إيلاف من لندن: صعّد رافضو نتائج الانتخابات العراقية الجمعة من احتجاجاتهم بالخروج في تظاهرات "جمعة الفرصة الأخيرة".. فيما نظّم التيار الصدري صلاة جمعة شيعية سنية موحّدة ضد الطائفية وبحث الصدر في بغداد تطوّرات الوضع السياسي بعد الانتخابات.
واليوم نظّم التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر الفائز في الانتخابات صلاة جمعة مشتركة سنية شيعية في محافظة ديالى (65 كم شمال شرق بغداد) وذلك "لحفظ وحدة الصف ودرءًا للفتنة الطائفية في المحافظة" كما قال مكتب التيار في النجف في بيان تابعته "إيلاف".
وقال المكتب أنّ الصدر "وجّه بإقامة صلاة جمعة مشتركة بين "أبناء البلد الواحد السنة والشيعة حفظاً لوحدة الصف الإسلامي في العراق ودرءاً للفتنة الطائفية التي يؤجّجها البعض" في ديالى.
وقد أُقيمت الصلاة المشتركة في حسينية مدينة المقدادية بمشاركة أهالي المحافظات القريبة وخصوصاً بغداد العاصمة كما قال المكتب الذي شدّد على المصلّين الراغبين بالمشاركة "الالتزام بالشروط الصحية الوقائية من فيروس كورونا آملاً بحفظ وحدة البلاد والسلم بين أهله".
عراقيون يؤدون صلاة جمعة شيعية سنية موحدة بمحافظة ديالى شمال شرق بغداد الجمعة 5 تشرين الثاني/نوفمبر 2021 (تويتر)
وشارك المئات من المواطنين من بغداد ومحافظات أخرى في الصلاة الموحّدة فيما كثّفت القوات الأمنية إجراءاتها في محافظة ديالى وخاصة في قضاء المقدادية الذي شهد الأسبوع الماضي مواجهات طائفية.
مباحثات حول التطوّرات السياسية
وقد وصل الصدر إلى بغداد مساء أمس حيث أجرى مباحثات مع رئيس مجلس النواب السابق محمد الحلبوسي وعمار الحكيم رئيس تحالف قوى الدولة وقيادات أخرى تناول آخر تطورات الوضع السياسي على ضوء الخلافات حول نتائج الانتخابات .
وخلال اجتماع الصدر الذي حصد أكثر مقاعد بين الكتل الأخرى في الانتخابات المبكرة الأخيرة مع الحكيم فقد بحث الجانبان "مستجدات الأوضاع في العراق ونتائج الإنتخابات الأخيرة وإستحقاقات المرحلة المقبلة" كما قال مكتب الحكيم.
الصدر مجتمعًا في بغداد مع الحكيم اليوم الجمعة 5 تشرين الثاني/نوفمبر لبحث التطورات السياسية بعد الانتخابات (مكتب الحكيم)
كما بحث الوفد المفاوض للكتلة الصدرية برئاسة حسن العذاري مع وفد الحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة القيادي في الحزب وزير الخارجية الأسبق هوشيار زيباري اليوم الجمعة نتائج الانتخابات والتجربة الانتخابية الإلكترونية التي أثبتت نجاحها منذ سقوط النظام السابق عام 2003 كما قالت الكتلة في بيان.
وأشارت الكتلة إلى "أهمية المرحلة المقبلة بالنسبة للمواطن العراقي كونها مرحلة بناء وخدمات ممّا سينعكس إيجابًا على الوضع الأمني في البلاد عمومًا، مشدّدًا على أن تكون الحكومة مستقلة بعيدًا عن أي تدخّل خارجي".. بينما أثنى زيباري من جانبه على "مواقف زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في خدمة العراق والعراقيين".. مؤكّداً على أنّ "التيار الصدري من التيارات العقائدية النضالية وسيكون لهم دور مهم في هذه المرحلة" كما قال البيان.
وكان الصدر قد حذّر الثلاثاء الماضي من الفتنة في محافظة ديالى على خلفية أعمال العنف والتهجير التي تشهدها بدوافع طائفية. وقال في تغريدة على "تويتر" أنّ "الخطر محدق بمحافظة ديالى الحبيبة ونار الفتنة الطائفية يؤجّجها البعض".. مضيفًا "الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها" منوّهًا إلى أنها "أسيرة التهريب والمليشيات والتبعية والإرهاب".
وطالب الصدر قوات الأمن في وزارة الداخلية "بالعمل الجاد لحماية الحدود (مع إيران) والإنتشار السريع من أجل درء المخاطر".. مشدّدًا بالقول "أخوان سنة وشيعة هذا الوطن مانبيعه".
وكان تنظيم داعش قد هاجم قرية الرشاد التي يقطنها مواطنون شيعة بقضاء المقدادية في محافظة ديالى في 26 من الشهر الماضي ما أسفر عن مقتل وإصابة حوالى 40 شخصًا لتقوم مليشيات عراقية في الحشد الشعبي موالية لإيران بعدها بالهجوم على قرية قريبة يسكنها مواطنون سنة هي نهر الإمام وتقوم بعمليات انتقامية قتلت خلالها 12 مواطنًا وأحرقت منازل ومزارع وسيارات إضافة إلى مسجد.
تصعيد ورفض للإنتخابات
ومن جهتهم صعّد رافضو نتائج الانتخابات المبكرة من احتجاجاتهم الجمعة أمام بوابات المنطقة الخضراء وسط بغداد بتجمّعات في العاصمة وعدد من المحافظات اليوم تحت شعار "جمعة الفرصة الأخيرة" وحاولوا اقتحام المنطقة.
وقد اشتبك المحتجون مع القوات الامنية لدى محاولتهم اقتحام المنطقة الخضراء فتصدت لهم القوات التي تعرضت الى الرمي بالحجارة ومحاولة اعتداء المحتجين عليها قرب بوابات المنطقة ماتسبب باصابة عدد من عناصرها بجروح متفاوتة.
نداء للتهدئة
ووسط تقارير غير مؤكدة عن مقتل متظاهر فقد وجه رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي نداء الى الطرفين بالتهدئة داعيا المحتجين الى اتباع السياقات القانونية في احتجاجاتهم.
وقالت "اللجنة التحضيرية للتظاهرات والإعتصامات الرافضةِ لنتائجِ الانتخاباتِ" المبكرة الأخيرة في بيان صحافي في وقت سابق الحمعة حصلت "إيلاف" على نصّه أنّ "مفوضية الانتخابات لا زالت تمارس دورًا مشبوهًا بالتعاطي مع الطعونِ المقدَّمةِ والمعزَّزةِ بالأدلةِ والحجّةِ، ومستمرّةً بالتسويفِ والمماطلةِ في تلبيةِ مطالبِنا المشروعةِ والتي عبّرنا عنها بتظاهراتٍ واعتصاماتٍ كانت بمنتهى السلميةِ والحضاريةِ ولأنّ المفوضيةَ بأدائِها المؤسفِ هذا قد فقدتْ حياديتَها وأمانتَها في أداءِ دورِها المطلوبِ منها قانونيًا وأخلاقيًا" على حدّ قولها.
القوات الأمنية العراقية تنشر أسلاكًا شائكة حول اعتصام رافضي نتائج الإنتخابات الذين صعّدوا الجمعة 5 تشرين الثاني/نوفمبر 2021 من احتجاجاتهم بما سمّوها جمعة الفرصة الأخيرة (تويتر)
وطالبت اللجنة التحضيرية مجلسَ القضاءِ الأعلى والمحكمةَ الإتحاديةَ "بالتدخّلِ الفاعلِ لإنقاذِ البلادِ" ممّا سمتها "خطورةِ ما تسبّبتْ به المفوضيةُ الفاقدة لأهليّتِها". ودعت إلى الخروج بتظاهراتٍ سلميةٍ قالت إنها "ربّما ستكونُ الأخيرةُ تحتَ عنوانِ (جمعةُ الفرصةِ الأخيرةِ) قبلَ أن نبدأَ مرحلةً تصعيديّةً أخرى من مراحلِ الإحتجاجِ للتعبيرِ عن مظلوميتِنا واستردادِ أصواتِنا المسروقةِ وإرداتِنا المنهوبةِ وحقوقِنا المضيّعة" بحسب قولها.
ومنذ فجر اليوم قامت الأجهزة الأمنية بتكثيف إجراءاتها في مداخل المنطقة الخضراء بعد ورود معلومات تتعلّق بتصعيد مرتقب من قبل الرافضين لنتائج الانتخابات حيث قامت بنشر أسلاك شائكة في المدخل القريب من ساحة الإعتصام.
يأتي ذلك في وقت يتواصل حاليًّا اعتصام مفتوح أمام المنطقة الخضراء وسط العاصمة، دخل أسبوعه الثاني، تنظّمه القوى الخاسرة للانتخابات المنضوية تحت مظلّة تحالف الفتح، الغطاء السياسي للمليشيات العراقية الموالية لإيران بزعامة رئيس منظّمة بدر هادي العامري، والذي مُني بخسارة كبيرة في الانتخابات حيث لم يحصل إلّا على 16 مقعدًا في البرلمان الجديد فيما كان له 38 مقعدًا في البرلمان القديم، فيما حصلت حركة حقوق الممثلة لكتائب حزب الله العراقي على مقعد واحد فقط.
النتائج النهائية خلال 10 أيام
وعلى الصعيد نفسه أعلنت المفوضية العليا للانتخابات أنها بدأت اليوم الجمعة بدراسة ملحق الطعون في النتائج لمحافظة بغداد بجانبيها الكرخ والرصافة متوقّعة الإعلان عن النتائج النهائية للانتخابات خلال مدة أقصاها 10 أيام.
وأعلنت مفوضية الانتخابات في بيان تابعته "إيلاف" عن الإنتهاء من العد والفرز اليدوي للمحطّات المطعون فيها والتي قدّمت بشأنها أدلّة ضمن ملحق طعون محافظات البصرة وديالى وبابل وكربلاء والنجف وصلاح الدين بحضور ممثّلي المرشّحين الطاعنين والمراقبين الدوليين والإعلاميين المخوّلين حيث سترفع نتيجة تدقيق هذه الأدلة إلى مجلس المفوضين لاتخاذ التوصية المناسبة بشأنها في ضوء الإجراءات المتّبعة.
مفوضية الانتخابات بدأت الجمعة 5 تشرين الثاني/نوفمبر بالعد اليدوي لمحطات انتخابية في بغداد قُدّمت فيها ملاحق طعون (أ ف ب)
كذلك، بدأت المفوضية اليوم الجمعة النظر في محطّات قُدمت بشأنها أدلة ضمن ملحق طعون مرشّحي محافظة بغداد بجانبيها الكرخ (411 محطة) والرصافة (244 محطة) لحسم ملف الطعون بالكامل، بعد استكمال المراجعة والتدقيق لما قدّمه المرشّحون في الملحق المشار إليه حيث سترفع نتيجة عملية العد والفرز اليدوي لمحطات هذه المحافظات إلى مجلس المفوضين لاتخاذ التوصية المناسبة بشأنها في ضوء الإجراءات المتبعة.