إيلاف من الرباط: تنطلق الخميس بطنجة الدورة الأولى من "اللقاءات المتوسطية"، بمبادرة من مؤسسة فنون البوغاز – فنون المضيق.
وتسعى هذا التظاهرة الدولية، التي تتواصل على مدى أربعة أيام، لأن تكون منصة ثقافية منفتحة وتشاركية ومتجذرة في المدينة وبين ساكنتها.
وتقام فعاليات هذه اللقاءات، المنظمة بشراكة مع دار النشر "غاليمار" ومعهد العالم العربي والمؤسسة الوطنية للمتاحف ومكتبة "الأعمدة" بطنجة، بفضاءات لها رمزيتها، كمتحف ابن بطوطة، ومسرح رياض السلطان وفضاءات المؤسسة الوطنية للمتاحف.
برنامج متنوع
يتضمن برنامج التظاهرة قراءات وحفلات موسيقية، وموائد مستديرة، ولقاءات مع ناشرين وعروضا شعرية؛ فيما تفتتح بتكريم الكاتب المغربي الطاهر بن جلون، بإلقاء قراءات في منجزه، وتقديم شهادات في حقه، مع سهرة افتتاح يحييها عازف البيانو اللبناني طارق يماني، والموسيقي المغربي عثمان الخلوفي.
كما يتضمن البرنامج موائد مستديرة حول "اللغات" و"الحدود" و"المنفى" و"الضيافة"، ولقاءات مع دور نشر مرجعية، وندوة حول التعايش الديني في المغرب، وحوارا أدبيا بين الطاهر بن جلون ومصطفى كبير عمي، وصبيحة شعرية وحفلات موسيقية. كما تقام مسارات من المعارض المعاصرة في أروقة "كينت" و"دار الفن" و"إبراهيم آرت"، تقترح رؤى تشكيلية حول البحر الأبيض المتوسط، تفتح التظاهرة على غنى التعبير البصري لمبدعي اليوم.
مدينة - عالم
مما جاء في تقديم التظاهرة أن مدينة طنجة التي تقع بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي هي كالحلم، كانت مادة للأساطير والخرافات منذ فجر التاريخ، أصبحت قصة من القصص التي تغذي تاريخ الحضارات في البحر الأبيض المتوسط وخارجه.
لماذا طنجة لاحتضان اللقاءات؟ لأنها، كما يقول المنظمون، "مدينة – عالم"، تجمع بين الذكريات الحية وخيال المستقبل، هي التي لطالما كانت ملتقى للحضارات ومدينة إلهام وتمازج ونور، جعلها تراثها العالمي مكانا مثاليا لاستضافة هذا الحوار الفني والثقافي المتوسطي، الذي يحتفي بالتنوع الثقافي، لأجل استكشاف الإبداع الأدبي الغزير المستوحى من المدينة البيضاء منذ القدم؛ مع إعادة وضعها في ملتقى الثقافات والحضارات، كنقطة التقاء للأدب والتقنيات الجديدة والآفاق الأفريقية المستقبلية.
أسطورة طنجة
بالنسبة للمنظمين، فمن خلال برنامج يتطلع إلى العالم ويسلط الضوء على القضايا المعاصرة العابرة للوسائط والتحديات الثقافية المحددة التي تواجه أفريقيا اليوم، ستجمع لقاءات طنجة بين كتاب من جنسيات مختلفة لاستكشاف أسطورة طنجة من وجهات نظر متنوعة.
لذلك، تهدف هذه اللقاءات إلى ترسيخ مكانة طنجة كعاصمة أدبية، يجعل منها موقعها الجغرافي الاستثنائي مختبراً للمستقبل المحتمل للمغرب، بل وللعلاقات بين الشمال والجنوب.
ويرى المنظمون أن تنظيم كأس الأمم الإفريقية وكأس العالم لكرة القدم، والزيارة الأخيرة للرئيس إيمانويل ماكرون للمغرب، ونمو طنجة - المتوسط، كلها علامات على انتعاش هذه المدينة، التي أصبحت مرة أخرى لاعبًا رئيسيًا في العلاقات بين الشمال والجنوب، بشكل يمَكنها من أن تصبح معقلًا للثقافة والإبداع الأفريقيين.
حوار بين الأدباء
تسعى لقاءات طنجة إلى تسليط الضوء على القيمة الفنية والثقافية للمدينة، من خلال الاحتفاء بالأدب المتوسطي والإفريقي وخلق حوار بين الأدباء، والنظر إلى طنجة والكشف عنها من زوايا مختلفة وجديدة، والكشف عن المدينة من زوايا جديدة، من خلال استخدام مواقع رمزية لاستكشاف تاريخها وأساطيرها ومستقبلها المحتمل، وتشجيع الابتكار عبر وسائل الإعلام من خلال النظر في تأثير التكنولوجيا الرقمية ووسائل الإعلام الحديثة على نشر الأدب، ورفع الوعي بالتحديات التي تواجه أفريقيا من حيث السيادة الثقافية في عالم معولم، وتعزيز قيمة العمارة من خلال اتخاذ إجراءات جماعية في الفضاءات الحضرية، واكتساب فهم أفضل لمكانة طنجة في الأدب العالمي.