: آخر تحديث
في أول زيارة لدولة أجنبية منذ رئاسته للحكومة

السوداني يبحث في ايران انتهاكاتها والوساطة بينها والسعودية

28
29
39

إيلاف من لندن: يبحث رئيس الوزراء العراقي في أول زيارة له الثلاثاء الى دولة أجنبية تعزيز علاقات حكومتي البلدين والانتهاكات الايرانية لأراضي بلاده ومحاولة استئناف وساطتها بين الرياض وطهران.
وفي زيارة أولى له لدولة أجنبية بعد زيارتين الاسبوع الماضي الى بلدين عربيين هما الاردن والكويت منذ توليه منصبه الحالي في 28 من الشهر الماضي بدأ رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني اليوم زيارة رسمية لايران تستغرق يوما واحدا لاجراء مباحثات مع كبار مسؤوليها يتقدمهم المرشد الاعلى علي خامنئي والرئيس ابراهيم رئيسي.
 
الانتهاكات الايرانية
وأبلغ مصدر عراقي عليم "إيلاف" أن السوداني سيبحث مع محاوريه في طهران إضافة الى تعزيز العلاقات السياسية والأمنية والاقتصادية ملف الانتهاكات الإيرانية للأراضي العراقية الشمالية.
وأشار مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي الى أن السوداني سيبحث القصف على إقليم كردستان وضرورة الحفاظ على أمن وسيادة العراق.
وأضاف في تصريح تابعته "إيلاف" الى أن هناك تفاهم بين بغداد وأربيل لتشكيل لجنة عليا للتفاهم مع إيران ومع تركيا لإيجاد الحلول المناسبة لقضية الانتهاكات التي ينفذها البلدان لأراضي العراق مشدداً على رفض أي انتهاك للسيادة العراقية. وأوضح أن السوداني سيبحث هذا الموضوع في طهران بشكل جدي ومفصل.


السوداني مجتمعا مع السفير الايراني في بغداد محمد كاظم آل صادق السبت 26 نوفمبر 2022 حيث بحثا ترتيبات زيارته الرسمية الى ايران اليوم الثلاثاء (مكتبه)

ومنذ أسبوعين صعّدت إيران من قصفها لمناطق عراقية في إقليم كردستان الشمالي بذريعة مهاجمة مقرات وقواعد الأحزاب والقوى الإيرانية الكردية المعارضة لها والتي التي تنشط هناك.

والاثنين الماضي قرر العراق نشر قواته على حدوده مع تركيا وإيران في محاولة لوقف الانتهاكات المسلحة لقوات البلدين لأراضيه وردع عمليات المسلحين الأكراد المعارضين للبلدين.
وفعلاً بدأت القوات العراقية بعملية انتشار على الحدود مع إيران بهدف إضافة 30 مخفراً لقوات الحدود العراقية معها من أجل تقليص المسافات بين المخافر التي تصل أحياناً الى 50 كيلومتراً بين نقطة واخرى.

الوساطة بين السعودية وإيران
 كما أبلغ مصدر حكومي عراقي "إيلاف" أن السوداني سيناقش في طهران أيضاً استمرار الوساطة العراقية بين إيران والسعودية التي بدأتها حكومة رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي خاصة وأنه يعتزم زيارة الرياض خلال الأيام القليلة المقبلة.  
ويهدف السوداني الى استئناف الوساطة بين البلدين الجارين والتي شهدت خلال رئاسة مصطفى الكاظمي للحكومة العراقية بين عامي 2020 و2022 خمس جولات من المباحثات احتضنتها بغداد حيث ستعرف على موقف طهران من عقد جولة سادسة من المباحثات مع الرياض.
وفي تموز/ يوليو الماضي قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إن إيران قد أُبلغت بموافقة السعودية على انتقال المفاوضات من المستوى الأمني إلى المستوى السياسي وبصورة علنية بهدف إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين لإنهاء القطيعة بينهما والممتدة منذ عام 2016 والتوصل إلى تفاهمات بشأن الخلافات القائمة بينهما في عدة ملفات أبرزها الحرب باليمن والبرنامج النووي.
وفي كانون الثاني/يناير 2016 قطعت الرياض علاقاتها مع طهران إثر اعتداءات تعرضت لها السفارة السعودية في طهران وقنصليتها بمدينة مشهد شرق إيران.

مجالات الاقتصاد والطاقة
ومن المنتظر أن تتناول مباحثات السوداني في طهران أيضاً توسيع علاقات البلدين الاقتصادية  والطاقوية خاصة وأنهما يرتبطان بحدود مشتركة يبلغ طولها الف و458 كيلومتراً.
ويعتبر العراق حالياً الرئة الاقتصادية والمالية لإيران التي تعاني حصاراً دولياً خانقاً منذ سنوات حيث كشف نائب وزير الخارجية الإيرانية لشؤون الدبلوماسية الاقتصادية مهدي صفري في أيلول/سبتمبر الماضي عن أن حجم الصادرت الإيرانية الى العراق مشيراً إلى أنه قد بلغ 14 مليار دولار خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي.
ويرتبط البلدان بلجنة عليا مشتركة تتولى تنمية وتطوير العلاقات التجارية بينهما والاشراف على البضائع الايرانية العابرة الى العراق الذي يحتل المرتبة الثانية بعد الصين في استيراد السلع الايرانية.
كما تزود إيران العراق بالغاز الذي يحتاجه لتوليد الطاقة الكهربائية حيث أعلنت وزارة النفط الإيرانية في حزيران/ يونيو الماضي تلقيها 1.6 مليار دولار من العراق لتسديد جزء من الديون التي تطالب بها منذ عام 2020 لتوريد العراق بالغاز .
وقال وزير النفط الإيراني جواد اوجي أنه "بموازاة ذلك هنالك اجتماعات ولقاءات مع وزارة الطاقة الإيرانية وشركة الغاز هناك لرفع مستويات ما يتدفق للعراق بغية تعزيز قدرات المنظومة الوطنية".
ويحتاج العراق لما بين 50 إلى 55 مليون متر مكعب من الغاز يومياً لكن إيران عادة ما تقطع إمدادات الغاز لإجبار العراق على تسديد مستحقاتها .
يشار الى انه بسبب قلة الاستثمار جراء عقود من الحرب والعقوبات يعتمد العراق على طهران لتأمين ثلث حاجاته من الغاز على الرغم من انه بلد غني بالنفط حيث يعاني من أزمة في الطاقة والكهرباء  تتفاقم عادةً في موسم الصيف الذي تلامس فيه الحرارة الـ52 درجة مئوية أحياناً.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار