حذرت الولايات المتحدة من أن أي هجوم تنفذه روسيا على الأراضي الأوكرانية سيكون له تبعات على خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2".
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن مشروع خط الأنابيب "لن يمضي قدما" إذا شنت روسيا الهجوم.
ويمتد مشروع أنابيب "نورد ستريم 2" من روسيا مباشرة إلى ألمانيا عبر بحر البلطيق. وهدد مسؤولون ألمان بفرض عقوبات تستهدفه.
وحشدت روسيا قواتها على حدود أوكرانيا في الأسابيع الأخيرة، وهو ما أثار مخاوف من احتمال حدوث غزو، على الرغم من النفي الروسي المتكرر لأي خطة لشن هجوم.
ورفضت الولايات المتحدة يوم الأربعاء طلب روسيا الرئيسي بمنع أوكرانيا من الانضمام إلى حلف الناتو العسكري، بينما عرضت على موسكو "طريقا دبلوماسيا جادا".
وقال متحدث باسم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يوم الخميس إن الرئيس يقوم حاليا بتقييم المقترحات.
نبذة عن "نورد ستريم 2"
استغرق إنشاء خط الأنابيب الذي يبلغ طوله 1225 كيلومترًا خمس سنوات، وتكلف حوالي 11 مليار دولار. لكن لم يبدأ العمل به حتى الآن، حيث قالت الجهات الرقابية في نوفمبر/ تشرين الثاني إنه لم يلتزم بالقانون الألماني وعلقت الموافقة عليه.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، متحدثا إلى محطة "إن بي آر"، إن الولايات المتحدة ستعمل مع ألمانيا لضمان عدم المضي قدما في المشروع إذا قامت روسيا بغزو أوكرانيا.
وقال: "أريد أن أكون واضحًا للغاية إذا غزت روسيا أوكرانيا بطريقة أو بأخرى، فإن نورد ستريم 2 لن يمضي قدمًا"، لكنه أضاف أنه "لن يخوض في التفاصيل" حول كيفية إيقاف ذلك.
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بربوك، في وقت لاحق للبرلمان الألماني إن الحلفاء الغربيين "يعملون على حزمة قوية من العقوبات" تغطي جوانب "بما في ذلك نورد ستريم 2"، وتوعدت بعواقب وخيمة على روسيا إذا نفذت الهجوم.
وجاء ذلك بعد أن غردت السفيرة الألمانية لدى الولايات المتحدة، إميلي هابر، قائلة "لن يكون هناك شيء على الطاولة، بما في ذلك نورد ستريم 2" إذا انتهكت روسيا "سيادة أوكرانيا".
واستثمرت الشركات الأوروبية الكبرى بكثافة في مشروع "نورد ستريم 2". وتعتقد الحكومة الألمانية حاليًا أن "الغاز الطبيعي سيستمر في تقديم مساهمة كبيرة في إمدادات الطاقة في ألمانيا على مدى العقود المقبلة"، معتبرةً أنه "يناسب المناخ أكثر من المصادر الأخرى للوقود الأحفوري".
لكن العديد من الجماعات تعترض على "نورد ستريم 2". ويتساءل دعاة حماية البيئة عن مدى توافقه مع الجهود الألمانية لخفض الانبعاثات ومعالجة التغيرات المناخية الناجمة عن النشاط البشري.
كما يخشى سياسيون أن يزيد اعتماد أوروبا على الطاقة الروسية، حيث يحصل يقرب من نصف الاتحاد الأوروبي على الغاز من روسيا.
وكان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، قد وصف خط الأنابيب في السابق بأنه "سلاح جيوسياسي خطير".
وتواجه بلاده حاليًا حوالي مئة ألف جندي روسي متمركزين على حدودها، مع تزايد المخاوف من أن الرئيس الروسي يخطط لشن هجوم.
تحركات دبلوماسية
كانت روسيا قد أصدرت قائمة مكتوبة بمخاوفها بشأن توسيع الناتو والقضايا الأمنية ذات الصلة. وكان من بينها مطالبة الناتو باستبعاد إمكانية انضمام أوكرانيا وغيرها إلى الحلف.
وقدمت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي يوم الأربعاء لروسيا ردًا رسميًا على مطالبها المرتبطة الأزمة الأوكرانية. وقال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إن الوثيقة أوضحت "المبادئ الأساسية" لبلاده، بما في ذلك سيادة أوكرانيا وحقها في اختيار أن تكون جزءًا من تحالفات أمنية مثل الناتو.
وقال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن الرد الرسمي لا يعالج "القلق الرئيسي" لروسيا بشأن توسع التحالف. لكنه قال إنه "يمنح الأمل لبدء محادثة جادة" حول أسئلة ثانوية، مضيفًا أن بوتين سيقرر كيفية الرد.
وقال متحدث باسم الرئيس الروسي للصحفيين إن موسكو لن "تسرع في التقييمات"، قائلا إن الأمر سيستغرق "وقتا لتحليل" الرد.
وبشكل منفصل، أعاد دبلوماسيون من روسيا وأوكرانيا وفرنسا وألمانيا التأكيد على التزامهم باتفاق وقف إطلاق النار طويل الأمد في أوكرانيا، حيث يسيطر متمردون مدعومون من روسيا على أراض في منطقة دونباس الشرقية.
وقال بيان نشرته الرئاسة الفرنسية إن الدول الأربع تواصل دعم وقف إطلاق النار "بغض النظر عن الخلافات بشأن القضايا الأخرى" المتعلقة باتفاقيات مينسك لعام 2015.
ووصف نائب كبير موظفي الكرملين، ديمتري كوزاك، المحادثات التي استمرت ثماني ساعات في باريس بأنها "ليست يسيرة". ومن المقرر أن تجتمع المجموعة مرة أخرى في غضون أسبوعين في برلين.
وقال وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، للصحفيين يوم الخميس إن القرار الروسي بالمجيء إلى محادثات في برلين "بشرى سارة"، لأنه يعني أنه "من المرجح أن تحافظ روسيا للأسبوعين المقبلين على المسار الدبلوماسي".