ايلاف من لندن: فيما ظهر عدد من قادة المليشيات العراقية الموالية لايران بين متظاهري المنطقة الخضراء يحثونهم على العنف فقد تم الكشف السبت عن تولي الكاظمي شخصيا التحقيق في مسببيه وتقديمهم الى العدالة وتعويض الضحايا بينما دعت الامم المتحدة الى سلمية الاحتجاجات.
وقالت خلية الاعلام الامني للقوات العراقية في وقت مبكر من اليوم في بيان تابعته "ايلاف" ان القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي قرر الاشراف بنفسه على التحقيق في احداث العنف التي شهدتها بغداد امس مصرا على تقديم المسببين في سقوط قتلى وجرحى الى العدالة.
عدم استخداد الرصاص الحي
واشارت الخلية الى ان "الكاظمي قد أمر بتشكيل لجنة تحقيق عليا ضمت في عضويتها أمن الحشد الشعبي للنظر في الأحداث المؤسفة التي شهدتها تظاهرات أمس الجمعة".. واضافت ان "اللجنة باشرت تحقيقاتها فور صدور الامر للكشف عن الملابسات والتداعيات التي أدت إلى سقوط شهداء وجرحى من المتظاهرين والقوات الأمنية وتقديم المقصرين أمام المساءلة القانونية لتقصيرهم ومخالفتهم أوامر القائد العام الصريحة التي أكدت بصراحة ووضوح على عدم إطلاق الرصاص الحي تحت اي ظرف كان".
واكدت الخلية ان الكاظمي قد أمر ايضا "بتعويض الضحايا وقرر القيام شخصياً بالإشراف المباشر على سير عمل التحقيق والتدابير المطلوبة لاحقاق الحق للضحايا وهم جميعاً من أبناء شعبنا العراقي وواحبنا يحتم علينا حمايتهم والاقتصاص لهم من المعتدي أياً كان امام القضاء العادل".
احتراق خيام المعتصمين حول المنطقة الخضراء اثر اندلاع الاشتباكات بينهم وبين القوات الامنية
وجاءت هذه القرارات اثر اجتماع عقده الكاظمي في مقر قيادة العمليات المشتركة في بغداد مع القيادات الامنية العليا لمتابعة تطورات الاحتجاجات حول المنطقة الخضراء ومحاولة الخاسرين للانتخابات من الموالين لايران اقتحامها والاشتباك مع القوات الامنية المكلفة بحمايتها . وقد بحث الاجتماع وضع خطة لمنع التصعيد وتفويت الفرصة على الساعين الى تصعيد المواجهات ضد القوات الامنية.
وكانت وزارة الصحة العراقية قد اعلنت خلال الساعات الاخيرة عن اصابة 98 جريحا من القوات الأمنية و27 جريحاً من المتظاهرين جراء اعمال عنف واشتباكات حصلت بين الطرفين خلال احتجاجات القوى المعترضة على نتائج الانتخابات التي تقودها القوى الخاسرة الموالية لايران. وقالت الوزارة في بيان تابعته "ايلاف إن "مؤسسات الوزارة استقبلت في بغداد عددا من الجرحى من القوات الامنية والمتظاهرين بلغ مجموعهم 125 جريحا.. 27 منهم من المدنيين والباقين من القوات الأمنية
الامم المتحدة تدعو للسلمية
وقد اعربت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق "يونامي" عن أسفها لتصاعد أعمال العنف في بغداد مشددة على ضرورة التمسك بالسليمة خلال الاحتجاجات على نتائج الانتخابات المبكرة الاخيرة.
وقالت البعثة في بيان صحافي تابعته "ايلاف" مساء امس انها "تعرب عن أسفها لتصاعد العنف والإصابات التي أعقبت ذلك في بغداد. وشدد على جميع الاطراف بضرورة "ممارسة أقصى درجات ضبط النفس واحترام الحق في الاحتجاج السلمي وأن تبقى المظاهرات سلمية.
دعم عنف المتظاهرين
وحول محاولات المحتجين الرافضين لنتائج الانتخابات من بعض القوى الشيعية فقد دعا الاطار التنسيقي لهذه القوى الى اجراء تحقيق لمعرفة ماقال انهم المسؤولين عن مطلقي النار على المحتجين.
واشار في بيان تابعته "ايلاف" الى انه يدين وبشدة "لما تعرض له المحتجون السلميون من قمع واستخدام مفرط للعنف وحرق للخيام رغم تمسكهم بالاحتجاجات السلمية". وطالب السلطات القضائية بموقف عاجل ومحاسبة المسؤلين ممن امر ونفذ امر اطلاق النار على المحتجين السلميين وعلى الحكومة تحمل مسؤلياتها بتوفير الحماية للمتظاهرين السلميين واجراء تحقيق فوري لمعرفة المسؤلين عن اطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين السلميين".
واضاف "ندعم حق التظاهر المكفول دستوريا ونقف مع اصوات الجماهير التي تطالب بالعدالة والشفافية في احتساب واعلان نتائج الانتخابات".. منوها الى مطالبته ايضا من "ابناء القوات الامنية حماية اخوانهم من المتظاهرين ومواصلة التنسيق العالي الذي كان بينهم في الاسابيع الماضية ونحث ابناءنا المحتجين على المحافظة على سلمية تظاهراتهم".
الصدر يقطع زيارته لبغداد غضبا
وليلة امس قرر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر قطع زيارته إلى بغداد والعودة الى النجف بعد ان كان قد بدأ فيها سلسة مباحثات مع القوى السياسية حول مرحلة مابعد الانتخابات.
وكتب صالح محمد العراقي الذي يوصف بأنه وزير الصدر تدوينة على شبكة التواصل الاجتماعي قال فيها "قَطعَ سماحته زيارته للعاصمة بغداد إستنكاراً لِما يحدث من عُنف غير مُبَـرَّر ومن إضعاف الدولة المُتَعَمَّـد.. فلذلك نسترعي إنتباهكم". واضاف ان الصدر قد طالب "اتباعه بأن يلتزموا بالهدوء والتحلّي بأعلى درجات ضبط النفس".
قادة المليشيات بين المحتجين يحرضوهم على العنف
واظهرت مقاطع فيديو اطلعت عليها "ايلاف" عددا من قادة المليشيات الموالية لايران يتقدمهم قائد مليشيا عصائب أهل الحق قيس الخزعلي وهو بين المحتجين حول المنطقة الخضراء يحثهم على مواصلة تصعيدهم لرفضهم نتائج الانتخابات .
قيس الخزعلي قائد مليشيا عصائب أهل الحق بين المتظاهرين حول الخضراء مساء امس الجمعة لحثهم على تصعيد احتجاجاتهم (تويتر)
كما وزعت كتائب حزب الله بيانا تتهم فيه الكاظمي باعطاء اوامر اطلاق النار على "المتظاهرين العزل وسفك دماء الابرياء" بحسب قولها.
وادعت ان "الكاظمي وفريقه عازمون على اخذ البلد والعملية السياسية الى ما لايحمد عقباه".. منوهة الى ان "جريمة استهداف المتظاهرين بالعتاد الحي وحرق خيمهم ستزيد من ثباتهم واصرارهم على تصحيح مسار العملية السياسية" على حد قولها.
وتزامن تصعيد المليشيات للعنف في بغداد مع بدء القوى السياسية خلال الاربع والعشرين ساعة الاخيرة مباحثات حول التحالفات السياسية المقبلة بانتظار الموقف النهائي من عمليات العد والفرز اليدوي ومصادقة المحكمة الاتحادية على النتائج النهائية للانتخابات.
وجاءت اعمال العنف التي شهدتها بغداد امس اثر محاولة رافضي نتائج الانتخابات اقتحام المنطقة الخضراء من انصار القوى المنضوية تحت مظلة تحالف الفتح الغطاء السياسي للمليشيات الموالية لايران بزعامة رئيس منظمة بدر هادي العامري والذي منى بخسارة كبيرة في الانتخابات حيث لم يحصل الا على 16 مقعدا في البرلمان الجديد فيما كان له 38 مقعدا في البرلمان القديم فيما حصلت حركة حقوق الممثلة لكتائب حزب الله العراقي على مقعد واحد فقط.