الأمم المتحدة (الولايات المتحدة): دعا مجلس الأمن الدولي في بيان صدر بإجماع أعضائه إلى "وقف التصعيد" في اليمن لمواجهة "الخطر المتزايد بحدوث مجاعة واسعة النطاق" في البلاد.
وشدّد أعضاء المجلس الـ15 في بيانهم على "ضرورة وقف التصعيد من قبل جميع الأطراف، بما في ذلك الوقف الفوري لتصعيد الحوثيين في محافظة مأرب" ودعوا إلى "وقف فوري لإطلاق النار في اليمن".
كما أدان أعضاء المجلس "تجنيد الأطفال واستخدامهم، والعنف الجنسي في النزاع"، معربين كذلك عن "قلقهم البالغ إزاء الحالة الإنسانية الأليمة، بما في ذلك الجوع الذي طال أمده، وتزايد خطر حدوث مجاعة واسعة النطاق، والتي تفاقمت بسبب الحالة الإقتصادية المتردّية".
Yemen: A comprehensive negotiated political settlement is needed to end the violence in the country once and for all, @OSE_Yemen tells Security Council. https://t.co/qnuxQoDwBq
— United Nations (@UN) October 14, 2021
الناقلة "صافر"
وفي بيانهم الذي أعدّته بريطانيا دعا أعضاء المجلس "الحكومة اليمنية إلى تسهيل دخول سفن الوقود، بشكل منتظم ودون تأخير، إلى ميناء الحُديدة" الواقع في غرب البلاد، مؤكّدين على "أهمية ضمان جميع الأطراف التدفّق الحرّ للوقود داخل البلاد لإيصال السلع الأساسية والمساعدات الإنسانية".
كما ذكّر أعضاء المجلس بـ"التهديد الخطير الذي تشكّله الناقلة صافر" وأكّدوا أنّهم "يحمّلون المسؤولية" عن هذا الوضع إلى الحوثيين.
و"صافر" الناقلة النفطية المتهالكة التي صُنعت قبل 45 عاماً والتي تُستخدم كمنصّة تخزين عائمة، محمّلة بنحو 1,1 مليون برميل من النفط الخام. ولم تخضع السفينة لأي صيانة منذ 2015 ما أدّى إلى تآكل هيكلها وتردّي حالتها، وهي اليوم مهدّدة بالإنفجار أو الإنشطار في أي لحظة ممّا سيؤدّي إلى تسرّب حمولتها في مياه البحر الأحمر.
وتحذّر الأمم المتحدة من أنّ حصول تسرّب نفطي من هذه السفينة من شأنه أن يدمّر النظم البيئية في البحر الأحمر وأن يضرب قطاع صيد السمك في المنطقة وأن يغلق لستة أشهر على الأقلّ ميناء الحديدة الذي يُعدّ شرياناً حيوياً لليمن.
وأعلنت الأمم المتحدة مراراً أنّ الحوثيين أعطوا موافقتهم المبدئية على مجيء فريق أممي لتفقّد الناقلة، لكنّ هؤلاء المتمرّدين المدعومين من إيران ما فتئوا في كلّ مرة يعودون عن قرارهم في اللّحظة الأخيرة.
النزاع اليمني
واليمن، أفقر دولة في شبه الجزيرة العربية، يشهد منذ 2014 حرباً بين المتمرّدين الحوثيين المدعومين من إيران، والقوات الحكومية المدعومة منذ 2015 من تحالف عسكري تقوده السعودية.
وأسفر النزاع عن مقتل عشرات آلاف الأشخاص، بينهم الكثير من المدنيين، وفق منظّمات إنسانية عدة.
وما زال نحو 3,3 ملايين شخص نازحين بينما يحتاج 24,1 مليون شخص أي أكثر من ثُلثَي السكان، إلى المساعدة، وفق الأمم المتحدة التي أكّدت مراراً أنّ هذا البلد يعاني من أسوأ أزمة إنسانية في العالم حالياً.