إيلاف من لندن: مع دخول الازمة السياسية العراقية عامها الثاني فقد انتقلت محاولات الاتفاق على موعد لانتخاب رئيسين للبلاد ولحكومتها الى اربيل الاثنين وسط تحذير من ثورة شعبية تمهد لتدخل دولي.
فقد وصل وفد سياسي يضم رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي والمرشح لرئاسة الوزراء محمد شياع السوداني والقيادي في الاطار التنسيقي الشيعي رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض الى مدينة اربيل عاصمة اقليم كردستان العراق الشمالي لاجراء مباحثات مع القادة الاكراد للاتفاق على مرشح واحد لهم لرئاسة البلاد.
الاتفاق أو الذهاب للتصويت
وسيبحث الوفد مع رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني ومع رئيس الاقليم نجيرفان بارزاني ضرورة انهاء الحزبين الكرديين الرئيسيين الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني برئاسة بافل طالباني لخلافاتهما حول المرشح لرئاسة الجمهورية اذ يرشح الاتحاد الرئيس الحالي برهم صالح فيما يرشح الديمقراطي وزير الداخلية في حكومة الاقليم ريبر أحمد خالد والاتفاق على مرشح واحد قبل نهاية الاسبوع الحالي وبعكسه الذهاب الى البرلمان كما حصل عام 2018 وترك اختيار احدهما الى تصويت النواب في جلسة مخصصة لذلك تجري اتصالات لتحديد موعدها.
ومازالت الخلافات الكردية الكردية حول هذا الموضوع قائمة حتى ان الديمقراطي الديمقراطي قد هدد بمقاطعة اي جلسة برلمانية لانتخاب رئيس للبلاد من دون الاتفاق معه. يشار الى انه بحسب المحاصصة الطائفية والقومية المعمول بها في البلاد منذ عام 2003 فأن مناصب رئيس الجمهورية من حصة الاكراد ورئيس الحكومة للشيعة ورئيس البرلمان للسنة.
وتجري هذه المباحثات في أربيل فيما اكمل العراق اليوم عاما كاملا من أزمته السياسية التي دخل فيها بعد الانتخابات المبكرة التي جرت في العاشر من تشرين الاول اكتوبر عام 2021 .
تحذير من تدخل دولي
ووسط هذه التجاذبات السياسية فقد حذر رئيس ائتلاف النصر رئيس الوزراء الاسبق حيدر العبادي اليوم من ان استمرار الانسداد السياسي في البلاد سيولد ثورة شعبية تضع الازمة العراقية بيد التدخل الدولي.
وأشار العبادي في بيان تابعته "ايلاف" الى انه "مر عام على إجراء الإنتخابات المبكرة وما زال الإنسداد السياسي سيد الموقف وهو أمر لا يليق بمن يتصدى لقيادة شعب وإدارة دولة".
رئيس ائتلاف النصر العراقي رئيس الوزراء الاسبق حيدر العبادي حذر الاثنين 10 اكتوبر 2022 من تدخل دولي في البلاد (مكتبه)
ودعا الى تجاوز تداعيات أزمة العملية الإنتخابية وما تلاها والذهاب إلى تسويات وطنية دستورية ينتجها حوار بنّاء ومسؤول للخروج من الأزمة.. مجددا الدعوة والتحذير "من اعتماد معادلة حكم إقصائية هشة تكون تداعيات سقوطها أكبر من مأزق الإنسداد الحالي".
وقال العبادي "يؤسفني الحديث بلغة التحذير، لكن على الساسة إدراك أنّ الإستمرار بتعطيل الدولة ينذر بثورة شعبية وبتدويل الحالة العراقية وهو ما لا يرضاه العراقيون".
وعبر رئيس ائتلاف النصر في الختام عن الامل "في ان يسود منهج الحكمة لإنهاء الأزمة السياسية حرصاً على الدولة والنظام والشعب".
وتأتي هذه التطورات السياسية اليوم فيما العراق الاثنين عاما من أزمته الخطيرة حيث طالبت الامم المتحدة القوى العراقية بتنازلات تنهي الانسداد السياسي الذي تعيشه البلاد.
وكانت رئيسة البعثة الاممية في العراق جينين بلاسخارت قد هاجمت في الرابع من الشهر الحالي خلال احاطتها الى مجلس الامن الدولي عن الاوضاع العراقية الطبقة السياسية في البلاد بأقسى العبارات وقالت ان العراقيين فقدوا الثقة بها وحذرت من مؤشرات لوقوع المزيد من سفك الدماء.
انسدادٌ سياسي خطير
واكمل العراق اليوم عاماً كاملاً منذ إجراء الانتخابات البرلمانية المبكرة في غياب حكومة جديدة أو موازنة جراء شلل سياسي يهدّد بحرمان البلاد من مشاريع بنى تحتية وفرص إصلاح هي بأمس الحاجة إليها.
ويشهد العراق حاليا ازمة سياسية خطيرة منذ الانتخابات المبكرة التي فاز فيها التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر وشهدت خسارة قاسية للقوى الموالية لايران التي لجأت الى عرقلة انعقاد جلسات البرلمان لانتخاب رئيس للبلاد يرشح رئيسا لحكومة جديدة.
وقد اثار هذا غضب الصدر الذي قام في 12 حزيران يونيو الماضي بسحب نوابه من البرلمان بعد ما وصفه بالتفاف قوى "الإطار التنسيقي" الشيعي على مشروع حكومة الأغلبية الوطنية الذي يدعو له وإصرارها على حكومة توافقية جديدة قائمة على المحاصصة الطائفية والحزبية والتي يراها الصدر سبباً رئيساً في استمرار الفساد والتردي الخدمي في البلاد.
وقد ادى ذلك الى تصاعد الخلافات بين الجانبين وتفجرها عنفا بين مسلحيهما في اشتباكات دامية شهدتها المنطقة الخضراء وسط العاصمة في 29 آب أغسطس الماضي أوقعت 30 قتيلا إضافة الى 700 مصابا غالبيتهم من القوات الامنية .