بغداد: استهدفت ثلاثة صواريخ على الأقلّ فجر الجمعة السفارة الأميركية الواقعة في المنطقة الخضراء في بغداد قبل أن تسقط في محيط هذا الحيّ المحصّن الذي يضمّ سفارات أجنبية ومؤسسات حكومية عراقية، كما أفاد مسؤول أمني عراقي لوكالة فرانس برس.
ولم يتم تبني هذا الهجوم بعد، لكنّه الأوّل على السفارة الأميركية في بغداد منذ أن بدأت فصائل متحالفة مع إيران منتصف تشرين الأول/أكتوبر شنّ هجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ ضدّ القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي في العراق وسوريا.
ودعا متحدّث باسم السفارة الأميركية في بغداد الجمعة الحكومة العراقية إلى "حماية" الطواقم والمنشآت الدبلوماسية ومنشآت التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة الاسلامية.
وأضاف في بيان الجمعة "تدلّ المؤشرات على أن الهجمات نفذتها ميليشيات موالية لإيران، تنشط بحرية في العراق".
وقال إنه "حوالي الساعة 4:15 من صباح اليوم الجمعة"، تعرضت "السفارة الأميركية لهجوم بصاروخين"، مضيفاً "لا تزال التقييمات جارية، ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات في مجمع السفارة".
وفي وقت سابق، أكّد مسؤول عسكري أميركي، رداً على سؤال من فرانس برس، أن "هجوماً بعدة صواريخ أطلق على قوات التحالف الدولي والقوات الأميركية" في محيط قاعدة يونيون 3 ومجمّع السفارة الأميركية في بغداد.
وأضاف أنه "لم يتم تسجيل إصابات أو أضرار بالبنى التحتية".
وأكد هذا المسؤول انطلاق صفارات الإنذار وسماع ما يعتقد أنها أصوات "ارتطام" في محيط مجمّع السفارة الأميركية وقاعدة "يونيون 3" المجاورة التي تضمّ قوات من التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة الاسلامية.
من جهته، أفاد مسؤول أمني عراقي أنه قرابة الساعة 04:20 (01:20 بتوقيت غرينتش) فجراً "سقطت ثلاثة صواريخ كاتيوشا كانت تستهدف السفارة الأميركية، في محيط المنطقة الخضراء من جهة شطّ نهر" دجلة، بدون أن "توقع إصابات أو أضرار".
وتعكس تلك الهجمات المخاوف من تصعيد إقليمي ومخاطر تداعيات الحرب بين حركة حماس الفلسطينية واسرائيل في قطاع غزة، على المنطقة.
ومنذ انتهاء الهدنة بين اسرائيل وحركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة مطلع كانون الأول/ديسمبر، استأنفت الفصائل العراقية المتحالفة مع إيران هجماتها بالصواريخ والطائرات المسيرة ضدّ القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة الاسلامية المتمركزة في سوريا والعراق.
ورداً على تلك الهجمات، شنّت واشنطن عدة ضربات في العراق على مقاتلين في فصائل متحالفة مع إيران.
وتبنّت "المقاومة الإسلامية في العراق" التي تضمّ فصائل مرتبطة بالحشد الشعبي معظم تلك الهجمات التي تقول إنها تأتي رداً على الدعم الأميركي لاسرائيل.
وأحصت واشنطن حتى الآن 78 هجوماً ضدّ قواتها في العراق وسوريا منذ 17 تشرين الأول/أكتوبر، أي بعد عشرة أيام من اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس إثر هجوم للحركة داخل أراضي الدولة العبرية في السابع من الشهر، وفق حصيلة أفاد بها المسؤول العسكري الأميركي.
وفي الثالث من كانون الأول/ديسمبر، شنّ التحالف الدولي ضربة جوية "دفاعاً عن النفس" ضدّ "خمسة مسلحين كانوا يستعدون لإطلاق طائرة مسيرة هجومية في اتجاه واحد"، ما أدّى إلى مقتل المقاتلين الخمسة، وفق بيان للقيادة المركزية الأميركية.
وأواخر تشرين الثاني/نوفمبر، استهدفت ضربات أميركية مرتين مقاتلين في فصائل موالية لإيران في العراق، ما أسفرت عن مقتل تسعة مقاتلين.
وقصفت واشنطن ثلاث مرات مواقع مرتبطة بإيران في سوريا.
وأكّد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني خلال اتصال مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن السبت، قبل يوم من الضربة في كركوك، "موقف العراق الرافض لأي اعتداء تتعرض له الأراضي العراقية"، حسب بيان صادر عن مكتبه.
وجدّد السوداني في الوقت نفسه "التزام الحكومة العراقية حماية مستشاري التحالف الدولي المتواجدين في العراق" في إشارة إلى القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي الموجودة في بلاده، وفق البيان نفسه.
وأسفر هجوم حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر عن نحو 1200 قتيل في إسرائيل غالبيتهم مدنيون حسب السلطات الإسرائيلية.
وتعهدت إسرائيل "القضاء" على حماس، وشنّت قصفا مكثفا على قطاع غزة وباشرت عمليات برية اعتبارا من 27 تشرين الأول/أكتوبر.
وارتفعت حصيلة الضحايا في قطاع غزة الصغير المحاصر والمدمر جراء القصف الإسرائيلي لتبلغ الخميس 17177 قتيلا نحو 70% منهم من النساء والأطفال دون 18 عاما وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.