الرباط: تحت شعار"أمري يا الواليدة (الوالدة)"، أطلق الشاب المغربي لبيب المسعدي حملة إنسانية، تروم التخفيف عن الأمهات والنساء المغربيات اللواتي يعشن بمفردهن حالة من الوحدة والعزلة، بسبب عوامل كثيرة، منها وفاة الأزواج، وبعد الأقارب عنهن، ليجدن أنفسهن وحيدات دون مؤنس أو من يسأل عن أحوالهن.
وعن السبب الرئيسي وراء إطلاق الحملة، قال المسعدي في تصريح لـ"إيلاف المغرب":" راودتني الفكرة انطلاقا من تجربتي الخاصة، لكون والدتي تعيش بمفردها في المغرب بعد وفاة والدي، و رغم أنني حاولت إقناعها بالاستقرار معي في العاصمة الفرنسية باريس حيث أقطن حاليا، إلا أنها فضلت المكوث في أرض الوطن، أتواصل معها فقط عبر الهاتف أو من خلال زيارات لا تتعدى مرتين في السنة. و بحكم تقدمها في السن، كنت غالبا ما ألتجأ إلى بعض الأصدقاء لقضاء بعض أغراضها كالمرافقة إلى الطبيب أو القيام ببعض الإجراءات الإدارية".
واضاف المسعدي"ليس الغرض من هذه المبادرة هو الدعم المادي وإن كان حاضرا عند الحاجة، بقدر ما يهدف الى تقديم الدعم المعنوي لهذه الحالات، والوقوف إلى جانبهن لمساندتهن ومشاركتهن أوقات الفرح والحزن".
وبشأن الوسائل المتبعة في هذه المبادرة الإنسانية بغية تحقيق أهدافها، أوضح المسعدي أن كسر العزلة عن النساء اللواتي يعانين العجز يتم عبر نهج طرق مختلفة، تتمثل في تنظيم حفلات شاي للتعارف مع النساء المستفيدات، و كذا خلق جسر التواصل بين بعضهن البعض؛ و من ثم يسهل على المتطوعين الاشتغال معهن بطريقة جماعية و في جو عائلي مرح، فضلا عن الاستعانة بخبراء التنمية البشرية لتدارس وضعيات هؤلاء الأمهات و مساعدتهن لتخطي أزماتهن النفسية، إعادة إدماجهن لاستعادتهن نشاطهن و ثقتهن بأنفسهن.
وزاد المسعدي قائلا"يتم كذلك تنظيم أنشطة مختلفة و مبسطة، تحترم سنهن و مستواهن الدراسي، سواء في فضاء المنزل أو خارجه. أنشطة ذات طابع ترفيهي، ثقافي، ديني، رياضي ... في إطار أندية متنوعة (طبخ، خياطة، ديكور، محاربة الأمية...). الهدف من هذه البرامج هو إعادة الثقة لهؤلاء النساء اللواتي انكسرت نفسيتهن، لعامل السن أو لظروف أسرية... و ذلك عن طريق تعزيز تجاربهن و إعطائهن فرصا لاكتشاف أخرى جديدة.
كما أكد صاحب حملة"أمري يا الوليدة" على إجراء أنشطة متنوعة، تهم الزيارات التفقدية الدائمة ، وتنظيم خرجات إلى الحمام الشعبي بطقوس تقليدية رفقة المؤطرات؛ وتنظيم رحلات محلية أو دولية؛ إضافة إلى مرافقة الأمهات لعيادة الطبيب، وقضاء حوائجهن كالتسوق، وأشغال البيت، أو بعض الإصلاحات المنزلية؛ والمساعدة و المرافقة في بعض الإجراءات الإدارية.
وعن الطريقة التي يتم من خلالها تنفيذ هذه المبادرة الإنسانية والاجتماعية، أوضح المسعدي"يتم إحصاء المستفيدات اللاتي تتطابق حالتهن مع شروط الحملة، و من ثم التواصل كأول خطوة لكسب ثقتهن و شرح المبادرة لهن، حتى يتقبلن فكرة المساعدة و اليد الممدودة إليهن، وكذا القيام بحملات تحسيسية و دعائية و طنية، و مد جسور التواصل مع الإعلام وذلك عن طريق لقاءات و ندوات".
وخلص المسعدي الى القول ة ان الهدف من الحملة ليس هو جمع التبرعات و المساعدات المالية فقط، إلا في حالات قصوى تحتم علينا التدخل و مد العون المادي، بحكم المبادئ الإنسانية و الدينية".