أقر الرئيس الأوكراني بأن جيش بلاده يواجه "موقفا صعبا للغاية" في عدة مدن على الجبهة الشرقية مع تجدد القصف الروسي للمنطقة.
وقال فولوديمير زيلينسكي إن القوات الأوكرانية تواجه موقف صعبا في ثلاث من أكثر المدن المتنازع عليها في منطقة دونيتسك شرقي البلاد؛ هي باخموت، وفاهليدار وليمان، مؤكدا أن صعوبة الموقف تتفاقم في تلك المدن مع إرسال روسيا المزيد من القوات القتالية إلى المنطقة.
وقالت المخابرات الحربية البريطانية إن القوات الأوكرانية في باخموت تعاني المزيد من العزلة بمرور الوقت بسبب محاولات القوات الروسية تطويق المدينة.
وأشارت تقارير إلى أن طريقين رئيسيين في المدينة أصبحا في مرمى النيران المباشرة لروسيا. كما أكد قائد مرتزقة فاغنر يفغيني بريغوجين أن هناك قتالا عنيفا في باخموت، لكنه نفى أن يكون هناك تراجع من قبل القوات الأوكرانية.
زيلينسكي يزور مدينة باخموت التي شهدت أشرس المعارك
بوتين في ذكرى معركة ستالينغراد: الدبابات الألمانية تهددنا مجددا
ألمانيا يمكنها إيقاف حرب بوتين بخطة "ليوبارد الأوروبية"- الغارديان
روسيا تتهم أوكرانيا بارتكاب "جريمة حرب" بأسلحة أمريكية
وتتعرض أوكرانيا لهجوم روسي جديد في منطقة دونيتسك المحاصرة التي شهدت تجدد القصف الروسي السبت الماضي، وفقا لمسؤولين محليين صرحوا بذلك يوم السبت.
كما تعاني مدينة أوديسا من انقطاع التيار الكهربائي، ما يؤثر على نصف مليون أسرة بسبب حادث وقع في محطة طاقة فرعية كانت قد تضررت من الحرب في وقت سابق.
وقال نائب وزير الدفاع الأوكراني حنا ماليار: "ركزت قوات الاحتلال الروسي جهودها هذا الأسبوع على اختراق دفاعاتنا وحصار باخموت، كما شنت هجوما شرسا على قطاع ليمان، لكن بفضل صمود جنودنا، لم ينجحوا في ذلك".
وقالت قوات حرس الحدود الأوكرانية إن جنودها تمكنوا من التصدي لهجوم روسي، وقتلوا أربعة وأًصابوا سبعة آخرين من القوات الروسية وسط موجة جديدة من قصف المدفعية الكثيف الذي نفذته روسيا على الجبهة الشرقية، وهو ما أكده الجانب الأوكراني الذي أكد أن مدن تشيرنيهيف، وزابوريجيا، دنيبروبيتروفيسك، وخاركيف، ولوهانسك، ودونيتسك، وميكولايف تعرضت للقصف الروسي.
واعترف الرئيس الأوكراني، في حديثه المسائي، بأن الموقف يزداد صعوبة، قائلا إن "روسيا تدفع بالمزيد والمزيد من الجنود لكسر دفاعاتنا. وأصبح الأمر صعبا للغاية في الوقت الراهن في مدن باخموت، وفاغليدار، وليمان وغيرها من المناطق"، في إشارة إلى المدن الواقعة على جبهة القتال شرقي أوكرانيا.
صفقة تبادل
وقالت تقارير إن السلطات تمكنت من استعادة جثتين لمتطوعيْن بريطانييْن قتلا أثناء إجلاء المدنيين من منطقة الصراع، وهو ما حدث في إطار عملية تبادل أسرى.
وأكدت كييف السبت الماضي أن كريس باري، 28 سنة، وأندرو بيغشو، 47 سنة - اللذين كانا يشاركان في أعمال تطوعية في مدينة سولدار في منطقة دونيتسك - قتلا جراء قذيفة أصابت سيارتهما.
وأعيدت الجثتان إلى كييف في إطار اتفاق تبادل أسرى استردت فيه أوكرانيا 116 من أسراها في حين استعاد الجانب الروسي 63 أسيرا.
وقال أندريه يرماك، رئيس أركان الجيش الأوكراني: "تمكنا من استعادة جثث المتطوعين الأجانب".
وكانت المخاوف قد تتصاعد على سلامة البريطانييْن منذ 11 يناير/ كانون الثاني الماضي بعد أن أعلن قائد مرتزقة فاغنر، التي ساعدت القوات الروسية على استعادة السيطرة على مدينة سولدار، العثور على جثة أحدهما. وعرض بريغوجين صورا عبر الإنترنت لجوازي سفر باري وبيغشو، زاعما أن مقاتليه عثروا عليهما بين جثث القتلى.
وترددت أنباء الجمعة الماضية عن مقتل أمريكي جراء إصابة سيارته، التي كان يستخدمها في إجلاء المدنيين، بقذيفة. وأكدت مؤسسة "غلوبال أوتريتش دوكتورز"، التي يعمل معها الرجل، أن بيتر ريد البالغ من العمر 33 سنة جندي سابق في قوات مشاه البحرية الأمريكية"المارينز"، كما أنه عمل كمسعف عسكري أيضا.
مساعدات عسكرية
وجددت فرنسا، وإيطاليا، والولايات المتحدة تعهداتها بإرسال المزيد من المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا.
كما أعلنت كندا إرسال أول دفعة من دبابات ليوبارد2 ألمانية الصنع، والتي تتكون من أربع دبابات، وفقا لتغريدة نشرتها وزيرة الدفاع الكندية أنيتا أناند.
وقال المستشار الألماني أولاف شولتز إن اتفاقا توصلت إليه قوى الغرب يقضي بالتزام أوكرانيا بعدم استخدام الأسلحة الغربية في الهجوم على أراضي روسية.
وقال شولتز لصحيفة بيلد أم زونتاج: "هناك إجماع على هذه النقطة".
ورغم ذلك، لا تزال كييف تضغط للحصول على المزيد من المساعدات العسكرية، خاصة المقاتلات الجوية.