: آخر تحديث
الرئيس الانتقالي في أول خطاب بعد مهرجان النصر

الشرع: سنعلن حكومة تمثل جميع السوريين

3
4
2

 إيلاف من لندن: أكدّ الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية احمد الشرع، أن الإدارة الانتقالية ستعلن الأيام المقبلة عن لجنة تحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني.

وقال الشرع في خطاب وجهه للشعب السوري مساء اليوم الخميس، وهو الخطاب الأول من نوعه يوجهه بعد تعيينه رئيسا انتقاليا في مهرجان النصر مساء الأربعاء، إنّ سوريا تحررت بفضل الله ثم بفضل كل من ناضل في الداخل والخارج.

وأشار إلى أنّ الإدارة ستركز في الفترة المقبلة على تحقيق السلم الأهلي وملاحقة المجرمين ممن ولغوا في الدم السوري بالإضافة إلى بناء مؤسسات قوية للدولة لا فساد فيها ولا رشاوى.

تحررنا من نظام مجرم

وقال الشرع في خطابه للشعب السوري "إلى أبناء الشعب السوري الأبي أقف أمامكم اليوم بقلب ملؤه الأمل والعزيمة، موجها كلمتي إلى كل السوريين والسوريات، إلى من يعيشون في مخيمات التهجير، إلى النازحين واللاجئين، إلى الجرحى والمصابين، إلى عائلات الشهداء والمفقودين، إلى الناشطين الثوار الذين كرسوا حياتهم للنضال من أجل سورية الحرة".

وأضاف الشرع "أقف أمامكم اليوم بعد أربعة وخمسين يوما من تحررنا جميعا، تحرر سورية من قيود نظام مجرم جثم على صدورنا لعقود، أربعة وخمسون يوما مرت على زوال أربعة وخمسين عاما من أحلك أشكال الحكم الاستبدادي في تاريخ سورية والعالم أجمع".

وذكر أن "سورية تحررت بفضل الله أولا، ثم بفضل كل إنسان ناضل في الداخل والخارج، كل إنسان ضحى بروحه ودمه، ومنزله وماله، وأمنه وأمانه".

وأضاف أنها "تحررت بالشهداء، والمعتقلين والمعتقلات، والمعذبين والمعذبات، والمفقودين والمفقودات، وجميع أمهاتهم الثكالى وأهلهم المكلومين، بسبب تضحياتهم وتضحياتكم جميعا أقف هنا اليوم، لنفتح معا فصلا جديدا في تاريخ بلدنا الحبيب".

وقال الشرع "انطلق هذا النصر من حناجر المتظاهرين وهتافات المحتجين في الساحات والميادين، انطلق من أنامل حمزة الخطيب وأهازيج المظاهرات، وآهات المعتقلين والمعذبين في أقبية تدمر وصيدنايا وفرع فلسطين، واستمر بتضحيات الثوار الذين حرروا أرض سورية، رغم سنوات من عذابات الصواريخ والبراميل والكيماوي، فلم ينثنوا ولم ينكسروا".

خبراء قانونيون

وذكر الرئيس السوري "تسلمت بالأمس مسؤولية البلاد، وذلك بعد مشاورات مكثفة مع الخبراء القانونيين لضمان سير العملية السياسية، ضمن الأعراف القانونية، وبما يمنحها الشرعية اللازمة".

وأضاف "من هنا، أخاطبكم اليوم بصفتي رئيسا لسورية في هذه الفترة المصيرية، سائلا الله أن يوفقنا جميعا للنهوض بوطننا، وتجاوز التحديات التي نواجهها، ولن يكون ذلك، إلا بتكاتف الجميع شعبا وقيادة".

وقال الشرع "أحدثكم اليوم لا كحاكم بل كخادم لوطننا الجريح، ساعيا بكل ما أوتيت من قوة وإرادة لتحقيق وحدة سورية ونهضتها، مستصحبين جميعا أن هذه مرحلة انتقالية، وهي جزء من عملية سياسية تتطلب مشاركة حقيقية لكل السوريين والسوريات، في الداخل والخارج، لبناء مستقبلهم بحرية وكرامة، دون إقصاء أو تهميش".

حكومة انتقالية شاملة

وأوضح الرئيس الانتقالي أنه سيعمل على فتح فصل جديد في تاريخ سوريا، مشددا على أنه سيعمل لتحقيق الوحدة السورية.

وقال الشرع "سنعمل على تشكيل حكومة انتقالية شاملة، تعبّر عن تنوع سوريا، برجالها ونسائها وشبابها، وتتولى العمل على بناء مؤسسات سورية الجديدة، حتى نصل إلى مرحلة انتخابات حرة نزيهة".

وأشار إلى أنه "استنادا لتفويضي بمهامي الحالية وقرار حل مجلس الشعب، فإنني سأعلن عن لجنة تحضيرية لاختيار مجلس تشريعي مصغّر، يملأ هذا الفراغ في المرحلة الانتقالية".

وأضاف "سنعلن في الأيام القادمة عن اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني، والذي سيكون منصة مباشرة للمداولات والمشاورات واستماع مختلف وجهات النظر حول برنامجنا السياسي القادم".

وأضاف الشرع أنه "بعد إتمام هذه الخطوات، سنعلن عن الإعلان الدستوري ليكون المرجع القانوني للمرحلة الانتقالية".

وقال الرئيس السوري "تسلمت مسؤولية البلاد بعد مشاورات مكثفة مع الخبراء القانونيين".

رسم الأولويّات

وقال الشرع "سنركز في الفترة القادمة على رسم أولوياتنا ضمن الآتي: تحقيق السلم الأهلي، وملاحقة المجرمين الذين ولغوا في الدم السوري، وارتكبوا بحقنا المجازر والجرائم، سواءً ممن اختبؤوا داخل البلاد، أو فروا خارجها، عبر عدالة انتقالية حقيقية".

وأضاف "إتمام وحدة الأراضي السورية؛ كل سورية، وفرض سيادتها تحت سلطة واحدة وعلى أرض واحدة، وبناء مؤسسات قوية للدولة، تقوم على الكفاءة والعدل، لا فساد فيها ولا محسوبية ولا رشاوى".

وذكر أنه سيتمّ "إرساء دعائم اقتصاد قوي، يعيد لسورية مكانتها الإقليمية والدولية، ويوفر فرص عمل حقيقية كريمة، لتحسين الظروف المعيشية، واستعادة الخدمات الأساسية المفقودة".وأضاف الشرع "يا أبناء سورية الحرة؛ إن بناء الوطن مسؤوليتنا جميعا، وهذه دعوة إلى السوريين جميعهم، للمشاركة في بناء وطن جديد، يُحكم فيه بالعدل والشورى".

وأضاف: معاً، سنصنع سوريا المستقبل، سوريا منارة العلم والتقدم، وملاذ الأمن والاستقرار، سوريا الرخاء والتقدم والازدهار، سوريا التي تمد يدها بالسلام والاحترام، ليعود أهلها إلى وطن عزيز كريم، مزدهر آمن مطمئن بإذن الله.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار