: آخر تحديث
منفذ هجوم أورلاندو كان يضرب زوجته

الارهاب يبدأ في البيت

189
197
196

قالت زوجة عمر متين الأولى سيتورا يوسفي بعد هجوم اورلاندو الذي اوقع 49 قتيلا انه كان يسيء معاملتها بعد زواجهما الذي لم يستمر طويلا قبل سبع سنوات. وصرحت يوسفي للصحافيين قائلة انه كان يأتي الى البيت ويضربها "لأن الغسيل لم يُنجز أو شيئاً من هذا القبيل".  وكان الثنائي التقيا على الانترنت وانتقلت هي الى فلوريدا للزواج منه ولكن ضربها بدأ فور زواجهما تقريباً وسرعان ما أخذ متين يمنع زوجته من الاتصال بأهلها.  وقالت يوسفي "انه كان يبقيني رهينة". وفي النهاية تعين على أهلها ان ينقذوها بانتزاعها عنوة من بين يديه ، على حد تعبيرها.

قد لا تبدو هذه التفاصيل عن تاريخ متين هي الأبرز بعد ما حدث في اورلاندو والأهم بكل تأكيد هو شعوره بالقرب من تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" والارهابيين عموما.  وما له أهمية بالغة ان متين استهدف ملهى ليلياً للمثليين وانه نفسه كان يتردد عليه ، كما افادت تقارير.  ومما له دلالته ان والد متين زعم ان ابنه استشاط سخطاً على مشهد رجلين يقبلان احدهما الآخر ولكنه ، كما اتضح لاحقا ، كان يستخدم تطبيقاً لمواعيد المثليين على الانترنت.  ولأن الهجوم كان في الولايات المتحدة حيث يقع ثلث حوادث اطلاق النار على تجمعات من الأشخاص في العالم ، كان باستطاعة متين ان يحصل بكل سهولة على سلاح يقتل ويصيب أكبر عدد من الأشخاص بأسرع وقت.

ويؤكد خبراء ان هناك علاقة بين العنف المنزلي واطلاق النار على تجمعات من الأشخاص.  وأكدت دراسة أُجريت مؤخرا لهذه الحوادث ان مثل هذه العلاقة "جديرة بالاهتمام".  وتمكن الباحثون الذين اجروا الدراسة من توثيق 133 حادث اطلاق نار قُتل في كل منها اربعة اشخاص أو أكثر خلال الفترة الواقعة بين مطلع 2009 ومنتصف 2015 ليجدوا ان المسلح في 76 على الأقل من مثل هذه الحوادث أو 57 في المئة ، قتل زوجة حالية أو سابقة أو شريكة أو شخصاً آخر من أفراد العائلة ، وفي 21 حادثاً على الأقل كان المسلح متهماً بممارسة العنف المنزلي.  

وكان الكونغرس انتبه الى هذه العلاقة واقر في عام 1996 تشريعاً يمنع الأشخاص الذين لهم سوابق في العنف المنزلي من حيازة اسلحة نارية.  وبديهي ان وجود اسلحة نارية في المنزل يزيد احتمالات تعرض المرأة التي يعتدي عليها شريكها جسديا الى القتل.  وبحسب باحثين في كلية جونز هوبكنز بلومبرغ للصحة العامة فان منع الأشخاص الذين لهم سوابق في العنف المنزلي من امتلاك اسلحة خفض معدلات قتل الزوجة أو الشريكة بنسبة 19 في المئة. 

ولكن هذه القانون الفيدرالي وغيره من القوانين المماثلة في الولايات المنفردة لا تُطبق بحزم وهي لا تكون سارية إلا إذا أجرت الولايات تدقيقاً في سيرة من يريد ان يشتري قطعة سلاح لترى إن كانت له سوابق في العنف المنزلي.  والعديد من الولايات ليس فيها آلية تدقيق كهذه.  وفي هذه الحالة ليس هناك ما يمنع من يمارس العنف المنزلي ضد شريكته من امتلاك اسلحة.  ولدى بعض الولايات قوانين تجيز للشرطة مصادرة الأسلحة النارية لدى إبلاغها بوقوع حوادث عنف منزلي ولكن غالبية الولايات ليس فيها قوانين كهذه. 

ويؤكد خبراء ضرورة ان تنظر السلطات الى العنف المنزلي وكره النساء على انهما نواقيس انذار.  وتشير مجلة نيويوركر الى ان سونغ هوي تشو الذي قتل أكبر عدد من الأشخاص رميا بالرصاص في تاريخ الولايات المتحدة باطلاق النار على الطلاب في كلية فرجينيا التكنولوجية الى ان حطم عمر متين رقمه القياسي بهجوم اورلاندو ، كان متهما في السابق بالتربص لطالبات.  وان تامرلان تسارنييف أحد الشقيقين اللذان نفذا تفجيرات بوسطن عام 2013 اعتُقل ذات مرة في شقته بتهمة العنف المنزلي والاعتداء الجسدي على امرأة.  

يبين هذا كله ان الارهاب يبدأ احياناً في البيت.

اعداد عبد الاله مجيد عن مجلة نيويوركر على الرابط أدناه
http://www.newyorker.com/news/daily-comment/terror-begins-at-home?mbid=nl_TNY%20Template%20-%20With%20Photo%20%2853%29&CNDID=31115831&spMailingID=9069422&spUserID=MTE4Nzk1NzM0MjU0S0&spJobID=941591983&spReportId=OTQxNTkxOTgzS0


 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار