ايلاف من لندن: أثار تصريح لوزير عراقي الاربعاء عن عدم وجود قاتل الخبير الامني هشام الهاشمي في سجون وزارته وعدم مثوله امام الجلسات الاخيرة لمحاكمته سخطا شعبيا دفع عائلته الى مطالبة رئيس الحكومة محمد شياع السوداني بالكشف عن مصيره.
وقال وزير العدل العراقي خالد شواني تعقيبا على خطاب موجه من مكتبه الى البرلمان يؤكد عدم وجود قاتل الخبير الامني الناشط السياسي هشام الهاشمي في سجون الوزارة "ان هذا الخطاب حقيقي وسري وجه الى نائبة تساءلت عن مصير المتهم اواخر العام الماضي واجبناها بأنه غير موجود في سجون الوزارة".
وأشار الوزير في تصريح متلفز تابعته "ايلاف" اليوم الى أن وزارته تستلم المدانين الصادرة بحقهم احكاما فقط لايداعهم السجن اما المتهمين الذين لم ينتهي التحقيق معهم فمن الفترض ان يكونوا لدى اللجان التحقيقية المكلفة بهم.
خطاب وزير العدل الى البرلمان يبلغه فيه بعدم وجود المتهم الاول في جريمة اغتيال الخبير الامني الاستراتيجي هشام الهاشمي في سجون وزارته
وفي خطاب موقع من الوزير شواني ومؤرخ في 28 فبراير 2022،
حصلت "ايلاف" على نسخة منه، يشير الوزير إلى عدم وجود المتهم الكناني في سجون وزارته.
اين هيبة الدولة وما موقف السوداني؟
في تغريدات وتدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي تابعتها "ايلاف"، قال السياسي غيث التميمي معلقا ".. وعاشوا عيشة سعيدة".. بينما قالت هبة "حسبي الله ونعم الوكيل".. وعلق علي نبيل "هرب الى ايران".. فيما اعتبر حيدر العراقي "انتهت القضية وانسدت" .
وكتب حازم التميمي "تبخر في السجن".. وعلق احمد الشويلي "طار ببركة من الاطار".. فيما كتب الاعلامي الدكتور علي الجابري "بشر القاتل بالقتل ولو بعد حين". مجيد حسون قال "طار العصفور".. وعلي حبيب قال "بما انه ليس محكوما بعد فمن الفترض انه في احد سجون وزارة الداخلية".. بينما كتب امير الكناني "مهزلة".. فيما كتبت ملك الحسيني "ضحك على الناس بشكل علني".. وعلق مهند محمد "طهران ترحب بكم".. وقال آدم "قاتل الهاشمي يهرب وسارق القرن يخرج وصاحب المحتوى الهابط في السجن!.
أحمد حمداوي الكناني المتهم الرئيسي بقضية اغتيال الخبير الامني الاستراتيجي هشام الهاشمي خلال اعترافاته التلفزيونية بالمسؤولية عن تنفيذ الجريمة
من جانبها، اعتبرت سعدية اللطيف انه "على الشعب ان لايسكت على هذه الكارثة".. حسن مكي علق "عندما استلم اشباه الرجال السلطة وعلى رأسهم تجار الدين فهذه نتيجة طبيعية".
وعلق الوزير السابق لحقوق الانسان في حكومة اقليم كردستان العراق قائلا "الحكومة السابقة اعتقلت قاتل الهاشمي ثلاث مرات وتم تهريبه ثلاث مرات يعني كلما كانت السلطات الامنية تعتقله كانت المليشيات الاقوى منها تطلقه".
العائلة
عبرت عائلة الهاشمي عن صدمتها من انباء هروب قاتل ابنها، وقالت في بيان تابعته "ايلاف": "اذا ما تأكد هذا الخبر، فإن هذه جريمة اخرى تضاف الى جريمة الاغتيال بل هي اشد من الاغتيال. فالاول استهدف شخصية مؤثرة في الشارع العراقي امنياً واجتماعياً، اما تهريب المجرم فيستهدف الدولة العراقية ويجعلها دولة من ورق لا تحمي ابنائها وغير قادرة على تحقيق العدالة".
وطالبت العائلة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني "بفتح تحقيق فوري للتوصل الى الحقائق ونشرها أمام الرأي العام، كما نطالب المنظمات الأممية والسيدة جنين بلاسخارت الضغط على الحكومة من أجل التوصل إلى المجرمين".
تأجيل المحاكمة 10 مرات
في الثامن من الشهر الحالي، تم تأجيل محاكمة المتهم بقتل الهاشمي للمرة العاشرة على التوالي الى 7 مايو المقبل بسبب تقديم طعن ثان وارسال الدعوى إلى محكمة التمييز التي لم يأتي ردها بعد على حد قول مصدر في المحكمة.
وأغتيل الهاشمي في 6 يوليو 2020 أمام منزله بمنطقة زيونة في العاصمة بغداد برصاص أشخاص على دراجة نارية في حادث أثار غضبا محليا ودوليا.
وفي يوليو 2021، أكد رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي إلقاء القبض على قتلة الهاشمي في حين بث التلفزيون الرسمي اعترافات المتهم وهو ضابط برتبة ملازم أول عمره 36 عاما.
فشل متعمد
منذ أكثر من عام، فشل القضاء العراقي في عقد جلسة لمحاكمة القاتل ما دفع الكثيرين إلى التساؤل عن صحة أنباء تحدثت عن تهريبه من السجن الى ايران على يد مليشيا كتائب حزب الله العراقي المتهمة بتدبير جريمة اغتيال الهاشمي وتنفيذها.
والمتهم الرئيسي في عملية الاغتيال ضابط شرطة برتبة ملازم في وزارة الداخلية وعضو في مليشيا حزب الله العراقي الموالي لايران ويدعى
أحمد حمداوي عويد معارج الكناني مواليد عام 1985.
اعترف المتهم في 16 يوليو 2021 بمسؤوليته عن اغتيال الهاشمي وقال في اعترافات متلفزة تابعتها "ايلاف" انه قام بتنفيذ الجريمة بسلاحه الشخصي بمنطقة زيونة شرقي بغداد، وانه انطلق ومعه مجموعة مسلحة لتنفيذها من منطقة البوعيثة جنوبي العاصمة.
القبض على القتلة
وكان الكاظمي قد اعلن منتصف يوليو 2021 عن القبض على قتلة الخبير الامني الاستراتيجي الهاشمي. وغرد على "تويتر" انه قد "وعدنا بالقبض على قتلة هشام الهاشمي وأوفينا الوعد وقبل ذلك وضعنا فرق الموت وقتلة أحمد عبد الصمد أمام العدالة وقبضت قواتنا على المئات من المجرمين المتورطين بدم الابرياء".
اضاف: "من حق الجميع الانتقاد، لا نعمل للإعلانات الرخيصة ولا نزايد، بل نقوم بواجبنا ما استطعنا لخدمة شعبنا واحقاق الحق".
واثر ذلك كُشف النقاب عن تهريب "جهات" ثلاثة من قتلة الهاشمي الى خارج البلاد يعتقد انها ايران واعتقال الرابع وهو الكناني الذي مثل امام التحقيق وادلى باعترافات حول تفاصيل ارتكاب الجريمة.
أربعة متورطين
وكان اربعة اشخاص يستقلون دراجتين ناريتين قد ارتكبوا جريمة قتل الهاشمي حيث نفذها اثنان منهم باطلاق النار عليه فيما كان الآخران يراقبان مسرحها امام منزله في منطقة زيونة شرقي بغداد.
والهاشمي المولود في 9 مايو 1973 مؤرخ وباحث في الشؤون الأمنية والاستراتيجية والجماعات المتطرفة والمليشيات المسلحة ومختص بملف تنظيم داعش وانصاره وعادة ما كان يظهر على وسائل الاعلام كاشفا عن الكثير من اسرار هذه الجماعات.
كشف دور سليماني في قتل المتظاهرين
اشارت مصادر عراقية الى ان اغتيال الهاشمي جاء بأوامر من كتائب حزب الله الموالية لايران، اثر كشفه عن خلية مسلحة عراقية قام بتشكيلها قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني الراحل قاسم سليماني الذي قتل في غارة جوية اميركية قرب مطار بغداد الدولي مطلع عام 2020 واوكلت لها مهمة التصدي لشباب انتفاضة تشرين 2019.
وجاءت عملية الاغتيال بعد ايام من تلقي الهاشمي تهديدات من قياديين في كتائب حزب الله العراقي حيث توعده القيادي في الكتائب أبو علي العسكري قائلاً "سوف أقتلك في منزلك" بعد ان انتقد الهاشمي العسكري واسمه الحقيقي هو "حسين مؤنس"، باعتباره مسؤولاً عن "أزمات سياسية بين مؤسسات الدولة العراقية الرسمية وخلايا وشبكات اللا دولة المسيطرة على الدولة".
أثارت حادثة الاغتيال ردات فعل غاضبة من داخل البلاد وعلى المستويين الاقليمي والدولي والتي طالبت السلطات العراقية بالكشف عن الجهات المنفذة للجريمة.
اعترافات
وبحسب اعترافات المتهم الرئيسي بقتل الهاشمي أحمد الكناني التي بثتها قناة العراقية الرسمية فانه من مواليد عام 1985وينتمي إلى مجموعة خارجة عن القانون دون ذكر اسمها وهي تسمية تطلق على المليشيات الموالية لايران.
واشار الى انه "تعين في سلك الشرطة في عام 2007 ويعمل ضابط شرطة برتبة ملازم أول في وزارة الداخلية".. وقال: "تجمعنا في منطقة البو عيثة وذهبنا بدراجتين وعجلة نوع كورلا لتنفيذ عملية الاغتيال".
وكان تقرير لبعثة الأمم المتحدة في العراق "يونامي" قد وثق في عام 2020 وقوع 48 حادثة أو محاولة اغتيال منذ الأول من أكتوبر 2019 إلى 15 مايو 2020.
وذكر التقرير أن هناك ما لا يقل عن 20 متظاهرا ممن اختطفتهم "عناصر مسلحة مجهولة الهوية" مفقودين من دون معرفة مكانهم أو إطلاق سراحهم، حيث توجه اهتمامات للمليشيات العراقية المرتبطة بايران بالمسؤولية عن هذه الجرائم.
يشار الى ان العراق شهد انتفاضة شعبية غير مسبوقة في معظم محافظات البلاد اندلعت في الاول من اكتوبر 2019 ضد الفساد وانعدام الخدمات ومعارضة الهيمنة الايرانية على مقدرات البلاد واسفرت عن مقتل 560 متظاهرا واصابة 21 الفا اخرين من المحتجين ورجال الامن وارغمت رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي على الاستقالة وتولي الكاظمي رئاستها ليعلن عن اجراء انتخابات مبكرة جرت فعلا في 10 اكتوبر الماضي استجابة لمطالب المحتجين.