: آخر تحديث
أمين عام الأمم المتحدة سيحضر قمة تونس

القادة العرب أمام 20 ملفا مستعصيًا

50
62
60
مواضيع ذات صلة

إيلاف من تونس: يستعد القادة العرب لمناقشة 20 ملفا عربيا شائكا، خلال قمتهم المزمع عقدها في تونس يوم 31 مارس الجاري، وسيحضرها أمين عام الأمم المتحدة.

وسيكون كلّ من الأمين العام للمتحدة أنطونيو جوتيرش، ومسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيدريكا موجريني، ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي، والأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي يوسف العثيمين، بمثابة ضيوف شرف للقمة العربية.

في حين يتوجه وفد الأمانة العامة للجامعة العربية إلى تونس، غدا الاثنين، استعدادا للاجتماعات التحضيرية للقمة الثلاثين.

وأعلن محمود عفيفي المتحدث باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن القمة العربية الثلاثين المقرر عقدها في تونس سيكون موعدها 31 مارس الجاري وستبدأ اجتماعاتها التحضيرية في 26 مارس.

وقال السفير عفيفي اليوم، في لقاء صحفي مع الوفد الإعلامي المرافق لبعثة الأمانة العامة للجامعة العربية في القمة، " إن مشروع جدول أعمال القمة يتضمن نحو 20 موضوعًا وملفًا حتى الآن، وأشاد بتحضيرات الجانب التونسي للقمة العربية، وحرصه على توفير كافة الظروف الملائمة لعمل الإعلاميين، مشيرًا إلى أن وفد الأمانة العامة للجامعة العربية سيتوجه غدا إلى تونس استعداداً للاجتماعات التحضيرية للقمة.

ومن بين تلك الملفات، القضية الفلسطينية بأبعادها المختلفة، الأزمة فى سوريا، الأزمة فى ليبيا، الأزمة فى اليمن، دعم السلام والتنمية فى السودان، التدخلات الإيرانية فى الشؤون العربية، التدخل التركي فى شمال العراق، الاحتلال الايراني للجزر الإماراتية، دعم الصومال، متابعة صيانة الأمن القومي العربى، تطوير المنطومة العربية لمكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى بند جديد وهو دعم النازحين فى العراق.

وأوضح عفيفي بحسب ما نقلت عنه وكالة أنباء الشرق الأوسط، أن الاجتماعات التحضيرية للقمة ستبدأ يوم 26 مارس باجتماع كبار المسؤولين للمجلس الاقتصادي والاجتماعي، ثم اجتماع المندوبين الدائمين للدول العربية يوم 27 مارس، وسيتم عقد اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوزاري يوم 28 مارس.

وأضاف أن اجتماع وزراء الخارجية سيكون يوم 29 مارس، ويوم 30 مارس سيكون مخصصًا لاستقبال القادة على أن تعقد القمة يوم 31 مارس 2019.

دور تونس

إلى ذلك، قالت وكالة الأنباء التونسية الرسمية إن القمة ستعقد "وسط تواتر في الأزمات والصراعات البينية عربيا، وتباين في المواقف والآراء حول مختلف القضايا العربية، ناهيك عن متغيرات متسارعة تشهدها المنطقة".

وقالت (وات) في تقرير مطول "تتطلع قمة تونس إلى تجاوز بعض الأزمات التي تلقي بظلالها على المنطقة ولا سيما الخلافات الطارئة بين عدد من الدول العربية، وستعمل تونس، بفعل علاقاتها الجيدة مع كل أشقائها العرب إلى لعب دورها في بناء جسور الحوار، وتحقيق المصالحة المنشودة".

ورغم الإنتقادات الموجهة لجامعة الدول العربية من حيث عجزها عن التأثير في عديد القضايا العربية والإقليمية واخذ زمام المبادرة والسعي الحقيقي للدفع بالعلاقات العربية نحوالافضل، فإنها تبقى "بيت العرب الذي تلجأ إليه البلدان العربية لتدارس الإشكاليات القائمة بينها وبين بقية دول العالم، وكذلك للبحث عن افضل السبل لإيجاد مخرجات للقضايا الاساسية التي تهدد الأمة العربية". 

وقال التقرير: "إن حالة الإحباط والوهن وخيبة الأمل التي تشعر بها النخب والجماهير العربية نحوالجامعة وأجهزتها واجتماعاتها في كل المستويات لا تقوم على لامبالاة اوعلى عدم اكتراث بل هي تنبع من استياء لما آلت إليه أوضاع هذه المؤسسة الجامعة التي يُنتظر منها الكثير ولكنها بقيت إلى حد الآن غير قادرة على تحقيق التطلعات نحو حد ادنى من التضامن والانسجام والوئام العربي".

ملفات مستعصية

يرى الملاحظون أن عودة سوريا إلى "الحضن العربي" أصبح أمرا ملحا و أن قرارا عربيا بعودة الدولة السورية إلى مقعدها في جامعة الدول العربية في قمة تونس سيكسب دون شك هذه القمة بعدا خاصا في إطار الدور التاريخي الذي ظلت تلعبه تونس في ردم الهوة بين الدول العربية ورأب الصدع بينها، بحسب الوكالة الرسمية.

تضيف: "من المؤكد أن يكون للأزمة الليبية حضور هام في أشغال القمة العربية بتونس حيث سيتم العمل على تشجيع كل المبادرات التي تتخذها دول الجوار الليبي العربية منها والافريقية وكذلك الدور المحوري الذي يقوم به مجلس الأمن الدولي من أجل حلحلة الأزمة الليبية".

كما سيتم العمل على تعزيز الحوار بين الأطراف الليبية من أجل إيجاد حلول حقيقية للأزمة الليبية على أيدي الليبيين أنفسهم بما يضمن وحدة ليبيا واستقلال قرارها وإستعادة دورها القومي كعضو فاعل في منظومة العمل العربي المشترك.

تنضاف إلى ذلك الأزمة اليمنية التي ستكون حاضرة بقوة في قمة تونس، والأكيد أن الحرص سيكون كبيرا من القادة العرب على وضع حد لهذ الأزمة التي دمرت اليمن الذي أعلنت الأمم المتحدة أن "الوضع الإنساني فيه هوالأسوأ في العالم وان هذا البلد العربي الذي يعد اكثر من 27 مليون نسمة والذي يعتبر من اكثر البلدان فقرا على البسيطة، يشهد كارثة إنسانية لا مثيل لها".

وستكون القضية الفلسطينية بالتأكيد على رأس جدول أعمل قمة تونس خاصة في ظل قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب خلال شهر ديسمبر 2017 نقل سفارة بلاده بدولة الكيان الإسرائيلي إلى القدس المحتلة، وما رافق ذلك من تنديد عربي ونداءات دولية ثم مضي ترمب في تنفيذ قراره بنقل سفارة بلاده الى القدس المحتلة في شهر ماي الماضي وتبعته في ذلك بعض الدول.

ويمثل هذا الإجراء التعسفي إعتداء على الشعب الفلسطيني والأمة العربية التي لا تزال متمسكة بالحقوق الفلسطينية، ومدافعة عنها في المحافل الدولية إلى أن تتحقق إقامة دولة فلسطين كاملة السيادة وعاصمتها القدس.

ويقول التقرير إنه "ينتظر من قمة تونس القادمة أن تقوم بدور مهم في رأب الصدع الفلسطيني من جهة، ودعم الحقوق الفلسطينية المشروعة من جهة أخرى، وذلك عبر دفع الفرقاء الفلسطينيين الى تجاوز الخلافات الداخلية وتوحيد الصفوف وتحقيق مصالحة حقيقية لمواجهة المحتل".

نظام رسمي عاجز؟

يرى بعض النقاد لدور الجامعة العربية وقدرتها على الأخذ بزمام المبادرة أن الزعماء العرب يجتمعون لعقود لتدارس كل القضايا والتقاط الصور، وإقامة حفلات العشاء واللقاءات الثنائية أمام المصورين، ثم يعودون دون طرح إشكال واحد أو ملف يعني الشعوب في المنطقة. وهذا ما جعل الجامعة لا تختلف عن النظام الرسمي العربي، حسب رأيهم.

والأكيد أن قمة تونس ستعمل على تحقيق ولو الحد الأدنى من التضامن العربي، كما ستكرس المبادئ الأساسية لنشأة الجامعة العربية كونها مظلة تستظل بها كافة الدول العربية وإطارا لتنسيق المواقف والقرارات في ظل تعدد التكتلات الإقليمية وتربص بعض القوى بالوطن العربي، بحسب التقرير.

القوميون غاضبون

إلى ذلك، أعرب عدد من ممثلي الأحزاب ذات التوجه القومي العربي في تونس، في تصريحات استقتها "وكالة تونس إفريقيا للأنباء"، عن خشيتهم في ألا تخدم مخرجات القمة العربية المزمع تنظيمها يوم 31 مارس الجاري بتونس المصالح العربية، منتقدين مواقف غالبية الأنظمة العربية الرسمية إزاء أمهات القضايا المطروحة.

فقد أجمع ممثلو هذه الأحزاب، على عدم تعويلهم على جامعة الدول العربية كهيكل "انتهت صلاحيته"، باعتباره حاد عن أهداف الأمة العربية وأصبح جزءا من الأزمة التي تعيشها بعض الأنظمة العربية، وسببا في الدمار الذي لحق ببعض أجزاء الوطن العربي، بالإضافة إلى سعي هذا الهيكل إلى التطبيع مع الصهيونية.

واعتبر أمين عام حركة الشعب زهير المغزاوي، أن مؤسسة الجامعة العربية "انتهت" منذ غزو العراق سنة 1991 "الذي شرّعت له وشاركت فيه"، متابعا أنها فقدت شرعيتها منذ تخليها عن القضية الفلسطينية، فضلا عن مساهمتها في السنوات الأخيرة في دمار كل من ليبيا واليمن وسوريا، وفق تقديره.

وحذر من الوضع الكارثي الذي وصل إليه الوطن العربي، والذي أدى إلى تفتيتها وضرب جيوشها، على إثر تحول جامعة الدول العربية "إلى أداة للعدوان على الأمة أكثر من دفاعها عن مصالحها"، على حد قوله، معربا عن أمله في أن تساهم القمة القادمة في حقن الدماء في الوطن العربي.

ودعا المغزاوي في هذا السياق، الأنظمة العربية بعد الدمار الذي لحق عديد الدول العربية، إلى إيجاد حلول تحقن الدماء في الوطن العربي، والعمل على استعادة سوريا لعضويتها صلب جامعة الدول العربية رغم الفيتو الأمريكي المرفوع أمام مثل هذا القرار.

من جانبه، قال الأمين العام للتيار الشعبي زهير حمدي، إن الأحزاب القومية لا تعلق أية آمال على القمة المزمع عقدها في تونس أواخر الشهر الجاري، معتبرا أن مؤسسة الجامعة العربية "انتهت منذ سنوات وغير قادرة على إصدار قرارات من شأنها تخفيف الوضع المتأزم للشعوب العربية".

وصرح في ذات السياق، بأن القمة العربية "تنعقد برعاية أمريكية وتنفيذ خليجي"، وسيكون مفروضا عليها تمرير "صفقة القرن" المبنية على إنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بتوطين الفلسطينيين خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة وإنهاء حق اللجوء، حسب تعبيره، مؤكدا أن الأنظمة العربية "انخرطت منذ سنوات في خيارات معادية للأمة العربية"، ولن تقدم على أية خطوة لحل الأوضاع في اليمن وسوريا.

ويشاطر حزب حركة البعث الرأي نفسه، حيث اعتبر عضو مكتبه السياسي عثمان بلحاج عمر، أن جامعة الدول العربية التي تمثل النظام الرسمي العربي "لم تحقق للعرب أية مصلحة" سواء فيما يتعلق بالتصدي للصهيونية أو فيما يتعلق بتحقيق أي نوع من أنواع الاندماج، بل على العكس من ذلك فقد فرط هذا النظام في العراق ووافق على التطبيع مع الصهيونية منذ قمة بيروت 2002 ، مطالبا بضرورة تغيير هذا النظام الذي ترزح تحته الدول العربية منذ 45 سنة.

وحذر من إرساء "علاقات مفتوحة مع الولايات المتحدة الأمريكية ومع رئيسها دونالد ترمب"، واعتباره "مخلصا" بعد أن اتخذ في السابق قرارا يقضي بتحويل سفارة بلاده من تل أبيب إلى مدينة القدس، إضافة إلى اعترافه الأخير بسيادة اسرائيل على هضبة الجولان السورية التي تحتلها منذ 52 سنة.

واتهم الأنظمة العربية بوقوفها اليوم في محاور متقابلة ضد الأمن القومي العربي، حيث تواطأ جزء منها مع الصهيونية، فيما اصطف جزء آخر منها مع القوى الاستعمارية، معتبرا أن هذه الأنظمة تخلفت عن اللحظة التاريخية وعن الواقع العربي.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار