إيلاف من الرباط: لوّحت واشنطن بإمكانية نقل قواعدها العسكرية من إسبانيا إلى المغرب، في خطوة تعبّر عن تصاعد التوتر الدبلوماسي بين الولايات المتحدة وإسبانيا. فقد دعا السيناتور الأميركي روبرت غرينواي، رئيس مركز “أليسون” للأمن القومي والمستشار الأمني السابق في إدارة الرئيس دونالد ترامب، إلى نقل القاعدتين الجويتين الأميركيتين “روتا” و”مورون” من إسبانيا إلى المغرب.
Time to relocate NAS Rota and Moron Air Base…to Morocco. https://t.co/8pKIUStLN4
— Robert Greenway (@RC_Greenway) June 27, 2025
واعتبر غرينواي، في تدوينة نشرها على موقع “إكس” السبت، أن الظرفية الجيوسياسية الحالية تمثل “فرصة مثالية” لإعادة تموضع واشنطن في شمال أفريقيا.
أزمة صامتة بين مدريد وواشنطن
يأتي هذا التصعيد السياسي في سياق أزمة دبلوماسية صامتة بين الولايات المتحدة وإسبانيا، عقب رفض رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، الالتزام برفع الإنفاق الدفاعي إلى 5% من الناتج الداخلي الإجمالي، كما تنص عليه توصيات قمة الناتو الأخيرة، مكتفيًا بنسبة 2.1% فقط.
وهو ما اعتبره الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب “خيانة للحلف”، وهدد بالرد عليها من خلال إجراءات اقتصادية صارمة، تشمل فرض رسوم جمركية شاملة على مدريد.
المغرب في قلب المعادلة الأمنية الجديدة
في ظل هذا التوتر، برز اسم المغرب كبديل استراتيجي مطروح على طاولة صنع القرار الأميركي، خاصة في ظل متانة العلاقات بين الرباط وواشنطن منذ اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء.
وقد غرّد غرينواي، الذي لا يزال يتمتع بنفوذ واسع في أوساط الحزب الجمهوري، قائلاً:"المغرب حليف موثوق وصاعد في شمال أفريقيا، ويمثل خيارًا طبيعيًا لاستضافة القواعد الجوية الأميركية”.
زلزال جيوسياسي غرب المتوسط
في السياق ذاته، وصفت مصادر دبلوماسية أوروبية مطلعة هذا التحول المحتمل بأنه “زلزال جيوسياسي” في منطقة غرب البحر المتوسط، ستكون له تداعيات عميقة على توازنات الأمن والدفاع في المنطقة.
وتراهن الرباط، بحسب مصادر دبلوماسية تحدثت إلى صحيفة Vozpópuli الإسبانية، على تحويل هذا التقارب مع الولايات المتحدة إلى شراكة أمنية متقدمة، قد تفضي إلى تموضع عسكري أميركي دائم على الأراضي المغربية.
خطوة كهذه من شأنها أن تمنح المغرب موقعًا متقدمًا في معادلة الأمن الإقليمي، وتعزز موقفه في ملف الصحراء المغربية.
حسابات ترامب
من جهة أخرى، لا تُخفي إدارة ترامب، ومعها بعض الدوائر المحافظة في واشنطن، رغبتها في معاقبة الدول الأوروبية التي تتردد في تنفيذ التزاماتها داخل الناتو، وعلى رأسها إسبانيا.
وفي إطار هذا التوجه، تدعم واشنطن المغرب ليكون من أبرز الدول المؤهلة لتعزيز علاقاتها الدفاعية مع الولايات المتحدة.
وفي المقابل، ترى تحليلات أوروبية، رصدتها الصحيفة الإسبانية، أن مشروع نقل القواعد العسكرية الأميركية إلى المغرب قد يكون جزءًا من إعادة ترتيب إقليمي أوسع، يشمل إعادة توزيع الأدوار والنفوذ في حوض المتوسط، وتقليص تأثير بعض العواصم الأوروبية التي اختارت الحياد أو التردد في القضايا الدولية الكبرى.