إيلاف من لندن: شهدت قلعة بالمورال في اسكوتلندا، يوم الثلاثاء، حدثين غير مسبوقين في التقاليد الملكية البريطانية، حيث التقت الملكة رئيس الحكومة المنصرف جونسون وخليفته ليز تراس.
ولأول مرة في التاريخ البريطاني، يلتقي عاهل رئيس الحكومة المستقيل وخليفته بعيدا عن المقر الرسمي وهو قصر باكينغهام في لندن، وتمت مراسم الايتقبال في قلعة بالمورال، وذلك بسبب وجود الملكة اليزابيث الثانية (96 عاما) في اجازتها الصيفية في اسكوتلندا، إضافة إلى ظروفها الصحية.
وقبل توجهه للقاء الملكة، ودع بوريس جونسون مقر 10 داونينغ ستريت واركان حربه من الموظفين بخطاب تعهّد فيه دعم خليفته ليز تراس بثبات.
وودّع جونسون الذي تخللت ولايته لحظات مفصلية على رأسها بريكست وكوفيد وانتهت قبل أوانها بفعل الفضائح، أنصاره الذين هتفوا وصفقوا له، قبل أن يتوجّه للقاء الملكة إليزابيث الثانية.
صاروخ داعم
وشبّه نفسه بـ"صاروخ داعم أتم مهمّته" وسيسقط في "نقطة نائية وبعيدة عن الأنظار في المحيط الهادئ". لكنّه أكد "سأدعم ليز تراس والحكومة الجديدة في كل خطوة".
وكان تم إعلان فوز السيدة تراس في سباق قيادة حزب المحافظين يوم الاثنين وستصبح زعيمة الحزب ورئيسة الوزراء بعد أن دعتها الملكة رسميًا لتشكيل حكومة.
صاروخ معزز
وأعلن جونسون في خطابه الوداعيي بأنه لن يتدخل في الحكومة الجديدة التي ستشكلتها ليز تراس. وقال: "فيما يتعلق بموضوع القفز في الوظائف المستقبلية ، دعني أقول إنني الآن مثل أحد تلك الصواريخ المعززة التي أدت وظيفتها".
وأضاف: "سأقوم الآن بإعادة الدخول إلى الغلاف الجوي بلطف ورش الهواء بشكل غير مرئي في زاوية نائية وغامضة من المحيط الهادئ."
وقال جونسون أنه لن يقدم للحكومة القادمة "سوى الدعم الأكثر حماسة". وتابع: "هذا وقت عصيب بالنسبة للاقتصاد ، إنه وقت عصيب للعائلات في جميع أنحاء البلاد. أقول لزملائي المحافظين ، لقد حان الوقت لأن تنتهي السياسة من الناس ، لقد حان الوقت لنا للوقوف وراء ليز تراس".
وألقى باللوم على الرئيس بوتين في ارتفاع تكاليف الطاقة وقال إنه يعرف أن السيدة تراس وحكومتها "ستبذلان قصارى جهدهما لتجاوز هذه الأزمة".
في إشارة إلى كيفية الإطاحة به، قال جونسون إنه في هذا "سباق الترحيل" للحكومة، قاموا "بتغيير القواعد في منتصف الطريق".
لكنه قال إنه إذا كان كل من ديلين (كلبه)، والقط لاري قط 10 داونينغ ستريت "يمكن أن يتفقا ويترككا خلفهما الصعوبات التي يواجهونها من حين لآخر ، فإن حزب المحافظين يمكن أن يفعل ذلك أيضًا".
عودة سينسيناتوس
ومضى جونسون ليقارن نفسه بسينسيناتوس، رجل الدولة الروماني الذي استقال وعاد إلى مزرعته. وقال: "مثل سينسيناتوس ، سأعود إلى محراثتي ولن أقدم لهذه الحكومة سوى الدعم الأكثر حماسة". وفقًا للتقاليد، عاد سينسيناتوس لاحقًا ليخدم فترة ولاية ثانية.
شكر
وختتم رئيس الوزراء المنتهية ولايته خطابه بالشكر لمن اعتنى بأسرته والجمهور الذي صوت لحزبه. ودافع عن إنجازات إدارته ، وسلط الضوء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ، وإطلاق اللقاح والاستجابة للحرب في أوكرانيا.
وكانت رئيسة الحكومة الجديدة، اثنت على سلفها جونسون في خطاب يوم الاثنينن وقالت بعد انتخابها موجهة الكلام له: "بوريس ، لقد انتهيت من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ، وسحقت جيريمي كوربين ، وطرحت اللقاح ووقفت في وجه فلاديمير بوتين. أنت مثير للاعجاب من كييف إلى كارلايل".
بعد ظهر يوم الثلاثاء، ستعود السيدة تراس إلى وستمنستر ، حيث ستخاطب البلاد لأول مرة كرئيسة للوزراء قبل الشروع في أعمال تعيين فريقها الوزاري.
مخادع تماما
وفي حديثها إلى (سكاي نيوز) بعد أن غادر جونسون داونينغ ستريت للمرة الأخيرة ، قالت أنجيلا راينر، نائبة زعيم حزب العمال ، إنه كان "خطاب بوريس جونسون الكلاسيكي" الذي "خادع تمامًا بشأن ما حدث خلال العامين الماضيين والأزمة. التي يواجهها الناس ".
وقالت إنه لم يكن هناك اعتراف بـ "الفضيحة والفساد الذي عصف بحزبه وحكومته خلال العامين الماضيين".
وأضافت راينر: "سواء كان ذلك هو دعمه للفضيحة حول أوين باترسون أو دعم كريس بينشر بموقف التحرش الجنسي ، سواء كان ذلك هو المليارات المطلقة من الجنيهات التي أهدرت على الأموال التي أعطيت لزملائه من خلال الوباء العالمي".
وقالت: "وبالطبع ، الحفل الذي حدث عندما تم إخبار الجمهور البريطاني أنه يتعين عليهم الدخول في حالة من الإغلاق وعليهم اتباع القواعد. أعتقد أنه كان خادعًا تمامًا ورائعًا من كل السمات المميزة لشخص لديه خلفية مميزة ، ويعتقد أنه يمكنهم فعل ما يحلو لهم."