كييف: دعت السلطات الأوكرانية الدول الغربية إلى إظهار "يقظة وحزم" في مفاوضاتها مع روسيا المتهمة بحشد قوات على الحدود لتنفيذ اجتياح، فيما واصلت واشنطن ضغطها على موسكو مع إعلانها إرسال عدد محدود من الجنود الأميركيين إلى أوروبا الشرقية.
وتحشد روسيا منذ تشرين الأول/أكتوبر أكثر من 100 ألف جندي وعتاداً عسكرياً إضافة إلى قوات دعم على حدودها مع أوكرانيا ومؤخراً في بيلاروس التي لها أيضاً حدود مشتركة مع أوكرانيا شمالاً.
وخلال مكالمة هاتفية مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان، شدد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا "على أهمية التحلي باليقظة والحزم في الاتصالات مع روسيا"، بحسب بيان للخارجية الأوكرانية.
ودعا كوليبا إلى "إعطاء الأولوية لتسوية سياسية ودبلوماسية" للأزمة بين روسيا والغرب في شأن أوكرانيا على وقع توتر متصاعد.
وفيما ناشد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الدول الغربية الجمعة عدم إثارة "الذعر" بسبب الحشود العسكرية الروسية على حدود بلاده، توافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على "ضرورة نزع فتيل التصعيد".
ويواصل الرئيس الأميركي جو بايدن الضغط على نظيره الروسي فلاديمير بوتين في الأزمة الأوكرانية مع إعلانه إرسال عدد محدود من الجنود الأميركيين إلى أوروبا الشرقية حتى وإن كان كبار مسؤولي البنتاغون يؤيدون مسعى دبلوماسياً جديداً.
ومع ذلك قال بايدن الجمعة في واشنطن إنه سيرسل "قريباً" عدداً صغيراً من الجنود الأميركيين لتعزيز قوات حلف الأطلسي (ناتو) في شرق أوروبا وسط تصاعد التوتر.
قرارات ولقاءات
وأعلنت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي السبت أن فرنسا تنوي إرسال "عدة مئات" من الجنود إلى رومانيا في إطار نشر محتمل لقوات من حلف شمال الأطلسي.
من جهته، أعلن لودريان عبر تويتر أنه سيزور أوكرانيا "في السابع والثامن من شباط/فبراير" ترافقه نظيرته الألمانية آنالينا بيربوك.
ويسعى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى تجنّب "إراقة الدماء" في أوكرانيا، وفق ما أكّدت متحدّثة باسم داونينغ ستريت، مشيرة إلى أنّه سيتّصل ببوتين لحثّه مرّة جديدة على "التراجع والانخراط دبلوماسيًا".
ومن المتوقع أن يصل رئيس الوزراء البولندي ماتيوس مورافيسكي إلى كييف الثلاثاء للقاء الرئيس ورئيس الوزراء.
وكتب المتحدث باسم الحكومة البولندية بيوتر مولر على تويتر "بولندا تدعم أوكرانيا في منع عدوان من روسيا" مضيفاً "سنبذل كل ما بوسعنا لإرساء السلام في أوروبا".
ونقل الكرملين عن بوتين قوله للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الجمعة إنّ "أجوبة الولايات المتحدة والحلف الأطلسي لم تأخذ بالاعتبار مخاوف روسيا الجوهرية (...) لقد تم تجاهل المسألة الأساسيّة، وهي كيف تعتزم الولايات المتحدة وحلفاؤها... تطبيق المبدأ القائل إنه يجب ألّا يعزز أي طرف أمنه على حساب دول أخرى".
جاء الاتصال بين بوتين وماكرون في أعقاب محادثات في باريس هذا الأسبوع بين روسيا وأوكرانيا بحضور فرنسا وألمانيا، صدر عنها بيان مشترك تعهد الحفاظ على وقف لإطلاق النار في شرق أوكرانيا بين القوات الحكومية والانفصاليين الموالين لموسكو.
واتفق الطرفان أيضاً على إجراء محادثات جديدة في برلين في شباط/فبراير.
وقال الكرملين إنّ "الرئيسين اتفقا على مواصلة الجهود من أجل خفض التصعيد والحوار، ولا سيما في إطار المفاوضات ضمن آلية النورماندي، برعاية فرنسا وألمانيا، من أجل تنفيذ اتفاقات مينسك".
عقوبات غير مسبوقة
ووعد الأوروبيون والأميركيون بفرض عقوبات غير مسبوقة في حال اجتياح أوكرانيا.
وحذرت واشنطن وبرلين من أن خط الانابيب نورد ستريم 2 لنقل الغاز الطبيعي الروسي إلى ألمانيا، معرض للخطر.
من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الجمعة إن بلاده تريد المسار الدبلوماسي وليس الحرب، بعد الدعوة الأميركية للعودة إلى طاولة المفاوضات والامتناع عن غزو أوكرانيا.
وفي مؤشر إلى استمرار التوتر أعلنت روسيا مساء الجمعة أنها أدرجت عدداً من مسؤولي الإتحاد الأوروبي على قائمة الأشخاص الممنوعين من دخول أراضيها، مشيرة إلى أنهم مسؤولون عن "سياسات معادية لروسيا".
وحذّر رئيس الأركان الأميركي مارك ميلي من أن نزاعاً بين موسكو وكييف سيكون "مروعاً" للجانبين.