جنيف: تحدث المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك عن "اتهامات خطيرة جدا" باعمال عنف جنسي ارتكبها عناصر حماس خلال هجوم السابع من تشرين الاول/اكتوبر وطلب من اسرائيل السماح لفرقه بالتحقيق بهذا الأمر.
وقال الاربعاء خلال مؤتمر صحافي في جنيف "هناك اتهامات خطيرة جدا ويجب التحقيق فيها، يجب توثيق الوقائع بشكل صحيح".
وأضاف "نحن نأخذ هذه الاتهامات على محمل الجد" لكن "يجب التحقق بدقة مما اذا كانت عملا متعمدا ومعمما ومنهجيا" قائلا "لست في وضع يسمح لي بتأكيد ذلك".
وأكد أنه منذ أسابيع "طلب من السلطات الإسرائيلية (...) نشر فريق، لمراقبة وتوثيق والتحقيق في القضايا المتعلقة بالهجمات الرهيبة ضد الاسرائيليين" مضيفا "لقد كررت هذا النداء وآمل أن يتم الاستماع إليه، لكن حتى الآن لم أتلق أي رد".
رغم انه من السهل اكثر التحقيق على الارض، أكد تورك انه سيجد "وسائل اخرى للتحدث الى أي شخص يجب ان نتحدث معه".
وقال المفوض السامي لحقوق الانسان إن "الأشكال الفظيعة للعنف الجنسي يجب ان تكون موضع تحقيقات معمقة وعلينا ان نحرص على إحقاق العدالة. هذا واجبنا تجاه الضحايا".
انتقادات
تندرج تصريحات تورك في إطار من الانتقادات المتزايدة للامم المتحدة بسبب عدم تحركها أمام أعمال الاغتصاب واعمال العنف الجنسي الاخرى التي قد تكون ارتكبت خلال الهجوم غير المسبوق الذي نفذته حركة حماس في اسرائيل في 7 تشرين الاول/اكتوبر.
حتى قبل بدء فحوص الطب الشرعي، تم التداول بصور تدل على الطبيعة المروعة للهجمات الى جانب لقطات بثها المقاتلون مباشرة في اليوم الذي قتل فيه في اسرائيل 1200 شخص غالبيتهم من المدنيين قضوا في اليوم الأول من هجوم حماس، وفق السلطات الإسرائيلية.
قصفٌ مستمر
وتشن إسرائيل حملة قصف مدمر على قطاع غزة، وتنفذ فيه منذ 27 تشرين الأول/أكتوبر عمليات برية واسعة النطاق ردا على هجوم 7 تشرين الاول/أكتوبر. وقتل 16248 شخصا أكثر من 70% منهم من النساء والأطفال في قطاع غزة منذ بدء الحرب، بحسب وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس.
حماس تنفي
نفت حركة حماس بشكل قاطع الاتهامات بحصول عنف جنسي خلال هجمات 7 تشرين الاول/اكتوبر منددة في بيان بـ"الحملات الصهيونية المضللة والتي تروج لأكاذيب وادعاءات لا أساس لها من الصحة وهدفها شيطنة المقاومة الفلسطينية".
من جهتها قالت الشرطة الاسرائيلية إنها تحقق في "حالات" عنف جنسي تقول إن مقاتلي حماس ارتكبوها ضد نساء في السابع من تشرين الأول/أكتوبر ووجود "شهود" على حوادث اغتصاب.
أدلة
وتم جمع معلومات وأدلة على تلك الادعاءات من شهود ولقطات لكاميرات مراقبة ومن التحقيق مع مسلحين فلسطينيين تم اعتقالهم في أعقاب الهجوم. الاسبوع الماضي قال مسؤول في الشرطة انه تم حتى الان جمع "أكثر من 1500 شهادة مثيرة للصدمة وقاسية".
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي اتّهم الحركة الإسلامية مرارا بارتكاب عنف جنسي خلال هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر الثلاثاء، إن الرهائن الإسرائيليات المفرج عنهن أبلغن عن "حالات اعتداء جنسي واغتصاب وحشي".
الغضب الذي أثارته هذه الاعمال المفترضة يواصل التزايد ودعا الرئيس الأميركي جو بايدن الثلاثاء إلى إدانة ما قال إنه "عنف جنسي" ارتكبته حماس. وقال بايدن "لا يمكن للعالم غض النظر عما يحدث. يتعيّن علينا جميعا -- حكومة ومنظمات دولية ومجتمعا مدنيا ومؤسسات -- إدانة العنف الجنسي لإرهابيي حماس بقوة ومن دون مواربة".
وتتّهم إسرائيليات ونشطاء حقوقيون منظّمات دولية بالضلوع في مؤامرة من خلال التزام الصمت بشأن جرائم جنسية لا سيما عمليات اغتصاب يشتبه بأن مقاتلين في حماس ارتكبوها.
بدأت الأمم المتحدة التعبير عن مواقف أكثر حزما اعتبارا من الاسبوع الماضي لا سيما من خلال تصريحات الامين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريش وهيئة الامم المتحدة للمرأة.
راسل
والاربعاء ايضا، وصفت مديرة منظمة اليونيسف كاثرين راسل "الروايات عن عنف جنسي ارتكب في 7 تشرين الأول/أكتوبر في إسرائيل" بانها "مروعة".
وأضافت على منصة اكس "يجب الاستماع إلى الناجيات ودعمهن ومعالجتهن. يجب التحقيق بشكل كامل في تلك المزاعم. نحن ندين العنف القائم على النوع الاجتماعي وكل أشكال العنف ضد النساء والفتيات".
الخارجية الاسرائيلية
لكن الناطق باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية ليئور حياة قال إن رد الفعل كان متأخرا وغير كاف من حيث الجوهر.
وأعرب في رسالة لوكالة فرانس برس عن أسفه لأن "الأمر استغرق اليونيسف نحو شهرين للتحدث عن ضحايا إسرائيليات (...) بعد حملة دولية وضغوط".
كما قال إن كاثرين راسل لم تذكر حماس في رسالتها على إكس مضيفا "هذه طريقة أخرى لغض النظر عن الفظائع التي ترتكبها حماس (...) فعدم ذكر حماس يضفي شرعية على نشاطاتها".