: آخر تحديث
جولة في صحف العالم

"خروج حماس من المعادلة لن يلغي القضية الفلسطينية"

37
35
42
مواضيع ذات صلة

ركزت الصحف العربية والإسرائيلية على تحليل الوضع الراهن للحرب الدائرة حاليا بين إسرائيل وحركة حماس بعد مرور قرابة شهر على الهجوم المفاجئ الذي شنته الحركة على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

نستهل جولتنا بمقال في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية للكاتب السعودي عبد الرحمن راشد، تحت عنوان " كيف ستنتهي حرب غزة؟"

ويقول الكاتب إن العالم أمام أزمة "إنسانية مريعة" وبداية مشروع سياسي وصفة بالمختلف، مشيرا إلى أنه من الممكن أن تنجح إسرائيل في تحقيق هدفها والقضاء على حركة حماس .

لكنه يشير إلى أن خروج حماس من المعادلة "لن يلغيَ القضيةَ الفلسطينية وحقوقَها".

"قد يكون هناك دور للسلطة الفلسطينية في إدارة غزة"

واعتبر الكاتب أن من وصفهم بـ "العدوين"، حماس ونتنياهو، "هما أكثر فريقين تحالفاً ضد مشرع السلام، وعملَا على تعطيله".

فهم بحسبه الخاسران في الحرب، فحماس قد تخسر غزة، ونتنياهو قد يخسر رئاسة الحكومة بسبب فشله في منع وقوع هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

لكنه يرى أن هذه الحرب قد تنفخ الحياة في قطار السلام، وليس العكس "حتى في ضوء هذه الكارثة الإنسانية، الأسوأ في تاريخ الصراع الإسرائيلي خلال نصف قرن".

إذ يستشهد الكاتب باتفاق أوسلو الذي أنهى وصف حركة فتح تنظيماً عسكرياً ومنح ياسر عرفات وضعا سياسيا نجح بموجبه في العودة إلى رام الله والضفة الغربية المحتلة.

غير أن هناك حجر عثرة يشير إليه المقال وهو أن الجناح العسكري للحركة لا يعترف لأي دور لقادتها المقيمين خارج قطاع غزة كإسماعيل هنية وخالد مشعل.

إذ أن الحركة تدار عسكريا منذ عام 2017 من قبل قادتها العسكريين، وخاصة يحيى السنوار.

لكن الكاتب يقول إنه" بسبب وضع الحركة المحاصر وما سيعقبُه، فقد يكون لقادتِها في الخارج كرسيٌّ على طاولة مفاوضات السلام المحتملة لاحقاً".

ويحذر الكاتب السعودي في نهاية المقال من أنه في حال وافقت حركة حماس على التخلي عن سلاحها، فإن هناك تحديا وهو "أنَّه لا توجد دولة عربية مستعدة لاستضافتهم خشيةَ المخاطر المصاحبة"، التي لم يسمها.

لكنه ينهي مقاله بنبرة تفاؤل، قائلا إنه قد يكون هناك دور للسلطة الفلسطينية في إدارة غزة، "وهنا نرى ضوءاً في أنفاق غزة المظلمة".

" لا تطالبوننا بإنهاء الحرب في غزة"

ونطالع مقالا آخر من صحيفة يديعوت أحرونوت للكاتب الإسرائيلي جوناثان يفي، بعنوان " هل ما زلتم تقفون إلى جانب حماس؟ إما أن تكونوا معاديين للسامية أو أغبياء، وعلى الأرجح كلاهما!"

وينتقد الكاتب بشده من وصفهم بأنهم يقفون في صف حركة حماس، مضيفا أن قطع رؤوس الأطفال واختطافهم والاغتصاب، لا يمكن أن يُبرر في أي سياق، في إشارة إلى ما تزعم إسرائيل أنه حدث خلال الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل.

ويقول الكاتب: "لا تطالبوننا بإنهاء الحرب في غزة"، مضيفا أن الإسرائيليين فقدوا الأمل في العيش بسلام بجوار جيرانهم الفلسطينيين.

ويشبه الكاتب التحدث إلى أولئك الذين يطالبون بإيقاف الحرب على غزة، بمن يتحدث إلى جدار مبني من الطوب ،مشير إلى أن الحديث إليهم عديم الجدوى.

ويرى الكاتب أنه إذ لم تقض الحكومة الإسرائيلية على حركة حماس، فإنها ستقتل الإسرائيليين، قائلا: "إذا لم نطارد هؤلاء المرضى ونستأصلهم ، فسوف يستمرون في قتلنا وقتلهم".

ويردف الكاتب قائلا: "أنا أعيش في وسط إسرائيل، في منطقة تل أبيب الكبرى ... اليوم أُدخلت عائلتي إلى الغرفة الآمنة 3 مرات، لأن الصواريخ أطلقت على بلدتنا".

ويشير إلى حادثة وقعت قبل سنوات، بحسبه، حينما دمر صاروخ عيادة طبيب أطفال في المنطقة التي يقطن فيها. كما يقول إن أولاده لم يتمكنوا من حضور يوم دراسي واحد بانتظام منذ أكثر من شهر، بسبب الحرب الدائرة.

وينهي الكاتب مقاله قائلا، إنه لا يستطيع أن يشرح لأطفاله أسباب احتجاز حركة حماس رضيعاً عمره تسعة اشهر داخل الأنفاق لمدة شهر.

"كل قصف في غزة يقتل أطفالاً"

وننهي جولة عرض الصحف بمطالعة مقال من صحيفة هآرتس للكاتب الإسرائيلي جيديون ليفي بعنوان " إذا لم نتمكن من رؤية عيون أطفال غزة الموتى، فهل يمكننا رؤية الأطفال على الإطلاق؟"

ويبدأ الكاتب مقاله قائلا إنه لا يوجد فرق بين قتل طفل وآخر.

ويتساءل الكاتب : "هل من المفترض أن تكون صدمة الأطفال الذين قتلوا في جباليا أقل من صدمة الأطفال الذين قتلوا في بئيري؟"، في إشارة إلى بلدة بئيري التي شنت عليها حركة حماس هجوما في غلاف غزة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

كما يؤكد الكاتب أن أطفال إسرائيل أعزاء على قلبه أكثر من أي شيء أخر.

ويضيف: "لا نستطيع ألا نشعر بالصدمة إزاء المذبحة الجماعية التي ترتكب ضد الأطفال في غزة، فقط لأن أطفالنا قتلوا أيضا!"وينحي الكاتب باللائمة على إسرائيل وحماس في مقتل أطفال قطاع غزة .

ويقول الكاتب إن هؤلاء الأطفال "عاشوا في فقر، وبؤس، وتحت الحصار، وبحثوا عن ملجأ، وهم بلا حاضر ولا مستقبل، وذلك بشكل كبير بسبب إسرائيل"، بحسبه.

ويستطرد الكاتب قائلا، إن رضيعا إسرائيليا قتل في بلدة "نيرعوز" بغلاف غزة على يد حماس بقسوة لا توصف.

بينما قتل الجيش الإسرائيلي الأطفال في جباليا "ببرود"، وبأعداد مروعة.

ويقارن الكاتب بيت تلك الحادثتين واصفا إياهما بأنهما تفتقران إلى الأخلاق، لكنه يشير إلى أن أعداد القتلى من الأطفال في غزة يصل إلى حصيلة غير مسبوقة وهي 3900 طفل.

كما يصف الكاتب الإسرائيلي، عطلة نهاية الأسبوع بأنها كانت دموية للغاية.

ويتحدث عن مقاطع فيديو عدة، لكن أكثرها صدمة، تلك التي أظهرت وضع الجثث الممزقة لثمانية أطفال يحتضنون بعضهم البعض في كيسين من البلاستيك، كانوا في طريقهم إلى مقبرة جماعية.

ويستشهد الكاتب بواقعة أخرى، حينما "تعرضت سيارة إسعاف تحمل جرحى في طريقها إلى معبر رفح للقصف من قبل سلاح الجو".

ويستدرك الكاتب قائلا إن إسرائيل" تزعم" أن هناك إرهابيين بداخلها، وهو ما أدى إلى امتلاء الطريق الساحلي الذي يحاول النازحون الفرار إليه جنوبا، "بناء على أمر إسرائيل"، بالجثث، بما في ذلك العديد من الأطفال.

ويقول الكاتب: "كل قصف في غزة يقتل أطفالاً"، موضحا أن أطفال إسرائيل قتلوا بطريقة أكثر قسوة. لكن أطفال غزة وأطفال إسرائيل وكذلك ذويهم، في نهاية المطاف، بشر.

وينهي الكاتب مقاله، مستشهدا بتصريحات وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن عندما سُئل عن شعوره وهو يرى أطفال غزة يُنتشلون من تحت الركام، فأجاب قائلا : تؤلمني مشاهد أطفال غزة وهم تحت الأنقاض.. وأرى فيهم أولادي".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار