: آخر تحديث

الصدر الخاسر الرابح بعد أحداث المنطقة الخضراء

67
82
59

هدوء نسبي تعيشها اجواء الساحة السياسية في العراق بعد توجيه مقتدى الصدر انصاره بالانسحاب من المنطقة الخضراء قبل اسبوعين بعد ان شهدت المنطقة الخضراء اشتباكات مسلحة لم تعيشها منذ الاحتلال الامريكي للعراق عام 2003، بين انصار الصدر والميليشيات القريبة من المحور الإيراني نتيجة للخلافات الكبيرة حول ترشيح الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني لمنصب رئيس مجلس الوزراء ما أثار رفضا كبيرا من قبل جماهير التيار الصدري واصفا محمد شياع السوداني بأنه لا يلبي طلبات الشعب العراق في اختيار شخصية وطنية وغير متحزبة لمنصب رئيس الوزراء، ولاقت هذه الدعوات تعنتًا شديدا من قبل الإطار التنسيقي ورافضة لأية دعوات لتغيير محمد شياع السوداني واستبداله بشخصية تحظى بتوافق جميع تيارات القوى الوطنية والأحزاب السياسية لاسيما أكبر الأحزاب الشيعية التيار الصدري.

الاطار التنسيقي يبدو أنه استعاد كامل قواه بعد أن فقدها نتيجة للخلافات الداخلية بين قادته خصوصا بين رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي وهادي العامري زعيم منظمة بدر بعد اتهام الأخير للمالكي باختزال قرارات الإطار التنسيقي وحده دون الرجوع لباقي الاعضاء والزعماء، واستعادة وحدة وقوة الاطار يعود لقرار مقتدى الصدر الانسحاب من المنطقة الخضراء نتيجة لضغوط تعرضها من قبل المرجع الشيعي الكبير السيد علي السيستاني الذي دعا الصدر حسب مقربين بالانسحاب من المنطقة الخضراء أو سيخرج السيستاني بدعوى لحرمة القتال بين مكونات الشعب العراقي والاحزاب السياسية في ما بينها مما جعل الصدر يخرج بعدها بليلة يدعو جماهيره للخروج من المنطقة الخضراء بمدة اقصاها ستين دقيقة ومن يتأخر في تلبية هذه الدعوى سيتبرء الصدر منهم، وخلال
 أقل من هذه المدة بقليل خرجت جميع الجماهير الصدرية المدنية والعسكرية من المنطقة الخضراء بعد أيام من القتال الدامي.

الصدر الخاسر الرابح بعد انتهاء المواجهات في المنطقة الخضراء فقد خسر سياسيا نتيجة لتوجيه نوابه لتقديم استقالاتهم من مجلس النواب بعد تعثر تشكيل حكومة أغلبية وطنية تحت وطأة الثلث المعطل، وعوض الصدر خسارته بربح احداث المنطقة الخضراء بعد أن رحبت القوى السياسية والمرجعيات الدينية والشعبية والمجتمع الدولي والعربي بقرار السيد مقتدى الصدري بوقف القتال في المنطقة الخضراء. 

ويبدو أن خطوة الصدر الإنسحاب من العملية السياسية العراقية، الهدف منها هو وضع قوى الإطار التنسيقي الشيعي في موقف سياسي محرج، وجعلهم في مواجهة حاسمة مع الشارع في أي وقت، فالصدر يتزعم كل شيء في العراق، ولا أسهل من دعوته للمليونية، حتى تجيء الملايين من كل فجٍ عميق طاعةً لسماحته، وهذا ما يُميّز التيار الصدري، إنه مجتمع اشتراكي ينظم نفسه بنفسه وعقائدي، مطيع، لا يتغير ولا يخشى أحد، انفجاري، جاهز لكل المصائب، انتحاري وجريء، لذلك فإن كل تقلبات الصدر وتبدل مواقفه وتحولاتها، لا تؤثر بجماهير التيار. 

 ورغم خطوة الصدر الغامضة، إلا إن قوى الإطار تبدو حذرة في التعامل معها، وفي الآونة الأخيرة بدأ هناك خيارات يؤطران تحركات قوى الإطار، التي دخلت في تفاهمات وحوارات مع الكتلة الكردية والسنية والمستقلين لتشكيل حكومة توافق وطني تنهي حالة الانسداد السياسي الحالي.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في فضاء الرأي