياق ذاته، كشفت صحيفة "لاراثون" الإسبانية أن السلطات المغربية كثّفت من حضورها الأمني والعسكري في الآونة الأخيرة، في إطار شراكة وثيقة مع مدريد، بهدف تغيير الصورة السلبية للمغرب، الذي بات يُنظر إليه  بأن شبابه يحاول أن يفر منه بأي ثمن. 

ورغم أن الظاهرة لا تتجاوز بضعة آلاف سنوياً، فإن أثرها الإعلامي يبقى كبيراً، لكونه يرسّخ صورة المغرب كبلد طارد لشبابه بفعل البطالة أو في بعض الحالات التهرب من الخدمة العسكرية الإلزامية.

وتؤكد هذه التطورات أن ملف الهجرة غير النظامية لا يزال يشكل تحدياً استراتيجياً للعلاقات المغربية - الإسبانية، وأن تفكيك الشبكات المنظمة يمثل أولوية قصوى أمام البلدين، في ظل المخاطر الإنسانية والأمنية التي تخلفها هذه الظاهرة المستمرة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار