أفرجت حركة طالبان عن مهندس أمريكي، احتجزته كرهينة منذ عام 2020، مقابل زعيم قبلي أفغاني محتجز لدى الولايات المتحدة منذ عام 2005.
وقالت الحركة إن مارك فريريتش سُلم في مطار كابول يوم الاثنين. وفي المقابل، استقبلت طالبان، بشير نورزاي، حليف الحركة، الذي كان يقضي عقوبة بالسجن مدى الحياة بتهمة تهريب المخدرات.
ولم ترد أنباء من حكومة الولايات المتحدة بشأن عملية المقايضة. وقد كان تأمين حرية فريريتش تعهداً انتخابياً قطعه الرئيس جو بايدن على نفسه.
من جهته قال وزير خارجية طالبان، أمير خان متقي، "اليوم تم تسليم مارك فريريتش للولايات المتحدة وفي المقابل سُلم حاجي بشير إلينا في مطار كابول".
وكانت حركة طالبان قد اختطفت فريريتش (60 عاماً) قبل عام من عودة الجماعة إلى السلطة في أفغانستان وانهيار حكومتها المدعومة من الغرب في 2021.
فريريتش كان يعيش ويعمل في كابول كمهندس مدني منذ 10 سنوات. وقالت شقيقته، شارلين كاكورا، إن الأسرة لم تتخل قط عن الأمل في استعادته.
وأضافت في بيان: "أنا سعيدة للغاية لسماع أن أخي بخير وفي طريقه إلى منزلنا. تصلي أسرتنا من أجل هذا كل يوم منذ أكثر من 31 شهراً كان رهينة فيها".
وأردفت: "كان هناك بعض الأشخاص الذين جادلوا ضد هذه الصفقة التي أعادت مارك إلى الوطن، لكن الرئيس بايدن فعل الصواب. لقد أنقذ حياة أحد المحاربين الأمريكيين الأبرياء".
- الإفراج عن قادة كبار في حركة طالبان "في صفقة تبادل مع رهائن هنود"
- انسحاب بريطانيا من أفغانستان "كارثة وخيانة"
وكان اعتقال فريريتش، الضابط السابق في البحرية الأمريكية، عائقاً رئيسياً أمام تحسين العلاقات بين الولايات المتحدة وطالبان، التي لا تزال حكومتها غير معترف بها من قبل أي دولة في العالم.
وكان الرئيس بايدن قد قال في يناير/ كانون الثاني: "على طالبان الإفراج عن مارك على الفور قبل أن تتوقع أي اعتبار للنظر في تطلعاتها للشرعية. وهذا الأمر غير قابل للتفاوض".
ولا يزال هناك مواطن أمريكي آخر على الأقل في أيدي طالبان. فقد اعتُقل المخرج إيفور شيرر ومنتجه الأفغاني فايز الله فايزبخش في كابول في أغسطس/ آب.
وقال إريك ليبسون، مسؤول الأمن القومي السابق الذي عمل كمتطوع لمساعدة عائلة فريريتش، إنه يأمل أن تكون إجراءات بايدن لتأمين الإفراج عن مارك "مؤشراً على التزامه بفعل الشيء نفسه على أساس عاجل للأمريكيين الآخرين المحتجزين كرهائن أو ظلماً في الخارج".
وأضاف ليبسون: "إنهم محتجزون لأنهم أمريكيون ويحتاجون إلى حكومة الولايات المتحدة لإعادتهم إلى الوطن".
واستُقبل بشير نورزاي استقبال الأبطال لدى عودته إلى العاصمة الأفغانية، وكان في استقباله مقاتلو طالبان الذين يحملون أكاليل من الزهور.
وقال في مؤتمر صحفي: "إطلاق سراحي مع إطلاق سراح أمريكي سيحقق السلام بين البلدين".
وكان نورزاي حليفاً وثيقاً وصديقاً لمؤسس الحركة الملا عمر وساعد في تمويل حكومة طالبان الأولى في التسعينيات.
وصرح المتحدث باسم حركة طالبان، ذبيح الله مجاهد، لوكالة فرانس برس إن نورزاي لم يكن يشغل منصباً رسمياً لكنه "قدم دعماً قوياً بما في ذلك الأسلحة".
وكان نورزاي قد أمضى 17 عاماً محتجزاً في الولايات المتحدة بتهمة تهريب الهيروين. وقال ممثلو الادعاء إنه أدار عملية واسعة لزراعة الأفيون في إقليم قندهار، أحد المعاقل التقليدية لطالبان في جنوب البلاد.
وكان يُعتبر أحد أكبر تجار المخدرات في العالم، عندما ألقي القبض عليه في عام 2005، إذ كان يتحكم في أكثر من نصف صادرات المخدرات الأفغانية، والتي تمثل معظم محصول العالم.
وفي عام 2008، أدانته محكمة في نيويورك بالتآمر لتهريب أكثر من 50 مليون دولار من الهيروين إلى الولايات المتحدة.