الرباط: قال يوسف العمراني، مكلف مهمة بالديوان الملكي المغربي، الاثنين بطوكيو، أن المغرب "عرف كيف يتجه نحو التغيير، بكل شجاعة وعزم، في سياق إقليمي ودولي يتسم بالتراجع".
وأضاف العمراني، خلال ندوة نظمها المعهد الياباني للعلاقات الدولية حول "النزاعات والفوضى في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا"، أنه "على الرغم من السياق الإقليمي المضطرب، قامت المملكة بالمبادرات التي تحتاج إليها داخليا عبر إنجاز عدة تحولات هيكلية أطلقها الملك محمد السادس لفائدة السكان".
وأشار العمراني ، من جهة أخرى، إلى خصوصيات المسار الذي اتبعه المغرب في سياق الرؤية الملكية التي سمحت للمملكة بالحفاظ على أمنها واستقرارها وتماسكها الاجتماعي، بالموازاة مع تعزيز تنميتها متعددة الأبعاد ومع جعل العنصر البشري وازدهاره في صلب أولوياتها.
وقال العمراني إنه "على الرغم من الظرفية الدولية الهشة، واصل المغرب تعزيز نموذجه المغربي بفضل الرؤية الشجاعة والطموحة لجلالة الملك من أجل مجتمع ديمقراطي حداثي، متجذر بقوة في القيم المغربية التي تتمثل في الحرية والانفتاح وحقوق الإنسان، وذلك في إطار احترام الهوية الوطنية المتعددة وغير القابلة للتجزيء".
وأضاف أن "النموذج المجتمعي المغربي، بما يتمتع به من مصداقية ومشروعية، عرف كيف يجدد نفسه في إطار الاستمرارية، بالموازاة مع تجسيده لتغير عدة محددات، وبما ينسجم مع انتظارات المغاربة".
من جانب آخر، استعرض العمراني التحولات الجارية في عدة دول عربية، خاصة وأن بؤر الاضطراب لا تزال مستمرة في الشرق الأوسط، ولاسيما الوضع المعقد بسوريا وليبيا، الذي يؤدي إلى مزيد من التدفقات المهمة لللاجئين.
واعتبر العمراني أن هذا الوضع "يثير السؤال حول عجز المجتمع الدولي عن إيجاد حلول ناجعة للقضايا الملحة التي تهدد السلم والأمن الدوليين، خاصة أن السياق المضطرب الذي تعرفه المنطقة التي تواجه اليوم حقائق صعبة، يدعو إلى إيجاد حلول منسجمة ومندمجة تتلاءم مع الخصوصيات الوطنية لكل دولة".
كما يجب، يقول العمراني، "أخذ بعين الاعتبار ضرورة توفير الأمن، وتشجيع تنمية سوسيو-اقتصادية دامجة وضرورة تحقيق تنمية بشرية مستدامة، التي هي وحدها الكفيلة بضمان حياة كريمة لساكنة مختلف الدول".
وأشار، في هذا السياق، إلى أن "التهديد الإرهابي الذي يحدق بالمنطقة ويتجاوزها إلى إفريقيا وأوروبا، والذي يتغذى على النزاعات المتواصلة، يلقي بكامل ثقله على دولنا وشعوبنا"، مؤكدا أن "هذا التهديد هو انعكاس للدعاية الدموية والعدمية التي تنتشر بين الشبكات بالخصوص". وهي دعاية إرهابية تلقى صدى عند شباب محبط وفاقد للبوصلة الاجتماعية.
وحسب العمراني "يجب اتخاذ إجراءات مستعجلة في صدارتها تنسيق استراتيجيات التواصل في مجال مكافحة التطرف، لاسيما من خلال تفكيك خطابات الجهاديين المتشددين، الأمر الذي يستدعي مقاربة قائمة على استراتيجية واقعية وشمولية ومنسجمة وانخراط قوي للقادة الدينيين والإعلام والمجتمع المدني". كما ذكر بأنه "لا يمكن لأي دولة، مهما بلغت قوتها والجهود التي تبذلها، محاربة تفشي الإرهاب الذي بدأ يتمدد دوليا، لوحدها"، مبرزا أنه "إضافة إلى التهديد الإرهابي، نقف أيضا أمام رهانات مشتركة مثل التغير المناخي أو الجريمة الإلكترونية، والتي يجب أن نتصدى لها، والتي تستدعي مزيدا من المبادرات الجماعية، ومزيدا من التعاون الدولي والعلاقات متعددة الأطراف".