: آخر تحديث
محذرًا من أن مستقبل الديموقراطية على المحك

بايدن: رفض الجمهوريين نتائج الانتخابات يمهد الطريق للفوضى

45
43
49

واشنطن: حذّر الرئيس جو بايدن الناخبين الأميركيين الأربعاء من أن مستقبل الديموقراطية على المحك في انتخابات منتصف الولاية المقررة الأسبوع المقبل، مع رفض بعض المرشحين الجمهوريين قبول نتائج التصويت ما يمهّد "الطريق للفوضى في أميركا".

ومع انتقاد المحافظين إدارته على خلفية الوضع الاقتصادي، استهدف الديموقراطي البالغ 79 عاما في خطابه الجمهوريين الذين انضموا إلى الرئيس السابق دونالد ترامب في إنكار فوز بايدن في انتخابات 2020.

وقال بايدن في خطاب متلفز "هناك مرشحون يتنافسون على مناصب من كل المستويات في أميركا... لا يلتزمون قبول نتائج الانتخابات التي يخوضونها".

وأضاف أن هدفهم كان اتباع نهج ترامب ومحاولة "تخريب النظام الانتخابي" مشيرا إلى أن هناك أكثر من 300 جمهوري ينكرون نتائج الانتخابات يشاركون في السباقات الانتخابية في كل أنحاء البلاد هذا العام.

وتابع "لقد شجعوا على العنف السياسي وترهيب الناخبين ومسؤولي الانتخابات"، وذلك بعد أقل من عامين من محاولة اقتحام أنصار لترامب مبنى الكابيتول لقلب نتيجة الانتخابات الرئاسية التي أجريت عام 2020.

وقال بايدن "يمهد ذلك الطريق للفوضى في أميركا... وهو أمر غير مسبوق وغير قانوني وغير أميركي".

وتأتي تحذيرات بايدن بشأن التهديدات المستهدفة للديموقراطية قبل ستة أيام من انتخابات منتصف الولاية الثلاثاء التي يعتبر الجمهوريون فيها الأوفر حظا للسيطرة على مجلس النواب وربما مجلس الشيوخ.

وعقب الهجوم العنيف الذي تعرّض له زوج رئيسة مجلس النواب الديموقراطية نانسي بيلوسي والذي زاد بشكل كبير من المخاوف بشأن الخطابات السياسية المشحونة، دعا بايدن الأميركيين الى الوقوف صفا واحدا "ضد العنف السياسي وترهيب الناخبين"، منبها الى "الارتفاع المقلق" في عدد الشخصيات العامة التي تتغاضى عن مثل هذه التصرفات.

وقال "علينا مواجهة هذه المشكلة، لا يمكننا إدارة ظهرنا لها"، مضيفا "لا يمكننا التظاهر بأنها ستحل نفسها بنفسها".

لكن بعد نحو 22 شهرا من الهجوم على الكابيتول، أظهرت استطلاعات رأي أن الناخبين الأميركيين أكثر اهتماما بالوضع الاقتصادي.

ويقول أكثر من نصف المستطلعة آراؤهم في المسح الذي أجرته جامعة كوينيبياك، إن أسعار الغاز والسلع الاستهلاكية هي القضية الاقتصادية الأكثر إلحاحا بالنسبة إليهم.

وردا على خطاب بايدن، اتّهم زعيم الجمهوريين في مجلس النواب كيفين مكارثي الرئيس برفض "التطرق إلى المخاوف الأميركية الكبرى".

وكتب مكارثي على تويتر "بعد ستة أيام، سيفوز الجمهوريون بشكل مقنع وسيساعدون في إعادة وضع أميركا على المسار الصحيح".

ويُهاجَم الديموقراطيون بسبب التضخم والمخاوف من حدوث ركود محتمل، مع رفع الاحتياطي الفدرالي أسعار الفائدة بشكل متكرّر، فيما أقر بايدن الأربعاء خلال لقاء في البيت الأبيض مع نقابات عمالية وأرباب عمل بأن الأميركيين "ما زالوا يعانون" التضخم.

وجاء إقراره بذلك في الوقت الذي رفع البنك المركزي الأميركي سعر الفائدة مجددا، رافعا معدل الاقتراض المعياري بمقدار 0,75 نقطة مئوية، وهي الزيادة الرابعة على التوالي بهذا المقدار والسادسة هذا العام.

ولم يضع بايدن نفسه في مواجهة الحملات الانتخابية، علما أن نسبة تأييده كانت منخفضة طوال السنة.

إلا أنه انخرط في المرحلة الأخيرة الفاصلة عبر خطاب الأربعاء وخطابات أخرى سيلقيها في ولايات بنسلفينيا ونيو مكسيكو وكاليفورنيا وماريلاند.

وحقّق الديموقراطيون بعض الانتصارات التشريعية الكبرى التي يروّجون لها منذ فوز بايدن في الانتخابات، لكنّهم أعيقوا بالمعارك بين التقدميين والمعتدلين.

وكان الجدل الكبير الذي أثاره الجناح اليساري في الحزب بدعوة بايدن إلى التفاوض مع الرئيس فلاديمير بوتين بشأن الغزو الروسي لأوكرانيا، أحدث مثال على الاضطراب في صفوف الديمقراطيين.

وقبل تبني استراتيجية للتطرق إلى المواضيع الاقتصادية، أمضى الديموقراطيون جزءا كبيرا من الحملة الانتخابية في التحدث عن أمور مختلفة منها أهمية حق الإجهاض وتغيّر المناخ والحريات الإنجابية والحرب في أوكرانيا.

لكن استطلاعات الرأي تظهر أن النّاخبين يركّزون بشكل أكبر على الوضع الاقتصادي وأن الانقسامات الداخلية تركت الديموقراطيين من دون رد موحّد ومتماسك على انتقادات الجمهوريين الذين يتّهمونهم بسوء إدارة الاقتصاد.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار