: آخر تحديث
تعيينه يعكس فعلًا خيار الأمن الأميركي أولًا

ماكماستر: الجنرال المناسب في المكان المناسب

95
118
105

في تحليل مثير للاهتمام، يرى القائد العسكري الأميركي السابق بول مالشاين أن تعيين ترامب الجنرال هربرت ماكماستر في منصب مستشار الأمن القومي إشارة طيبة إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يميل نحو انتهاج سياسة أكثر اهتمامًا بالدفاع عن البلد، منها بنمط التدخلات والتطفلات التي مارستها ادارات اميركية سابقة بلا نهاية، من فيتنام إلى العراق. 

ولمن يشكك في ذلك، يقترح مالشاين قراءة كتاب ماكماستر "قاموس الواجب: ليندن جونسون وروبرت ماكنمارا ورئيس هيئة الاركان المشتركة والأكاذيب التي أدت إلى فيتنام" Dictionary of Duty: Lyndon Johnson, Robert McNamara, Joint Chief of Staff and Lies That Led to Vietnam، الصادر في عام 1997، والذي يقدم فيه ماكماستر رؤية ثاقبة إلى الفكرة القائلة إن من خلال معجزة التكنولوجيا الحديثة يمكن جعل الحروب آمنة وبالمقدور التنبؤ بمجرياتها بحيث لن نخاطر بالكثير إذا خضنا غمارها.

يكتب ماكماستر كيف أن ماكنمارا، وهو رئيس شركة سابق، فرض على الرئيس جونسون الفكرة القائلة إن الولايات المتحدة تستطيع الانتصار على فيت كونغ وقوات فيتنام الشمالية من خلال الذكاء الإداري الخالص. 

كتاب ماكماستر "قاموس الواجب: ليندن جونسون وروبرت ماكنمارا ورئيس هيئة الاركان المشتركة والأكاذيب التي أدت إلى فيتنام

 

ليس كافيًا

يكتب ماكماستر: "استنادًا إلى الفكرة القائلة إن الأعمال العسكرية المسيطَر عليها بدقة والمحدَّدة بقوة يمكن التراجع عنها، وبالتالي يمكن تنفيذها بالحد الأدنى من المخاطرة والتكلفة، فإن الضغط التدريجي أتاح لماكنمارا وجونسون أن يتجنبا مواجهة الكثير من العواقب المحتملة للعمل العسكري". 

هذا لم يكن مجديًا في فيتنام، لكن طريقة التفكير نفسها عادت بعد حرب الخليج التي كان ماكماستر قائد قوات فيها. وبعد ما بدا في البداية انتصارًا سريعًا افترض عباقرة واشنطن انهم اختزلوا الحرب إلى علم. لكن ماكماستر أعلن انه يختلف معهم. 

يقول: "الأمر غاية في التعقيد، وإذا كنتم تظنون أن لديكم الحل فأنتم مخطئون، وأنتم خطرون".

ماكماستر ليس مسالمًا بالطبع. ورغبته المعلنة ليست التخلص من الجيش، بل استخدامه بما يخدم المصلحة الوطنية الضيقة فحسب. وهو ليس انعزاليًا بل واقعي. وهذا ما يميزه من بعض المشهود بعدم كفاءتهم الذين تحدث ترامب عن تعيينهم في مناصب حساسة.

كان أحدهم جون بولتن، سفير الولايات المتحدة المتلعثم السابق لدى الأمم المتحدة خلال ادارة الرئيس الثالث والأربعين، بوش، الذي يذهب إلى أن ما غزته الولايات المتحدة من بلدان حتى الآن ليس كافيًا. ومن حسن الحظ أن ترامب ترك بولتن يعيش حياته الخاصة.

جون بولتن، سفير الولايات المتحدة السابق لدى الأمم المتحدة

لا حاجة إلى جنود!

أما ماكماستر فيرث فوضى صنعها الذين يواصلون تكرار الأخطاء نفسها التي قادت ليندون بيرد جونسون إلى توريط الولايات المتحدة في فيتنام.

حذر ماكماستر أخيرًا من طريقة المجمع العسكري الصناعي، كما سماه دوايت آيزنهاور، في استدراج رهط واشنطن إلى الاعتقاد أن التكنولوجيا التي يروجونها قادرة على تطويع الحرب بحيث تكاد أن تنتفي الحاجة إلى جنود بشر حقيقيين فيها.

وقال ماكماستر في كلمة ألقاها في فلوريدا في عام 2015: "إن المجمع العسكري - الصناعي ربما يمثل تهديدًا أكبر علينا منه في أي وقت في التاريخ".

ويستعرض ماكماستر باستفاضة في كتابه كيف رفض مستشارو الرئيس العسكريون، أي رؤساء الأركان المشتركة، أن يصارحوه في شأن عواقب التدخل في أرض بعيدة لا يعرفون عنها إلا القليل.

المؤمَّل أن يكون هذا المستشار أكثر صراحة. فربما لا تكون السياسة الخارجية الأميركية مملة مثل سياسة سويسرا أو النمسا الخارجية، لكنها بكل تأكيد يجب أن تكون أقل تشويقًا.

فن الحرب

لعل أفكار ماكماستر في الحرب جاءت مباشرة من كتاب "صن تزو" الكلاسيكي، "فن الحرب"، وهو عمل ذو حكمة أزلية اختار غير المعروفين بعبقريتهم في واشنطن تجاهلها.

يمثل الآتي نظرة كلاسيكية متبصرة إلى ما يُسمى "الحرب على الإرهاب" التي عمرها 15 سنة: "ما من بلد ربح في حرب مديدة، والذين لا يفهمون المخاطر الكامنة في استخدام الجيش عاجزون عن تحقيق الأفضليات المحتملة للأعمال العسكرية".

اليكم أيضًا رأي بات لانغ الذي كان من ذوي القبعات الخضر في فيتنام ولديه رؤية واقعية متكاملة عن الشرق الأوسط: "أنا منذ فترة طويلة أعتبر الجنرال ماكماستر أفضل ضباط جيله من كل النواحي المهمة. لذا أنا في غاية السعادة أن الرئيس ترامب اختاره لهذه المهمة".

* ترجمة عبد الاله مجيد

 

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار